أزمة ''النور''.. من المخطئ ''العليا'' أم ''الرئيس''.. وأين يتجه الحزب؟!
تقرير- محمود الطباخ:
يشهد ثاني أكبر حزب سياسي في مصر خلافات كبيرة بين هيئته العليا ورئيسه، فبعد أن اتخذت الهيئة العليا للحزب قراراها ببدء الانتخابات الداخلية للنور في موعدها 15 سبتمبر، أصدر رئيس الحزب الدكتور عماد عبدالغفور قراراً مخالفاً لقرار الهيئة العليا مطالباً بوقف الانتخابات الداخلية للحزب نتيجة الطعون والشكاوى المقدمة على لجنة شئون العضوية ولجنة الانتخابات.
ومن ثم اتخذ عبد الغفور قراره بحل لجنة شئون العضوية ولجنة الانتخابات الداخلية، بل سعت رئاسة الحزب بإنشاء " جبهة إصلاح النور" والتي عمدت إلى تشكيل مكتب تنفيذي لتحقيق كل قرارات رئيس الحزب فبعد هذه الخطوات.. النور إلى أين؟
''النور''.. محاسن وعيوب
في بادرة تعد الأولى من نوعها في الحياة السياسية المصرية، ابتكر حزب النور السلفي نظام جديد في ترشيح الناخبين عن طريق سلسلة اختبارات لابد أن يجتازها الناخب ليتمكن من الفوز بالمناصب القيادية بالحزب، فانقسمت اختبارات الحزب إلى دورتين، الأولى تنقل العضو من "منتسب" إلى "عامل"، وتمنحه حق التصويت في الانتخابات الداخلية، والثانية تنمح العضو حق الترشح للمناصب القيادية على مستوى المراكز.
وحققت اختبارات حزب النور نجاحاً كبيراً حسب تصريحات الدكتور أحمد عبد الحميد، عضو اللجنة المركزية لانتخابات الحزب والمتحدث باسمها، الذي أكد أن المرحلة الأولى للاختبارات قد حققت نجاحاً بنسبة 98%، وحققت المرحلة الثانية التي تمت بعدها بعدة أيام نجاحاً بنسبة 99,6 %، وذلك رغم صعوبتها.
ولاقت هذه الاختبارات إشادة كبيرة من قبل رجال العلوم السياسية والخبراء، حيث أشاد الدكتور عمرو حمزاوي - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- بتجربة الامتحانات الداخلية التي أجراها حزب النور قبل بدء الانتخابات قائلاً: "من المؤكد أنها تجربة جيدة للغاية وتعزز من تواصل الأعضاء مع الكيان الحزبي، فضلًا عن أنها تختبر مدي فهم واستيعاب الأعضاء لبرنامج آليات الحزب في التعامل مع الملفات السياسية".
ومن جانبه، قال الدكتور كمال الهلباوي -المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين في الغرب- أن انتخابات النور خطوة إيجابية في حد ذاتها، ولكن لابد أن يكون محتوى الاختبارات معروف ومتفق ويتماشى مع العلم والشرع دون التشدد ودون تقيد بأشياء خارجية، متمنياً أن تسير على خطاها باقي الأحزاب السياسية في مصر.
وتسببت اختبارات التثقيف السياسي التي قام بها حزب النور لأعضائه في ظهور انشقاقات داخل الحزب اعتراضاً منهم عليها، وهدد ما يقرب من 60 قياديا بمحافظة الإسكندرية باستقالتهم في حالة عدم وجود حل جذري لهذه الأزمة، في الوقت الذي استقال فيه عدد كبير من أبناء الحزب في محافظة الغربية وعدة أمانات أخرى .
صراع "عبدالغفور" مع الهيئة العليا
اتخذ الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس الحزب قراراً بحل لجنة شئون العضوية، وإلغاء الانتخابات الداخلية، الأمر الذي رفضته الهيئة العليا للحزب واعتبرته قراراً فردياً خارج عن القوانين والاختصاصات ورد أعضاء الهيئة العليا عليه قائلين:
نادر بكار
قال نادر بكار -المتحدث باسم الحزب وعضو الهيئة العليا- أنه يحترم شخص الدكتور عبدالغفور، لكن الاحزاب تقوم على مبدأ الشورى وليس القرار الفردي الذي يتخذه الرئيس، مشيراً إلى أن هذا المبدأ تتفق علية اللائحة التي وافقت عليها لجنة شئون الأحزاب، وإن قرارات رئيس الحزب فردية لا تنص عليها اللائحة.
وأشار "بكار" إلى أن من أهم مواد لائحة الحزب هي " 17، 70، 120، 136"، حيث أن المادة (17) تنص على أن أي شكوى من أو ضد أحد أعضاء شئون العضوية لابد التحقيق فيها، وأن الحكم يصدر من مجلس الشيوخ وليس من اختصاص رئيس الحزب .
وقال "بكار" أن المادة (70) تنص على أن الهيئة العليا للحزب تختص بالإشراف على أنشطة المجلس الرئاسي، بينما تنص المادة (120) من اللائحة على أن المجلس الرئاسي للحزب يخضع لسلطات الهيئة العليا .
يونس مخيون
"قرار عبدالغفور انفرادي مخالف للائحة".. بدأ الدكتور يونس مخيون -عضو الهيئة العليا للحزب- حديثه بهذه الجملة، مؤكدا أنه ليس من حق رئيس الحزب اتخاذ قرار فردي بحل لجنة شئون العضوية أو إلغاء الانتخابات الداخلية للحزب.
وأوضح "مخيون" أن قرارات الهيئة العليا للحزب أعلى من قرارات رئيسه وأن الانتخابات الداخلية ستستمر طبقاً لقرار اللجنة العليا المتفق مع اللائحة.
جلال مُرة
وصف جلال مُرة -أمين عام حزب النور وعضو الهيئة العليا- قرار عبد الغفور بأنه خارج عن اختصاصاته وغير منوط به اتخاذ قراراً لحل هيئة شئون العضوية أو إيقاف الانتخابات الداخلية للحزب فهذه قرارات ترجع للهيئة العليا.
ياسر برهامي
بينما برر الشيخ ياسر برهامي -نائب رئيس الدعوة السلفية والمشرف الدعوي على حزب النور سابقاً- قرار عبدالغفور بأنه لم يكن سوى فردياً ولم يتم اتخاذ الشورى لذلك خوفاً على نزاهة الانتخابات.
أحمد عبد الحميد
وبخصوص انتخابات الحزب، أكد أحمد عبدالحميد -عضو اللجنة المركزية للانتخابات الداخلية للنور- أنهم سيستمرون في الانتخابات الداخلية بناءً على قرارات الهيئة العليا، حيث أن سلطتها أعلى من سلطة رئيس حزب النور نفسه وقراراتها ملزمة له ويمكن الرجوع للائحة الداخلية للحزب ومعرفة ذلك.
تحدي رئاسة الحزب للهيئة العليا
في ظل هذه الظروف التي يشهدها حزب النور، صدر قرار بإنشاء ما يسمي "جبهة إصلاح حزب النور"، وأكد محمود عباس -منسق الجبهة والقيادي بالحزب- أنهم سيقومون بتنفيذ قرارات رئيس حزب النور، بإلغاء الانتخابات الداخلية وحل لجنة شئون العضوية، بل وحل الهيئة العليا للحزب وإعادة هيكلتها وهو المطلب الثالث - على حد قوله.
ولم ينته الأمر عند ذلك بل قامت جبهة الإصلاح بإنشاء مكتب تنفيذي لها هدفه حل الهيئة العليا للحزب وإعادة هيكلتها، وأشار عباس أنهم يقدرون قرار شيوخ الدعوة السلفية، ومكتب أمناءها باختيار الدكتور سعيد عبد العظيم القيادي بالدعوة ليتولى الإشراف الدعوي والعمل السياسي على النور، مضيفاً أن قرارات الدكتور عبدالغفور، تم إيداعها من قبل لجنة شئون الأحزاب وهذا يعني أن الانتخابات باطلة.
إلى أين يتجه حزب النور؟
"أزمة النور تتحول فجأة إلى خلافات هادئة".. بعد مرور عدة أيام على الأحداث الداخلية التي يشهدها حزب النور، خرج الدكتور يوسف مخيون -عضو الهيئة العليا للحزب- وأكد أن الخلافات والصراع الداخلي للحزب "هادئ" وجاري احتوائه، نافياً موافقة لجنة شئون الأحزاب علي وقف انتخابات حزب النور، ومشيراً إلى أن الخبر غير صحيح، ومؤكداً في الوقت ذاته أنهم لن يفرضوا نتائج الانتخابات الداخلية للحزب علي أحد بل يفرضون القانون واللائحة، وأنهم سيستكملون الانتخابات .
واتفق معه الدكتور أحمد عبدالحميد -عضو لجنة الانتخابات- في حديثه الأحد الماضي، أن أزمة الحزب ستنفرج خلال "يومين"، وأنه تم تشكيل لجنة لبحث الأزمة برئاسة نائب رئيس الحزب الدكتور سيد مصطفى لإنهاء الخلافات وعودة العمل للحزب بشكل طبيعي.
مخيون يؤكد انتهاء الأزمة بعد مباحثات استمرت عدة ساعات
وقال الدكتور يونس مخيون ردًا على سؤال عن ما يحدث داخل النور: "إن أزمة حزب النور قد انتهت وتم إنهاء الخلافات بين أبناء الحزب، واجتمعت الهيئة العليا مع رئيس الحزب وناقشت أمور النور وبقى كل شئ تمام".
وأشار مخيون، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي" أن الحديث حول موافقة لجنة شئون العضوية على إلغاء الحزب غير صحيح، وعاري من الصحة، مشيراً أنهم سيعلنون كل شئ حول الاجتماع اليوم الأربعاء، وأعلن أن جميع مشكلات الحزب قد انتهت تماماً.
فيديو قد يعجبك: