لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فى ذكرى اغتيال ''المحجوب''.. ابنته: علاقته بـ''مبارك'' لم تكن على ما يرام

02:35 ص السبت 13 أكتوبر 2012

كتبت - هند بشندي:

في صباح يوم الجمعة 12 أكتوبر 1990، مر موكب رئيس مجلس الشعب آنذاك الدكتور ''رفعت المحجوب'' من أمام فندق ''سميراميس'' في اتجاه فندق ''المريديان'' لمقابلة وفد سوري رفيع المستوى، ثوان معدودة ومجهولين يستقلوا دراجات بخارية أنهوا حياة "المحجوب" على الفور من خلال 8 رصاصات.

"قتل المحجوب في الحال بعد أن ترك ملقي لساعات في الطريق، قبل نقله إلى المشرحة وابلاغ عائلته".. هكذا تقول ابنته الدكتورة إيمان المحجوب.

لغز مقتل المحجوب لازال مستمر حتي الآن، وقد تقدمت عائلته بطلب لإعادة فتح التحقيق، ويستمر اللغز ما بين تأكيدات على أن الجماعة الإسلامية هي من قامت بقلته، وما بين اعترافاتهم ثم نفيهم، وما بين حصولهم على البراءة وما بين شهادة الشهود في المحكمة بأن الجناة هم عناصر أجنبية ملامحهم أقرب للفارسية .

وما بين اتهامات ظهرت بعد الثورة بأن من قتل "المحجوب" هو "مبارك" لاحتفاظ المحجوب ببعض الأوراق التي تدينه منها نسخة تثبت مشاركة مبارك في شركة للسلاح، ورغم كل هذه الألغاز؛ فالحقيقة الوحيدة هي أن القاضي وحيد محمود إبراهيم أصدر في 10 يونيو 1993 بعد 100 جلسة حكمه المطمئن ببراءة 17 متهما وسجن عشرة آخرين بتهم ليست لها علاقة باغتيال المحجوب من ضمنها حيازة سلاح دون ترخيص، لتظل مصر لم تعرف من قتل المحجوب أو من وقف وراء عملية الاغتيال.

وحتي الآن "إيمان" ليس لديها يقين عن قاتل والدها الحقيقي، فتقول "تبين من القضية أن المتهمين فيها اعترفوا تحت التعذيب حتي أن القاضي قال في المحكمة لو أنا نفسي عذبت هكذا لاعترفت حتي بقتل مبارك"، لكنها تعود لتؤكد لنا أن "كلامهم وكلام محامي الدفاع عنهم منتصر الزيات متضارب جدا، وهو ما استنتجت منه كذبهم وأنهم عملاء لآخرين لا أستطيع تحديدهم"، على حد قولها .

ولا تستبعد "ابنة المحجوب" أن يكون أعضاء الجماعة هم فعلا المنفذين لكنهم ليسوا من خططوا فتقول "الجماعات الإسلامية بها عملاء لأمن الدولة وعملاء لجهات أخري، والأكيد أن ما حدث لم يكن قرار داخلي بل قرار من جهات خارجية، الله أعلم إن كانت الحكومة المصرية على علم بها أو اشتركت فيها".

وعن ما أشيع عن قتله خطأ وأن وزير الداخلية الأسبق عبد الحليم موسي كان هو المستهدف قالت "أن عبد الحليم موسي نفسه عندما سأله القاضي أكد أن بهذه الطريقة كان المحجوب هو المقصود"، وإن كان هناك اختلاف على من قتل المحجوب إلا أن ابنته إيمان تؤكد أن "المحجوب قتلته وطنيته وإخلاصه لبلده".

أما عن علاقته بمبارك فتصفها بانها "لم تكن على ما يرام" وتقول أن المحجوب كان يعلم علم اليقين أنه لن يستمر في منصبه .

وعن ما أشيع عن تعينه نائب لمبارك أكدت أن هذا الكلام غير صحيح، مضيفة "المحجوب قبل اغتياله بأيام قليلة كان مذهول من الأخبار التي أبلغ بها وترددت بتعينه نائب وهو صاحب سياسة مختلفة عن مبارك"، لكنها تعتبر إشاعة خبر تعينه نائب ما هو إلا نوع من التغطية والخداع حتي يظن الناس أن ليس بينه وبين مبارك وحاشيته أي خلاف.

وأكدت "ابنة المحجوب" على أن والدها كان بالفعل لديه أوراق تدين مسئولين كان سيستخدمها وقت اللزوم، كما شرع في كتابة مذكراته التي كانت تحتوي على بعض التلميحات تمس مسئولين بالدولة.

"إيمان" تملك هذه المذكرات التي كتبت بخط يده، فكرت نشرها قبل الثورة لكنها تراجعت سريعا، وعادت مع الثورة تفكر في أن تظهرها للنور، خصوصا أن من يتحدث عنهم في المذكرات داخل السجون حالياً.

كما أكدت ايضا عن صحة ما تردد عن علاقته السيئة برجل الأعمال حسين سالم واعتراضه على علاقته بإسرائيل، وأيضا عن مواقفه ضد إسرائيل ووقوفه ضد غزو العراق، ورفضه لتدخل مصر في الحرب ضد العراق؛ فقد كان ضد إسرائيل وأمريكا على طول الخط، وتدلل على ذلك بأن أخر ما كتبه كان يحث فيه العرب ألا ينسوا ما فعلته إسرائيل من مذبحة "دير ياسين" و"بحر البقر" و"صبرا وشتيلا"، ودعا الشعب العربي قائلا: "ورثوا أولادكم التاريخ ورثوهم الغضب".

وعن وجود عداء بينه وبين الجماعات الإسلامية من أي نوع قبل الحادث نفت الدكتور ايمان وجود أي نوع من العداء أو المواجهة بينهم المباشرة أو غير المباشرة منها، وعن فترة ما بعد اغتيال المحجوب "تعرض المحجوب لظلم كبير، حاولوا ينسوا الناس كلامه ولو قدروا يشوهوا سمعته كانوا عملوها، حتي إننا تعرضنا للإهمال بعد وفاته، وجاءت تعليمات لعدد من المسئولين من أصدقائه بقطع صلاتهم بنا".

لكن بعد مطالبتهم بإعادة التحقيق تقول الدكتورة إيمان "عندنا أمل بعد الثورة.. ربنا كريم"، وتختتم حديثها بسؤال لا نملك الإجابة عليه "هل الصندوق الأسود للقضية سيفتح أخيرا وتنكشف كل الحقائق؟!" .

على الطرف الثاني من القضية يوجد أحد أفراد الجماعة الإسلامية والمتهم الثاني في القضية الدكتور صفوت عبد الغني رئيس حزب البناء والتنمية حالياً، والذي حصل على براءة من تهمة الاغتيال وعلى 10 سنوات بتهمة حيازة أسلحة والانتماء إلي تنظيم لقلب نظام الحكم لكنه رفض الحديث معنا عن هذه الفترة من حياته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان