لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تحقيق- بعد 100 يوم عزلة.. عودة قطار الصعيد '' فيديو وصور''

06:48 م الخميس 28 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تحقيق - محمد أبو ليلة:

عائلات صعيدية وشباب جامعي وفتيات في مقتبل العمر وأناس جاءوا من كل حدب وصوب.. افترشوا جميعا أرض الرصيف داخل محطة مصر، ينتظرون القطار القادم والمتجه إلى محافظات الوجه القبلي، جميعهم أخذ إجازته، وقرر الابتعاد عن ''زحمة'' العاصمة والعودة إلى موطنهم الأصلي.

ولا سيما في هذه هي المرة الأولى التي يركبون فيها وسيلة المواصلات القريبة إلى قلوبهم منذ أكثر من 3 شهور مضت، بعد ان قررت الحكومة وقف القطارات المتجهة إلى محافظات الصعيد بسبب أحداث العنف التي شهدتها البلاد طيلة الفترة الماضية.

ما قبل العودة

هناك دراسة تؤكد أن 1.4 مليون راكب يستقلون القطار يوميًا، وأن ركاب محافظات الصعيد وحدهم يستقلون القطار بنسبة 90% من عدد الركاب على مستوي الجمهورية، تلك الدراسة التي قام بها مركز المصريين للدراسات السياسية تشير إلى أن أهالي الصعيد يعتبرون وسيلة القطار هي الأكثر أمنا وتناسبا لهم.

وخلال الشهور الماضية والتي توقفت فيها حركة القطار، كان سكان الصعيد، يتعرضون لابتزاز سائقي وسائل النقل الأخرى ''الأتوبيس والميكروباص''،.. قام ''مصراوي'' بخوض تجربة الذهاب إلى أحدى محافظات الصعيد قبل عودة القطارات مستخدمين ''الميكروباص''، من القاهرة إلى محافظة المنيا التي تبعد 300 كم فقط عن القاهرة.

كان وقتها الزحام على مواقف الصعيد كبيرا نظرا لكون السيارة ''الميكروباص'' هي وسيلة المواصلات الوحيدة المتواجدة في تلك الفترة، ورفع السائقون أجرة السفر لخمسين جنيها بعدما كانت 30 جنيها فقط، لترتفع الأجرة في الأسبوع الأول من حظر التجوال وتصل إلى 90 جنيها.

كلاب بوليسية

مصراوي حاول نقل الصورة داخل محطة سكك حديد مصر، فوجئنا بوجود بوابة إلكترونية وضعت على الباب الرئيسي للمحطة، وأكثر من 7 أفراد أمن بزي شرطة يفتشون من يريد الدخول إلى المحطة.

بعد اجتياز البوابة الإلكترونية، تجد هناك عدد قليل من الكلاب البوليسية يصطحبهم أفراد أمن بزي خاص، كما لاحظنا وجود أفراد من المباحث الجنائية بزي مدني أحدهم استوقفنا أثناء التصوير، مع تأمين مداخل ومخارج المحطة بشكل كبير.

اصحبنا أمين شرطة -رفض ذكر أسمه- إلى مكتب مدير إدارة الشرطة بالمحطة، وأثناء السير أكد لنا أنهم كأفراد أمن لم يناموا منذ يومين بسبب ''ورديات'' التأمين، حفاظا على سلامة الركاب، كما قال أن هناك أفراد من الشرطة السرية منتشرة في المحطة، للقبض على الخارجين عن القانون.

العميد عمرو العطار مدير إدارة شرطة السكك الحديدية على مستوى الجمهورية أكد في تصريحات خاصة لمصراوي أنهم بدأوا بتشغيل 7 قطارات للوجه القبلي، أمس الأربعاء، منهم (3 قطارات مميز و2مكيف لأسوان وقطار أخر مكيف اتجه لأسيوط، وأخر إلى سوهاج).

''هناك إجراءات أمنية مشددة في المحطات والقطارات، الأمور تسير بشكل طبيعي، هناك ضابط شرطة و7 أفراد شرطة سرية داخل القطار منذ خروجه من القاهرة حتى محطة الوصول، وقد أعطينا أوامر للضباط بتفتيش القطار في الورشة قبل أن يأتى للرصيف، وذلك بالكلاب البوليسية المدربة على اكتشاف المتفجرات وتفتيش جميع أمتعة الركاب بأجهزة الكشف عن المعادن قبل دخولها القطار''.. هكذا قال مدير شرطة السكة الحديد.

كما أوضح العطار أن أعداد الركاب لم تكن كثيرة في أول يوم تستأنف فيه حركة القطارات، معللا بأن خبر عودة القطارات لم يعرفه الكثير، وقال: نسبة الركاب في أول يوم وصلت إلى 80%،لكن سيصبح هناك كثافة شديدة خلال الأيام القادمة.

تأخر القطار

على الرصيف رقم 8 انتظرنا القطار المتجه إلى محافظة سوهاج، كانت الأعداد تتزايد، عدد كبير من الركاب افترشوا الأرض، ينتظرون القطار، ظلوا لأكثر من ساعتين في انتظار المجهول، كل نصف ساعة يمر قطار، ''يهم'' الركاب من مجالسهم استعدادا لدخول القطار، لكنه لم يقف على الرصيف، ليتكرر هذا المشهد أربع مرات.

وحينما اقتربت الساعة من الرابعة عصرا، أخذ صوت المنادي يعلو ''القطار المتجه إلى سوهاج قادم إلى الرصيف رقم 8''.. ممزوج بصوت رجل في الخمسينات من عمره محدثا أحد الشباب الواقفين ''هو القطر اتأخر ليه يا ولدي؟''.

بعدها بدقائق وصل القطار رقم 990 المتجه إلى سوهاج.. هلل الركاب فرحا بمجئ القطار، أحدهم قال ''والله زمان وبعودة''.. سيدة في الستينات من عمرها كادت أن تطير من الفرحة حينما جاء القطار، وحملت حقائبها بسرعة كي تلحق بأحد الأماكن الفارغة داخل القطار.

دقائق أخرى وأصبح القطار مكتظا بالركاب، الممرات التي تفصل بين العربة والأخرى امتلأت أيضا بالركاب.. لا يوجد موطئ قدم داخل عربات القطار.

أحد المسافرين إلى سوهاج شاب في العشرينات من عمره مجند بالقوات المسلحة متجه إلى بلدته لقضاء فترة الإجازة يدعى مصطفى، كان ينتظر القطار فترة طويلة، على الرصيف، اشتكى لمصراوي من انقطاع القطارات عن الوجه القبلي طيلة الفترة الماضية.

حيث قال: أنا عسكري جيش مرتبي 225 جنيه كل ما أنزل إجازة أصرف مرتبي مواصلات بسبب توقف القطارات، كل مرة اسافر ''اتمرمط''، وسائقي الميكروباص يستغلونا اسوأ استغلال ويغلوا الأجرة.

ويضيف ''مصطفي'': ''أنا بروح بلدنا ب 100 جنيه و100 جاي بسبب سواقين الميكروباص، لما القطر كان شغال سعر التذكرة قليل واحنا كعساكر كنا بنركب ساعات ببلاش''.

وأوضح أن القطار المتجه إلى سوهاج تأخر كثيرا عن الركاب، ''أنا بقالي 3 ساعات مستني القطر، كان فيه قطر الساعة 2 رايح سوهاج، بس مجاش، ليه معطلينا كده؟ مع أن ده بيجب عليهم خسارة، فيه ناس كتير متضررة من توقف القطارات''.

سيدة أخرى في أواخر الخمسينات من عمرها تدعى الحاجة فاطمة، اشتكت من تأخر القطار ''أنا قاعدة هنا على الرصيف بقالي 3 ساعات وكل شوية يقولنا القطر جاي'' هكذا تقول، كما طالبت الشرطة بتأمين القطارات والطرق تجنبا لقيام الإخوان بأعمال إرهابية.. حسب تعبيرها.

خسائر القطارات

يري عدد من الخبراء في هيئة السكك الحديدية أن فترة توقف قطارات الصعيد الأيام الماضية تسببت في خسائر كثيرة للدولة، باعتبار أن قطار الصعيد هو المنفذ الوحيد لمواطني وجه قبلي أثناء تنقلهم من محافظة إلى محافظة أخرى.

حيث يرى الخبير بالمعهد العربي للدراسات الاستراتيجية عادل عامر في تصريحات خاصة لمصراوي، أن توقف حركة قطارات الصعيد، خلال الأشهر القليلة الماضية أدت إلى خسائر في الهيئة تزيد عن 4.5 مليون جنيه يوميًا.

كما أضاف أن متوسط دخل هيئة السكة الحديد يصل إلى 5 ملايين جنيهًا في اليوم الواحد، وأن نسبة 90% من الركاب يمثلون محافظات الصعيد، مستنكرا قرار الحكومة بوقف القطارات خلال الفترة الماضية، حيث أعرب عن قلقه من لجوء الحكومة لوقف قطارات الصعيد مرة أخرى بسبب الأحداث.

وأوضح ان الحكومة لا تمتلك وسيلة نقل بديلة، تغني عن القطارات، فوسيلة المواصلات الوحيدة في الجمهورية، التي لا يوجد لها بدائل هي القطارات، لأن حجم الأتوبيسات والميكروباصات أصبح قليلًا، بعد أن تم تقليص عدد شركات النقل على مستوي الجمهورية، بعد عمليات الخصخصة الأخيرة.

ووافقه رئيس شرطة السكة الحديد العميد عمرو العطار حينما أكد أن توقف القطارات أثر بالسلب على كثافة التشغيل، مما أثر على تطوير المرفق، موضحا انه أثناء توقف القطارات لم تكن هناك كثافة في التشغيل، مضيفا ''القطار بيخدم المجتمع كله والمواطن، وتوقفه أثرت على الناس وعلى الطلبة المغتربين، وحصل استغلال من بعض سائقي سيارات الأجرة''، متمنيا ألا تتوقف حركة القطارات مرة أخرى.

وفي السياق ذاته، ذكر تقرير أعده عدد من بيوت الخبرة العالمية لوزارة النقل أن السكك الحديدية تحتاج نحو 100 مليار جنيهًا لإعادة تطويرها، حتى تصبح قادرة على نقل الركاب بشكل آمن، دون أعطال بين محافظات مصر المختلفة.

على صعيد أخر فقد أكد الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط أثناء زيارته لمحافظة قنا منذ يومين أنه سيتم تخصيص 10 مليار جنيه لتطوير مرفق السكة الحديد، في الخطة الاستثمارية المقبلة، مضيفا أن هذا المبلغ سيتم الاستفادة منه في تصنيع عربات القطارات وصيانتها وتجديدها خاصة قطارات وجه قبلي.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج