جردوا طفلين من ملابسهما وخدروهما في بث مباشر.. حكاية جريمة "الدارك ويب" في الإسكندرية| القصة الكاملة
تعبيرية عن محاكمة
الإسكندرية - محمد عامر:
في الوقت الذي أسدل فيه الستار على الجريمة المروعة التي راح ضحيتها الطفل "أحمد" في شبرا الخيمة والمعروف إعلاميًا بـ "ضحية الدارك ويب"، وإحالة أوراق المتهم الرئيسي إلى مفتي الجمهورية، شهدت الإسكندرية واقعة مؤسفة كاد أن يروح ضحيتها طفلين آخرين.
ذهاب بلا عودة
معاناة متكررة جراء التفكك الأسري عاشها الطفل "محمد.م" صاحب الـ 15 عامًا، بعد انفصال والديه، تارة على يد زوج والدته، وتارة أخرى على يد زوجة والده، ذاق خلالها كل أنواع المعاناة وسوء المعاملة، ليقرر الابتعاد والرحيل عن الإسماعيلية قاصدًا الإسكندرية للعيش بمفرده.
رغم سنه الصغيرة، لم يتأخر "محمد" في البحث عن مصدر رزق في الإسكندرية لكسب قوت يومه، ليستقر به المطاف للعمل بأجر يومي بأحد المقاهي الشعبية بمنطقة 6 أكتوبر "النخيل" بحي العجمي.
في محطة القطار
وعلى رصيف محطة القطار لفت نظر "محمد" طفل آخر في نفسه عمره يجلس وحيدًا سأله عن اسمه وسبب تواجده ليجيبه أنه يدعى "مازن" وترك منزله وعدم رغبته في العودة لمسكنه لسوء المعاملة التي يتلقاها من والده.
أعادت كلمات "مازن" شريط الذكريات أمام "محمد" ومعاناته من أسرته، فرق له قلبه وأبى أن يتركه وحيدًا، وقرر اصطحابه معه إلى مدينة 6 أكتوبر – النخيل، للعمل معه في المقهى بدلًا من جلوسه في الشارع.
صيادو الفجر
مرت الحياة بالطفلين في الإسكندرية على وتيرة واحدة، حتى ساقهما حظهما العسر أثناء سيرهما أسفل كوبري الـ 21 بطريق الإسكندرية – مطروح فجرًا في طريق ذئاب بشرية يبحثون عن فريسة لاصطيادها لتنفيذ مخطط إجرامي مروع أعدوه مسبقًا من أجل المال.
"أحمد.م" 25 عامًا، حداد، و"عيد.ع"، 23 عامًا، عامل، و"أيمن.ع.ذ" 50 عامًا، عامل.. وقف الثلاثة يحدقون النظر إلى الطفلين "محمد" و"مازن"، ليتهامسوا فيما بينهم وكأنهم وجدوا ضالتهم، فالاتفاق بين المتهم الرابع "علي الدين.م" 15 عامًا، طالب، المقيم في الكويت، يتضمن أن يتراوح سن الضحايا بين السابعة والثامنة عشر.
تبرع بالدم
اقترب الثلاثة من الطفلين وأخبروهم بحاجتهم الماسة إلى توفير تبرعات بكمية من الدماء لنجدة أحد أقاربهم نظير مبلغ مالي لكليهما، لم يتردد الطفلين وذهبا رفقة المتهمين إلى مسكنهم بمنطقة العامرية، وأعطوهم أقراص منومة بزعم أن الأطباء طلبوا منهم ذلك.
دقائق معدودة وبدأ الطفلين يفقدا الوعي من تأثير المنوم فأخبرهم المتهمون وقتها أنهم سيحصلون على عينات من الدماء والبول منهما لإرسالها إلى أحد الأطباء في الخارج نظير مبالغ مالية سيتم اقتسامها فيما بينهم.
بث مباشر
فتح المتهمون بث مباشر عبر تقنية الفيديو مع المتهم "علي الدين" المقيم في الكويت والذي طلب من المتهمين تجريد الضحيتين من ملابسهم بالكامل، إلا أن فوجئوا به أثناء التصوير يأمرهم بخنقهما وكتم أنفاسهما.
قيد المتهمون الضحيتين برباط وأوهموا المتهم بتنفيذ أوامره والانصياع له إلا أنهم فاقوا أخيرًا وأدركوا رغبته في إزهاق روحهما فتوقفوا عن تنفيذ باقي المخطط الإجرامي المتفق عليه وأنهوا الاتصال بالإنترنت.
صور عارية
لم يصدق الطفلين أنهما نجا من مخطط مروع حيك لهما، وتوجها فورًا إلى قسم شرطة العامرية أول، وحررا محضرَا بالواقعة، ليلقي القبض على المتهمين الأربعة وآخر خامس يدعى "علاء.ع" 47 عامًا، عامل، لاحقًا.
وباستجواب المتهمين أقروا بارتكاب الواقعة، فيما تبين من فحص هواتف المتهمين وجود صور ومقاطع فيديو مصورة للطفلين المجني عليهما يظهران بها عرايا مجردين من ملابسهما.
وكشفت التحقيقات أن المتهمين أعدا مخططًا أعد بإحكام للإيقاع بالضحيتين وكيفية ارتكاب جريمتهم وابتاع المتهم الأول عقارًا طبيًا منومًا لتخديرهما وشل حركتهما، لتصويرهما وطرحها على شبكة الانترنت لتحقيق أرباح تجارية.
تأهيل نفسي
أكد شهود العيان الواقعة، وأشار عضو اللجنة الفرعية لحماية الطفولة بالعامرية إلى أن المجني عليه الأول يعاني من التفكك الأسري ويحتاج إلى توفير بيئة أسرية أمنة لأنه في مرحلة المراهقة وأوصى بإيداعه دار رعاية مؤقتة للتأهيل النفسي وتعديل السلوك.
وأضاف أن المجني عليه الثاني من أسرة متواضعة وترك المسكن في توقيت سابق للواقعة لرغبته في التنزه والبعد عن القيود الأسرية ومعتاد الهروب منذ الصغر، ومتمرد على حالة المعيشة التي يعيشهاـ وأوصى بإيداعه بمكان أمن لفترة مؤقتة.
15 سنة
وبإحالة المتهمين إلى محكمة جنايات الإسكندرية في القضية التي قيدت برقم 16352 لسنة 2024 جنايات قسم شرطة العامرية أول قضت بمعاقبة المتهمين الأول والثاني والثالث بالسجن المشدد لمدة 15 سنة، ومعاقبة المتهم الرابع بالسجن 15 سنة، وبراءة المدعو "علاء.ع"، وذلك بتهم الخطف بالتحايل والإكراه والاتجار في البشر.
فيديو قد يعجبك: