مولد أبو الحجاج الأقصري.. احتفال صوفي بروح فرعونية (صور)

الأقصر – محمد محروس:

لا تقتصر شهرة مدينة الأقصر، عاصمة مصر القديمة، على آثارها الفرعونية فقط، بل تمتد إلى تراثها الصوفي العريق، الذي يتجلى في الاحتفال السنوي بمولد الشيخ أبو الحجاج الأقصري خلال النصف الأول من شهر شعبان، ليؤكد على المزج الفريد بين التاريخ الفرعوني والصوفي في المدينة.

من هو أبو الحجاج الأقصري؟

هو يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، أحد أعلام الطريقة الرفاعية الصوفية، ولد في القرن السادس الهجري، وهاجر من المغرب إلى الأقصر، حيث نشر تعاليم الصوفية حتى أصبح من رموزها البارزة في مصر. يقع ضريحه داخل معبد الأقصر، حيث شُيّد مسجده فوق أحد أجزاء المعبد، في مشهد يعكس التداخل الفريد بين الحضارتين الفرعونية والإسلامية.

مظاهر الاحتفال بالمولد

يمتد الاحتفال بالمولد لمدة 14 يومًا، حيث يتوافد الآلاف من المريدين والمتصوفة من مختلف المحافظات.

تبدأ الفعاليات بجلسات الذكر والإنشاد الديني، حيث تتنافس الطرق الصوفية، مثل الرفاعية والقادرية والشاذلية، في إقامة حلقات الذكر والمديح النبوي، وسط أجواء روحانية في رحاب مسجد ومقام أبو الحجاج.

أبرز مظاهر الاحتفال هو الموكب الصوفي الشهير "الدورة"، حيث يجوب أتباع الطرق الصوفية شوارع الأقصر حاملين الرايات، ومرددين الأناشيد والأذكار، ما يلفت أنظار السياح والزوار.

كما تتضمن الاحتفالات عروضًا فلكلورية شعبية، مثل التنورة والمزمار البلدي ورقص الخيول، التي تضفي طابعًا احتفاليًا مميزًا يجمع بين الروحانية والتراث الشعبي.

يعد مولد أبو الحجاج الأقصري من أهم الفعاليات الثقافية والدينية في صعيد مصر، حيث يعكس التنوع الثقافي المصري الذي يجمع بين الموروث الإسلامي والتقاليد الشعبية، كما يسهم في تنشيط السياحة الدينية، مستقطبًا زوارًا من داخل مصر وخارجها لمشاهدة هذا الحدث الفريد.