لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رفضه الخديوي إسماعيل فأصبح أشهر معالم أمريكا.. عن ''تمثال الحرية'' نتحدث

08:58 ص السبت 27 أكتوبر 2012

كتبت - منى عبد الحكيم:

126عام هي عمر تلك السيدة التي ترتدي ما يشبه العباءة، وعلى رأسها ذلك التاج ذو السبع أسنة التي ترمز للقارات السبع وبعض القيود ملقاة تحت قدميها، تقف منذ ذلك التاريخ لتستقبل كل زوار بلدها سواء سائحين أم مهاجرين، لم تتعب وهي ترفع بيدها اليمنى شعلة الحرية كما أنها لم تلقي بذلك الكتاب الذي مازال بيدها الأخرى منذ أن أمسكت بيه منذ 126 عام وحتى الآن والذي سطر عليه تاريخ الاستقلال 14 يوليو1776.

كل هذا لم يكن سوى "تمثال الحرية" أحد أشهر علامات الولايات المتحدة الأمريكية، لم يكن التمثال في البداية سوى فكرة في رأس مصممه النحات الفرنسي "فردريك بارتولدي" الذي جاءته الفكرة دون أن تخطر أمريكا على باله؛ فقد كانت فكرة تمثاله هو تجسيد للحرية والحضارة الإنسانية، وعندما اكتملت فكرته جسدها في تمثال صغير وأتى به إلى مصر التي افتتحت حديثًا قناة السويس وذلك في عام 1869.

وبدأ في عرض فكرته أو مشروعه الذي حمل اسم "مصر تجلب النور إلى آسيا" على الخديوي إسماعيل الذي راقت له فكرة أن تقف تلك السيدة التي تمثل مصر عند مدخل قناة السويس لتعلن للعالم حرية الملاحة بالقناة، لكن بمجرد أن علم الخديوي تكلفة تنفيذ هذا التصميم والتي قدرها" فردريك" بـ 600 ألف دولار، حتى اعتذر الخديوي لعدم قدرة مصر ماديًا وخاصة بعد ما أنفقته على القناة، لكنه شكر لـ"فردريك" حبه لمصر مُقدرًا له محاولته لتمجيد القناة .

نستطيع القول أن هنا فقط سحب القدر من هذه المرأة "التي كانت مجرد تصميم على الورق" هويتها المصرية في انتظار هوية آخري لها، وهو ما تحقق عندما قررت الحكومة الفرنسية إهداء التمثال للولايات المتحدة الأمريكية كتذكار لتوثيق علاقات الصداقة بين البلدين، على أن تقوم فرنسا بتنفيذ التمثال وتقوم أمريكا بتنفيذ قاعدة التمثال .

وبالفعل انتهى تنفيذ التمثال في فرنسا مبكرًا وتم شحنه إلى أمريكا بعد تفكيكه لحوالي 350 قطعة وتم وضعهم في 214 صندوق في انتظار الانتهاء من القاعدة.

ليستقر التمثال النحاسي البالغ طوله حوالي 46 متر، على قاعدته الإسمنتية الجرانيتية متخذًا من جزيرة الحرية المطلة على خليج نيويورك بيتًا له، بعد احتفالية كبيرة اُقيمت في 28 أكتوبر 1886، وبحضور كبار الشخصيات الفرنسية والأمريكية، ليُلقي الرئيس الأمريكي "جروفر كليفلاند" كلمة عبر فيها بالنيابة عن الشعب الأمريكي عن قبول تلك الهدية مختتمًا كلامه بقوله "لن ننسى يومًا أن الحرية قد اتخذت بيتًا لها هنا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان