"عم إمام".. يتغلب على صعوبات الحياة بصيانة اللمبة الليد في الشارع بالشرقية - فيديو وصور
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
الشرقية - ياسمين عزت:
في أزقة أحد شوارع الزقازيق يجلس الرجل السبعيني إمام جودة أمامه منضدة خشبية صغيرة تحمل أدوات ومعدات بسيطة ولمبات إنارة وأجهزة كهربائية صغيرة، منشغل بصيانة بعضها، شديد التركيز بها رغم ضجيج الشارع، بينما تعلو وجهه ابتسامة رضا.
"عم إمام" كما ينادونه أهالي مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، 73 عامًا، يحط رحاله أينما يجد الرزق، يتغلب على صعوبة الحياة بالعمل ليجد احتياجات أسرته وأحفاده الذين مات عنهم والدهم بالكد والاجتهاد، لا يتعثر عندما يفقد فرصة ما فهو دائم السعي، إذ قرر العمل في الشارع مستثمرًا خبرته وأدواته، لم يتوقف بإغلاق المحل الخاص به.
بدأ حياته العملية منذ الصبى نجار أثاث وموبيليا وكان وقتئذ هو مصدر دخله لأفراد أسرته ووالديه، حسبما يقول "إمام"، لافتًا إلى أنه كان محبًا للعمل ومتميزًا في حرفته، ولم ينس أنه صنع لنفسه غرفة النوم وأثاث فرحه "كنت متميز وصنعت أثاث بيتي في بداية حياتي، ولكن دوام الحال من المحال، قل الطلب على الموبيليا، لتوجه الزبائن للجاهز من أثاث دمياط، وهنا بدأت البحث عن عمل بديل بعد سنوات طوال في الحرفة".
يتابع حديثه قائلًا: "كان من السهل عليا تعلم الحرف خاصة لتواجد الرغبة القوية في توفير مصدر رزق لأسرتي، فوقع اختياري منذ أكثر من 3 عقود على العمل كهربائي معمار، وظللت أتعلم إلى أن تشبعت بأصول وقواعد الصنعة حتى صرت من أربابها حتى هرمت ولم أقوى على العمل، وكان لدي وقتئذ محل صغير أتاجر في الأدوات والمعدات الكهربائية الصغيرة، إلى أن توقفت عن العمل بالمحل وتم إغلاقه تمامًا".
وجد الرجل المسن أن وسائل الرزق لم تعد متاحة فقرر أن يخلق لنفسه مجالًا للعمل، وكانت وجهته الشارع المجاور للمحل الصغير الذي ظل يعمل به طيلة سنوات ما جعله محبوبًا وسط الشارع من العمال وأصحاب المحلات التجارية، من هنا جاءت له الفكرة أن يجلس في الشارع حيث رحب به جيرانه من التجار والصنايعية، وجلس بمنضدته الخشبية وكأنه في محله كما كان لم يتبدل إلا مجال العمل.
بدأت الناس تقصد "إمام" وحسب وصفه "لا ينسى الله عباده فيمدهم بالرزق خاصة إن كانوا يسعون له بالحلال"، مضيفًا: لم أستطع العمل لتقدمي في العمر في كهرباء المباني والمعمار، وتركت النجارة، ففكرت في صيانة الأدوات الكهربائية البسيطة التي لا تتطلب مجهود بدني، وتعلمت تصليح "سخان الشاي، الخلاط الكهربائي للمطبخ، اللمبة الليد".
وتابع: نجحت فكرة صيانة تلك الأدوات خاصة أن صيانة اللمبة الليد لم تكن معهودة، وسعرها مرتفع، وما إن تعطلت تهدر ويخسر الزبون قيمتها المادية، وهنا جاءتني فكرة استثمارها وإعادة تدويرها من جديد".
يختتم حديثه بأنه لا يعرف الصعوبات في العمل كما لم يتوقف عن السعي، فاحتياجات أسرته وأحفاده تدفعه للدأب على الدوام، لافتًا إلى أن العمل يدخل عليه السعادة خاصة مع تقدمه في العمر في الوقت الذي يعد هذا العمر سجنًا للكثيرين بعد المعاش، كما يشعر بالرضا والقناعة الدائمة.
فيديو قد يعجبك: