هل تستطيع ''تمرد'' خوض سباق الانتخابات البرلمانية؟

تقرير– عمرو والي:

تباينت آراء سياسيون حول إعلان حملة تمرد خوض الانتخابات البرلمانية، حيث رأى البعض أن القرار جاء بمثابة خطوة إيجابية خاصة وأن ''تمرد'' جزء من شباب مصر الذي لعب دورًا حيويًا في الحياة السياسية مؤخرًا، بينما رأى البعض الآخر في القرار تسرعًا، مطالبين بتحولها لكيان سياسي يحمل برنامج انتخابي واحد قوي ومدروس.

''تحالف ضخم''

قال محمد نبوي، عضو اللجنة المركزية لحركة تمرد، إنهم سيخوضون غمار الانتخابات البرلمانية على ''مئة بالمئة'' من المقاعد، مشيراً إلى أنه يجرى الآن التنسيق مع جميع الكيانات والأحزاب السياسية، لتشكيل تحالف انتخابي ضخم .

وأضاف نبوي في تصريحات لمصراوي، أن ''الحركة ستدعم مرشحين أعضاء في صفوفها، وأخرين يؤمنون بالمبادئ التي قامت عليها ثورة 25 يناير، وموجتها الثانية في 30 يونيو، مشيراً إلى أن عملية اختيار المرشحين ستخضع لمعايير منها درجة ارتباط المرشح بالدائرة الانتخابية، وإيمانه بالأهداف والمبادئ الثورية التي تتبناها الحركة.

ولفت نبوي إلى أن الحركة لديها مرشحين في مختلف المحافظات سيخوضون الانتخابات، وعاد ليؤكد أن ''تمرد'' تفتح أبوابها للمشاركة تحت راية الحركة، آملين أن يكون أغلب البرلمان القادم من الشباب.

عضو اللجنة المركزية لتمرد، أوضح أن ''هدف الحركة هو برلمان يعبر عن حرية المواطن البسيط، ويدافع عن حقوقه''، منوها أن هناك عدد من المشاورات التي تتم حاليًا بهذا الخصوص مع عدد من الأحزاب المدنية، وعلى رأسها قيادات جبهة الإنقاذ.

''كيان سياسي''

وصف فريد زهران، القيادي بالحزب المصري الديمقراطي، أن خوض تمرد للانتخابات البرلمانية، بـ''الخطوة الإيجابية''.

وأضاف: ''لكن يجب أن تعي جيداً أنها بمفردها قد لا تستطع الدخول في هذا المعترك خاصة أنهم حركة شبابية، ومن الأفضل أن تهتم بالتحول لكيان سياسي واحد يحمل أفكار محددة'' .

وأكد زهران أن هذه الخطوة تستوجب بذل مجهوداً كبيراً لإقناع المواطن بأفكارها، ونصح الحركة بالعمل على الأرض من خلال ألية تحركها حتى لا يصبح الأمر عبارة عن تصريحات حماسية فقط .

من جانبه، أكد عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن القوي المدنية والوطنية تصب في معسكر واحد، مشيرا إلى أن قرار تمرد بخوض الانتخابات هو بداية للدخول في العملية الديمقراطية.

وشدد شكر على إلى أهمية التشاور والتنسيق مع كافة الأحزاب لتوحيد الصف، وقال: ''تمرد تملك نضجًا في الوعي السياسي، مما يجعلها تندمج مع القوي السياسية في المرحلة المقبلة لتحقيق الأهداف التي التفت حولها القوي المدنية''.

ولفت إلى أن ''خريطة الانتخابات البرلمانية لم تتبلور بعد، متوقعاً ألا تخوض تمرد الانتخابات القادمة منفردة، لأن ذلك يؤدي لانقسام القوى الوطنية، في ظل مناقشات تجري الآن مع القوى السياسية من أجل توحيد الجهود'' .

''تحالفات وقوى''

هيثم الشواف، منسق تحالف القوى الثورية، تحدث عن إعلان تمرد خوض الانتخابات بقوله: '' من حق تمرد أن تقدم أعضاءها في الانتخابات البرلمانية ما دام لديها المعايير التي تسمح بذلك، ولكن لابد أن تنخرط في تحالفات سياسية انتخابية حتى تحصل على نسبة أكبر من الأصوات، ولعدم تفتيت الأصوات''.

وبحسب ''الشواف'' فإن تمرد لم يعد لها نفس التأثير السابق لأن بريقها انخفض بعد 30 يونيو، موجها لهم النصيحة بالاندماج مع تحالفات أخرى قبل خوض الانتخابات.

ويرى أمين إسكندر، القيادي بحزب الكرامة، أن قرار تمرد بخوض الانتخابات البرلمانية منفردة هو قرار ''متسرع'' تم دون دراسة الموقف السياسي، ودون حساب حقيقي للقوي السياسية والحزبية.

وطالب اسكندر قيادات الحملة بالتفكير مليا والدخول في كيان تنظيمي يصلح لخوض الانتخابات البرلمانية.

وأضاف أن ''المرحلة الحالية تتطلب تحالف كافة القوي الثورية والمدنية لخوض انتخابات البرلمان من أجل تحقيق أهداف الثورة''.

واعتبر الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قرار تمرد بأنه ''خطوة جيدة''، مشدداً على ضرورة أن تظل حركة شعبية تستمد قوتها من الشارع المصري .

وأضاف أن حملة تمرد شُكلت من أطياف وأيديولوجيات مختلفة منهم ليبراليين وقوميين وناصريين، وبالتالي فإن الاختبار الحقيقي لها هو وجود برنامج انتخابي واضح ومدروس يستطيع التواجد بقوة في الحياة البرلمانية .

وأعرب ربيع عن مخاوفه من الصدام بين تمرد والأحزاب المدنية خاصة الإنقاذ، لافتاً إلى ضرورة أن تتعامل القوي السياسية مع الانتخابات البرلمانية بمهارة.

وحدد أستاذ العلوم السياسية شرطين لنجاح التحالفات المدنية القادمة؛ وهي أن تجتمع كلها تحت مظلة تحالف واحد لأن التعدد المبالغ فيه من شأنه إحداث الفرقة، والشرط الثاني أن تتخلى عن الزعامة التي تجتاحها.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا