إعلان

نهاية الكابوس.. العفادرة تعود إلى الحياة بعد القضاء على "خط الصعيد"( فيديو وصور)

04:56 م الأربعاء 19 فبراير 2025

أسيوط ـ محمود عجمي:

في قرية العفادرة، التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، كانت الحياة قد توقفت تمامًا لمدة ثلاثة أيام متواصلة؛ الأطفال لم يخرجوا للعب في الطرقات والسيدات لم يجرؤن على مغادرة منازلهن للتسوق، كان الخوف يسيطر على الجميع، حيث كانت أصوات طلقات الأعيرة النارية تملأ الأجواء، مما جعل القرية تبدو وكأنها مسرح لعمليات أمنية مكثفة.

لكن في صباح اليوم الرابع، تغير كل شيء؛ تمكنت الأجهزة الأمنية من القضاء على محمد محسوب، المعروف إعلاميًا بـ"خط الصعيد الجديد"، والذي كان هاربًا من أحكام بالسجن المؤبد بإجمالي 191 عامًا، تم القضاء عليه مع سبعة من أعوانه المصنفين كعناصر شديدة الخطورة.

كانت تلك الليالي الثلاث بمثابة كابوس عاشه أهالي القرية التي عُرفت بهدوئها وبساطتها، خاصة الأطفال، الذين كانوا يختبئون في منازلهم خوفًا من المجهول.

ولكن اليوم، وبعد أن انتهى ذلك الرعب، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها. الأطفال، الذين كانوا محبوسين داخل منازلهم، خرجوا إلى الشوارع الضيقة للقرية يركضون ويلعبون بحرية، كانت ضحكاتهم تملأ الأجواء، وكأنها تعلن عن عودة الأمان والسلام إلى القرية. بعضهم كان يلعب بالكرة، وآخرون يجرون خلف بعضهم البعض، بينما كانت أمهاتهم وجداتهم يتبادلن الحديث بابتسامات عريضة، وكأنهن يفرغن ما كن يحملنه من هموم خلال تلك الأيام الصعبة.

السيدات أيضًا خرجن من منازلهن للتسوق وشراء المستلزمات المنزلية، كانت الأسواق الصغيرة في القرية تعج بالحركة مرة أخرى، حيث كانت النساء يتجولن بين المحلات لشراء الخضروات الطازجة والفواكه، وبعض الاحتياجات اليومية. كانت أصوات البائعين تعلو بالنداءات، وكأنهم يريدون أن يؤكدوا أن الحياة عادت إلى طبيعتها. عادت الابتسامة إلى وجوه الجميع، وتبدل الخوف إلى أمان.

"الحمد لله على السلامة"، كانت هذه العبارة تتردد على ألسنة الجميع، كانت السيدات يتحدثن عن تلك الليالي التي قضوها خائفين، ولكن الآن، وبعد أن انتهى كل شيء، أصبح بإمكانهن التنفس بحرية، كانت إحدى الجدات تقول لصديقتها: "ربنا سترها علينا، والحمد لله أن الشرطة تمكنت منهم قبل ما يحصل أي حاجة تانية".

ورصدت جولة "مصراوي" داخل القرية عودة الحياة إلى طبيعتها، حيث انتظمت الدراسة في المدارس وعاد العمل في مكتب البريد بشكل طبيعي بعد توقف دام عدة أيام، بسبب تبادل إطلاق النار بين محسوب وأعوانه وقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية.

كما شهدت قرى الجمايلة والتناغة والعفادرة عودة التيار الكهربائي بعد انقطاعه نتيجة الأعيرة النارية خلال الأيام الماضية.

وأنهى فريق من النيابة العامة بأسيوط، معاينة منزل محمد محسوب، المعروف إعلاميًا بـ"خط الصعيد الجديد"، بقرية العفادرة بمركز ساحل سليم؛ جاء ذلك بعد اشتباكات استمرت لمدة 60 ساعة بين قوات الأمن وعناصر محسوب، والتي أسفرت عن مقتله مع سبعة من أعوانه.

وقام فريق النيابة العامة بمعاينة موقع الأحداث ومنازل وأسوار البؤرة الإجرامية، وإعداد تقرير حول ملابسات الاشتباكات بقرية العفادرة، كما تم سؤال شهود العيان وضباط الشرطة المشاركين في الحملة.

وفي سياق متصل، قرر فريق النيابة العامة انتداب الطب الشرعي لتشريح جثث محسوب وأعوانه، الذين لقوا حتفهم في الاشتباكات، وذلك لتحديد أسباب الوفاة بدقة.

وأنهت قوات الحماية المدنية والمفرقعات بمديرية أمن أسيوط، اليوم الثلاثاء، عملية استخراج أسطوانات البوتاجاز والعبوات المتفجرة من محيط منزل محمد محسوب، المعروف إعلاميًا بـ"خط الصعيد الجديد"، بقرية العفادرة بمركز ساحل سليم.

وقامت الأجهزة التنفيذية بمحافظة أسيوط بإزالة منزل محسوب وهدم التعديات والمباني المقامة على الأرض الزراعية بالمنطقة.

وأفادت مصادر لـ"مصراوي" أن قوات الأمن بأسيوط نجحت في استخراج أسطوانات بوتاجاز وعبوات متفجرة كانت مدفونة في الأرض بمحيط المنزل وفي الزراعات، وكانت موصلة بدائرة كهربائية ومعدة للتفجير.

وكانت الأجهزة الأمنية بمحافظة أسيوط قد تمكنت من تصفية محمد محسوب، الهارب من أحكام بالسجن المؤبد بمدد بلغت 191 سنة، وسبعة من أعوانه المسجلين كعناصر شديدة الخطورة، بعد تبادل لإطلاق الأعيرة النارية استمر لمدة 60 ساعة.

وتمكنت قوات الأمن من السيطرة على منزل محمد محسوب، المعروف بـ"خُط العفادرة"، وذلك بعد تنفيذ عملية أمنية واسعة أسفرت عن تصفيته وخمسة من أعوانه، الصور التي حصل عليها "مصراوي" وثقت اللحظات الأخيرة من العملية، حيث أظهرت براميل مشتعلة بالنيران وجدران المنازل التي اخترقتها طلقات الرصاص، في مشهد يعكس العنف الذي شهدته القرية خلال تبادل إطلاق النار الذي بدأته عصابة محسوب.

كانت الاشتباكات قد اندلعت قبل أكثر من ليلتين، في أعقاب تصاعد التوتر في القرية بسبب مشاجرة بين محسوب وإحدى العائلات على خلفية نزاع على شراء منزل.

استغل محسوب الفوضى التي نشأت بعد ثورة يناير 2011 ليؤسس عصابته التي ضمت العديد من العناصر الإجرامية، مثل "صقر.م" (17 عامًا)، و"أيمن.ر" (17 عامًا)، و"رفعت.أ" (45 عامًا)، و"كريم.م" (32 عامًا)، و"محمد.ع" (30 عامًا). تركزت نشاطات هذه العصابة في تجارة المخدرات والأسلحة، إلى جانب نشر الخوف في القرية.

وعلى مدار أكثر من 12 عامًا، نجح محسوب في تحويل قرية العفادرة إلى مركز للبلطجة والتهريب، مستفيدًا من طبيعة المنطقة الوعرة والتي صعّبت عمليات الملاحقة الأمنية، لكن الأحداث الأخيرة جعلت الأمور تخرج عن السيطرة، ودفع ذلك قوات الأمن إلى تنفيذ حملة مكثفة للقضاء على هذه البؤرة الإجرامية.

استمرت الاشتباكات بين قوات الشرطة والعصابة لثلاثة أيام، ما أسفر عن مقتل محسوب وأعوانه. وخلال المواجهات، فرضت القوات حصارًا أمنيًا مشددًا على القرية، وأدت الاشتباكات إلى انقطاع التيار الكهربائي عن العفادرة والقرى المجاورة، بعد أن استهدف المسلحون أسلاك الكهرباء في القرية. ونجحت قوات الأمن في اقتحام المنازل التي كان يختبئ فيها أفراد العصابة، وتم الإعلان عن مقتل محسوب و4 من معاونيه.

ورغم انتهاء الاشتباكات، لا تزال القوات الأمنية منتشرة في محيط القرية، لضمان استتباب الأمن وملاحقة المطلوبين الآخرين.

اقرأ أيضا:

مشاجرة أم حرب في أسيوط.. "مصراوي" يكشف حقيقة فيديو الاشتباكات في قرية العفادرة

انقطاع الكهرباء عن 3 قرى بأسيوط خلال حملة أمنية لضبط خارجين عن القانون

عودة الهدوء إلى قرية العفادرة.. قوات الأمن بأسيوط تحاصر الخارجين عن القانون

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان