جبل الرفوف.. قصة أخطر المنخفضات في الصحراء الغربية- صور
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
على بعد نحو 60 كيلومترًا شمال واحة الخارجة، تمتد حافة الهضبة التي تفصل بين وادي النيل ومنخفض الوادي الجديد، حيث تتشكل السلسلة الجبلية الممتدة من جنوب غرب مصر بمحاذاة وادي النيل حتى أقصى الشمال الغربي عند الفرافرة.
درب القوافل: طريق التجارة القديم
قديماً، كانت القوافل التجارية تعبر هذه الهضبة قادمة من دارفور عبر درب الأربعين، متجهة إلى محطة بني عدي بأسيوط، حيث يتم نقل البضائع عبر نهر النيل، وكانت الجمال تصعد التلال في المناطق الأقل انحدارًا من الهضبة لتسهيل الرحلة.
مشروع السكة الحديد: حلم سرعان ما تلاشى
أكد الباحث محمود عبد ربه، الباحث في تراث الواحات، إنه في عام 1906، بدأت شركة استغلال واحات مصر الغربية، بالتعاون مع مهندسي الجيش البريطاني، في مد خط سكة حديد الواحات من عزبة القارة بمركز أبو تشت في قنا وصولًا إلى الخارجة، حيث جرى اختيار أقصر المسارات عبر درب "أبي سروال" لمسافة 197 كم، وهي رحلة كان يقطعها القطار في ثماني ساعات.
أضاف عبد ربه : "غير أن خط السكة الحديد واجه مشكلات كبيرة عند المرور بجبل الرفوف، حيث كان القطار يهبط بانحدار حاد، مما تسبب في تكرار الحوادث القاتلة نتيجة انفصال العربات عن الجرار الأمامي، وهو ما ازداد بشكل ملحوظ خلال الأربعينيات.
جبل الرفوف.. النقطة الأخطر في الرحلة
يقول عبد ربه: يشكل "نقب الخارجة" واحدًا من أخطر المنخفضات في الصحراء الغربية، حيث يتميز بارتفاعه الكبير وسهوله الرملية الشديدة الانحدار وكانت السكة الحديد تمر عبر هذا المنحدر المعروف بجبل الرفوف، حيث انفصلت عربات القطار أكثر من مرة، مما أدى إلى حوادث دامية قبل إنشاء السكة الحديد، كانت القوافل التجارية تعتمد على الجمال والبغال لعبور هذا الطريق الوعر وصولًا إلى أسيوط.
نهاية السكة الحديد.. وبداية عصر الطرق الممهدة
قال أحمد مسعود عكاشة، الباحث في تراث وتاريخ الوادي الجديد، إنه بحلول نهاية الخمسينيات، أصبح خط السكة الحديد متهالكًا مع تزايد الحوادث وقلة الصيانة، مما استدعى البحث عن بديل أسرع وأكثر أمانًا، كانت الفكرة الأولى لرصف طريق "الخارجة - أسيوط" قد انطلقت عام 1935 على يد القائم مقام محمد بك وصفي، محافظ الجنوب آنذاك، الذي بادر بتمهيد الطريق الرملي وصيانته بوضع الأحجار على جانبيه لمنع زحف الرمال، ورغم بدائيته، كان هذا الطريق حلًّا مؤقتًا لمشكلات النقل، حيث استُخدم لنقل البضائع والمسافرين بسيارات الجيش والمواصلات الحكومية.
مشروع تعمير الصحاري.. تحول جذري في البنية التحتية
يؤكد مسعود، أنه في يناير 1961، افتتحت مؤسسة تعمير الصحاري أول طريق أسفلتي بين الخارجة وأسيوط، وذلك بعد عمليات تفجير وتمهيد الهضبة باستخدام معدات حديثة، وهي سابقة لم تحدث من قبل في الواحات، وفي العام ذاته، جرى افتتاح طريق الخارجة - الداخلة، مما أدى إلى اتخاذ قرار بإيقاف العمل نهائيًا بخط سكة حديد الخارجة - قنا، والذي أصبح غير عملي مقارنة بالطرق الحديثة.
بين الماضي والحاضر.. نقلة نوعية في المواصلات
يقول محمود عبد ربه، إنه عانى سكان واحات مصر الغربية لقرون من مشقة السفر والترحال، حيث لم يكن القطار على الرغم من كونه وسيلة متقدمة آنذاك قادرًا على إنهاء معاناة الركاب بسبب الإهمال والتدهور المستمر للبنية التحتية أما اليوم، فقد شهدت شبكة الطرق في محافظة الوادي الجديد تطورات هائلة مع افتتاح محاور جديدة مثل محور الفرافرة ومحور منفلوط - بلاط - العوينات، وتنيدة منفلوط، بالإضافة إلى مشروع ازدواج طريق الخارجة - أسيوط، والذي يعد حلمًا طال انتظاره للحد من الحوادث المتكررة.
نقب الخارجة.. إعادة هيكلة بعد 60 عامًا
يقول عبد ربه، إنه لأول مرة منذ تفجير "نقب الخارجة" قبل ستة عقود، يجري حاليًا تغيير مساره ليصبح أكثر اتساعًا وأمانًا، حيث يتم تقليل المسافة من 9 كيلومترات إلى 4.5 كيلومتر فقط، مع خفض الانحدار الحاد لجعل الطريق أكثر استقامة، مما يضمن تقليل حوادث السير التي لطالما عانى منها سكان المنطقة.
دور الدراسات الجغرافية في تطوير البنية التحتية
أشار عبد ربه، إلى أنه في عام 1909، نشر الجغرافي البريطاني لوين بيدنيل كتابه الشهير "واحة مصرية"، الذي تناول تفاصيل منخفض الخارجة وطبيعته الجيولوجية، مما جعله مرجعًا مهمًا لمؤسسة تعمير الصحاري لاحقًا في عمليات التخطيط والتطوير، وقد ركز بيدنيل على وصف تضاريس المنطقة، حيث تمتد هضبة النقب من شمال غرب مصر حتى الجنوب الغربي، وتصل أعلى نقطة بها إلى 1000 متر فوق سطح البحر.
وأضاف أنه قبل عام 1908، كان المسافرون يعبرون جبل النقب عبر درب الأربعين للوصول إلى أسيوط، إلا أن افتتاح أول خط سكة حديد إلى الواحات عام 1908 غيّر مسار النقل ليشمل منطقة جبل الرفوف الأكثر خطورة، ومع غياب وسائل الإنقاذ الحديثة آنذاك، كانت عمليات الإسعاف تتم بوسائل بدائية، مما زاد من عدد الضحايا.
وأضاف انه حديثا بدأ مشروع تعديل مسار النقب من منطقة الكيلو 60 من هيئة الطرق لتقليل المنحنيات الخطرة بمنطقة النقب بطريق الخارجة – أسيوط.
الطريق إلى المستقبل.. ضرورة ازدواج طريق الخارجة - أسيوط
يقول إبراهيم خليل، الباحث في تراث الوادي ومدير عام الثقافة الجماهيرية بالوادي الجديد الأسبق، إنه مع تطور البنية التحتية، ظل حلم سكان الواحات منذ عام 1960 هو رصف طريق أسيوط - الخارجة بديلًا عن خط السكة الحديد المهجور، وقد تحقق ذلك بفضل مؤسسة تعمير الصحاري، ولكن بعد مرور أكثر من 60 عامًا، أصبح الحلم الأكبر اليوم هو ازدواج الطريق بالكامل للحد من الحوادث المتكررة التي تودي بحياة العشرات سنويًا، ومع استمرار خطط التوسعة والتطوير، يبدو أن مستقبل النقل في الوادي الجديد أصبح أكثر أمانًا وازدهارًا من أي وقت مضى حيث بدأ بالفل مشروع الازدواج لمسافة تجاوزت الـ80 كم.
فيديو قد يعجبك: