"الصحراء البيضاء".. أعجوبة الطبيعة وأول حديقة جيولوجية مصرية -صور
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
-
عرض 38 صورة
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
تتسم الصحراء البيضاء، الواقعة في واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، بكونها إحدى عجائب الطبيعة في مصر والعالم، حيث تميزها التكوينات الصخرية الجيرية الفريدة التي اتخذت أشكالًا رائعة مستوحاة من الطبيعة.
ومن أبرز هذه التكوينات صخور على شكل رأس الملكة نفرتيتي، تمثال أبو الهول، وأشكال أخرى شبيهة بالحيوانات والطيور، كما تضم المنطقة صخرة أطلق عليها سكان الواحة اسم "العصيدة"، نظرًا لشبهها بعجينة الأكلة الشعبية المميزة لسكان الفرافرة.
قيمة تنوع بيولوجي فريدة
أكد الدكتور عبد المنعم حنفي، أستاذ جغرافيا بجامعة بورسعيد من أبناء الوادي الجديد، أنه تتمتع الصحراء البيضاء بتنوع بيولوجي مميز يجعلها موطنًا للعديد من الكائنات النادرة والمهددة بالانقراض، مثل الغزال المصري والغزال الأبيض والكبش الأروي.
كما أنها تحتوي على العديد من المناطق الأثرية التي تضم مقابر وكهوف نادرة وبقايا مومياوات قديمة ونقوشًا من عصور ما قبل التاريخ، وتزخر المحمية أيضًا بوجود عيون مائية وأشجار مثل الأكاسيا والنخيل التي تنمو وسط الصخور البيضاء.
تراث ثقافي ورياضي
يروي الدكتور محمد جبريل، مدير محمية الصحراء البيضاء وأحد أبناء واحة الفرافرة، لموقع مصراوي، أن الصخور في المحمية تحمل أهمية ثقافية ورياضية أيضًا، فقد اعتاد أبناء الواحة قديمًا التجمع عند صخرة "العصيدة"، التي كانت تمثل مكانًا للمسابقات الرياضية، حيث يتسابقون على صعودها. وكان يُنظر إلى صعود الصخرة كاختبار لمدى قوة الرجل.
وأضاف جبريل: "الصخرة كانت رمزًا للتحدي، وكان هناك رجل من أبناء الواحة استطاع أن يصعدها ويداه خلف ظهره، هذا المكان لا يزال يحمل ذكريات سكان الواحة الذين يعيدون إحياء هذه الأنشطة في المناسبات المختلفة".
أهمية تاريخية وجيولوجية
أعلنت الصحراء البيضاء محمية طبيعية عام 2002 بقرار من مجلس الوزراء المصري، وجرى تصنيفها لاحقًا كأول حديقة جيولوجية مصرية ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
توضح الدكتورة منال فوزي، أستاذ علوم البيئة وعضو اللجنة الوطنية لليونسكو، أن هذا التصنيف جاء نتيجة ما تحتويه المنطقة من ظواهر جيولوجية نادرة، مثل الكثبان الرملية والتكوينات الصخرية ذات القيمة العلمية.
وأشارت فوزي إلى أن هذا التصنيف جرى بعد اجتماع لخبراء من 9 دول عربية، حيث جرى إعداد ملفات الحدائق الجيولوجية المؤهلة لتلك القائمة، موضحة أن الصحراء البيضاء تمتلك جميع المعايير المطلوبة لتكون نموذجًا فريدًا للظواهر الجيولوجية.
معالم فريدة وأماكن جذب سياحي
تضم المحمية عدة معالم بارزة، مثل جبل الكريستال، الذي يتكون من صخور شفافة ملونة تشبه الكريستال، ومنطقة "المشروم"، التي تحتوي على تكوينات صخرية بيضاء تشبه عش الغراب، وتعتبر هذه المعالم من أكثر الأماكن جذبًا للسياح.
ويوضح محسن عبد المنعم، مدير عام الهيئة المصرية لتنشيط السياحة بالوادي الجديد، أن الصحراء البيضاء تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، لا سيما من ألمانيا وإيطاليا، حيث أسهمت الدراسات الأثرية التي أجراها علماء من هاتين الدولتين في الترويج للمحمية.
مناطق أثرية وعيون مائية
إلى جانب جمالها الطبيعي، تحتوي الصحراء البيضاء على آثار تعود إلى العصر الروماني، منها بقايا منازل وأوانٍ فخارية.
كما توجد بها ثلاث عيون مائية رئيسية: عين خضرا، عين السرو، وعين المكفي، التي توفر المياه للحيوانات والنباتات وتعد مكانًا للاستراحة للسياح.
يشير جبريل إلى أن عين خضرا تعد من أقدم العيون الرومانية في الواحة، وكانت مصدر حياة لسكان المنطقة القدامى. ويقول: "سُميت العين بالوِطن، وكانت تمثل واحة استراحة للقوافل التجارية التي تمر بالمنطقة".
توقيت مثالي للزيارة
يقول خالد أحمد حسن، مدير عام الهيئة الإقليمية للسياحة بالوادي الجديد، إنه تعد الفترة من أكتوبر إلى يناير أفضل وقت لزيارة الصحراء البيضاء، حيث تكون الأجواء معتدلة والرياح هادئة، وتتميز المنطقة بجمال خاص ليلًا، حيث تضيء النجوم السماء، ما يجعلها وجهة مثالية لمراقبة مجرة درب التبانة.
اختيار وكالة ناسا
اختارت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) منطقة الصحراء البيضاء لإجراء أبحاثها المتعلقة بالرحلات المزمع إرسالها إلى كوكب المريخ.
ويرجع هذا الاختيار إلى التشابه الكبير بين تضاريس الصحراء البيضاء وسطح المريخ، ما يجعلها بيئة مثالية لتجربة المعدات والأجهزة المستخدمة في تلك الرحلات.
رسالة للعالم
تعكس الصحراء البيضاء جمال الطبيعة المصرية وقدرتها على إبهار العالم بتنوعها البيولوجي وجمالها الجيولوجي. وبينما تعمل الجهود الدولية على تسليط الضوء على هذه الوجهة المميزة، تبقى الحاجة ماسة إلى دعم محلي يسهم في تعزيز السياحة البيئية وتحقيق أقصى استفادة منها.
فهي ليست مجرد محمية طبيعية، بل شاهد على تاريخ طويل يمتد لعصور ما قبل التاريخ، وموطن للعديد من القصص الثقافية والتراثية التي تنتظر الاكتشاف.
بقدر ما تزخر مصر بكنوزها الأثرية، فإنها تمتلك أيضًا كنوزًا طبيعية يمكن أن تكون مصدر فخر وإلهام، ويبقى المستقبل مرهونًا بمدى قدرتنا على الاستفادة من هذه الهبة الإلهية.
فيديو قد يعجبك: