إعلان

"دخلت ولادة قيصرية على رجلها خرجت بشلل نصفي".. قصة مهندسة تعرضت لخطأ طبي في السويس -فيديو

03:27 م الإثنين 02 سبتمبر 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس- حسام الدين أحمد:

قبل أن تقرأ سطور القصة أحمد الله على نعمة وجود أطفالك حولك، قادر على تقبيلهم واحتضانهم في أي وقت، إن كنت أبًا أو كنتي أمًا بالتأكيد تدركان نعمة الأطفال، التي حرمت منها المهندس آمنة صلاح 7 سنوات، وحين رزقها الله بطفل حرمها خطأ الأطباء والإهمال الطبي من حقها في أن تعيش معه مشاعر الأمومة، وحرم الطفل من حنان أمه أيضا، وبسبب آثار علاج ذلك الخطأ والإهمال فهي لم ترى رضيعها البالغ 88 يوما إلا 10 مرات فقط.


القصة التي وقعت أحداثها في محافظة السويس بدأت كما ترويها المهندسة آمنة صلاح في شهر يونيو الماضي، قائلة: "كأي سيدة تستقبل مولودها الأول كنت اتابع بشكل دوري عند طبيب نساء وتوليد مشهور في السويس، وبسبب إصابتي بالضغط المرتفع، قرر الطبيب أن الد في الأسبوع الأول من الشهر التاسع من عمر الجنين".


مستوصف أم مستشفى؟


حدد لها الطبيب موعد الولادة يوم السبت 8 يونيو، وحدد لها مكان للولادة يعرفه أهل السويس كمستوصف أو مركز طبي يقدم خدمات الطوارئ، ولا يشهد عمليات جراحية، أقنعها الطبيب أن المكان أصبح مجهزا للعمليات، وتوجهت في الميعاد المحدد، ودخلت غرفة العمليات الساعة 3.5 عصرا.

وداخل غرفة العمليات شاهدت طبيب تعرفه جيدا، سألت عن سبب وجوده لأنها تعرف أنه طبيب متخصص ويدير عيادة لعلاج السمنة والنحافة، طمأنها طبيب التوليد وأخبرها أنه طبيب التخدير.


كهرباء بالقدم


" وقت ما دكتور التخدير أداني الحقنة في الظهر، حسيت بكهربا في رجلي".. تقول آمنة في بث مباشر نشرته صفحة موقع "مصراوي" على الفيسبوك، وذكرت أنه مساء ذلك اليوم بعد العملية مر عليها طبيب النسا والتوليد وعاين الجرح وأخبرها أنها ستغادر صباح اليوم التالي، وفي منتصف الليل كان صراخ آمنة يوقظ طاقم التمريض، وينشر القلق في نفوس العابرين أمام المركز الطبي.


حضرت ممرضة للاطمئنان عليها، وطلبت الطبيب الذي أمرها بإعطائها حقنة مسكنة، "الآلم خف، لكن لم يتخفي، والساعة 5 الفجر بدأت أفقد الإحساس بنصفي الأسفل، رجليا مش حاسة بيها".. تروي آمنة ما حدث وحالة الانهيار التي أصابتها وأسرتها عندما لم تشعر بأي حركة في قدميها.


مفيش اسعاف


حضر طبيب النساء والتوليد صباحا وبعد الفحص طلب منها إجراء أشعة للتأكد من وصول الدم للقدمين، وطلبت أسرتها من إدارة المستشفى إحضار سيارة إسعاف لنقلها لمركز الأشعة، لكن الرد كان أن المستشفى لا يتوفر فيه سيارة إسعاف، وأن المريض يخرج ويعود بمعرفته وعلى مسؤوليته الشخصية، واضطرت الأسرة لتوفير سيارة إسعاف بعد التنسيق مع جهة عمل المهندسة آمنة، وأفادت الأشعة أن الدم يصل بشكل طبيعي للأطراف.


ضغط على الحبل الشوكي


بعد اطلاع الطبيب على تقرير الأشعة، طلب منها إجراء أشعة أخرى بالرنين المغناطيسي على فقرات الظهر والعصب الشوكي، وفرت الشركة سيارة إسعاف أخرى، وكشف الرنين وجود تجمع في شكل كروي ضاغط على الحبل الشوكي، ولم تعرف آمنة ذلك إلا مؤخرا، وتؤكد أنها لم تعاني من أي آلام بالظهر أو الأطراف أثناء الحمل، وكانت تمارس عملها في شركتها بالسويس بشكل طبيعي.


عناية مركزة


أمر طبيب النساء والتوليد طاقم التمريض بنقل الحالة المرضية آمنة إلى العناية المركزة، كان تفسير التمريض لأسرتها أنها تعاني من الضغط وتحتاج إلى هدوء ورعاية خاصة، دخلت العناية بعد دوامة من الآلم ولم ترى ابنها إيهاب الذي وضعته حتى ذلك الحين.


همشي تاني؟

في العناية المركزة حضر طبيب باطنة وقلب، وأجرى قياس للضغط طمأنها أنه مستقر، وجد اعتراض من المريضة تخبره أنها في حاجة لطبيب مخ وأعصاب، وفر المستشفى الطبيب المطلوب بعد 3 أيام من وجودها في العناية المركزة، وأجرى اختبارا سريعا، إحساس بسيط في القدم اليمني وفقد الإحساس في القدم اليسرى، بكت آمنة وهي تسأل الطبيب :" هو أنا همشي تاني"، هدأها الطبيب وقال: "إنها ستتلقى علاج ودهان يوميا للقدم وجلسات مساج بجهاز تقليدي".


وهم العقل


تقول آمنة: "إن فقد الإحساس بالقدم كان قويا لدرجة أنها توهمت أنها بلا قدم، وفي محاولة منها لكسر الوهم كانت تخرج هاتفها المحمول وتصور قدميها وهي في العناية المركزة".


فقد الوعي

مع صباح ثان أيام عيد الأضحى المبارك الماضي، فقدت آمنة الوعي تماما، ومنعوا عنها الزيارة بحجة أن 2 أخرين من المرضى حالتهم خطرة للغاية، رابع يوم العيد نقلوا خرجت المريضة وهي في غيبوبة من العناية المركزة إلى غرفة عادية، حضرت أسرتها وفوجئت بالوضع ونقلوها إلى مستشفى خاصة بالقاهرة.


تقرير استلام

تذكر آمنة نص التقرير الذي وضعه الطبيب الاستشاري في المستشفى التي انتقلت إليها، وجاء في تقرير الاستلام :"حضرت المريضة آمنة صلاح بعد خضوعها لعملية ولادة كيسرية، على إثر العملية حدث فقدان في الوعي وضعف الحركة بالطرفين السلفيين، وتعاني من تجمع دموى بموضع حقنة التخدير أثر على حركة الطرفين، وتعاني قرح بالظهر والتهابا بالساقين".


" علمت أن الأطباء أجروا عملية بذل للتأكد مما بداخل التجمع الضاغط على العصب الشوكي، ولم يكن فيروسي أو بكتيري".. تقول آمنة، وتضيف أنها عقب ذلك نقلت للعناية المركزة بقسم السكتة الدماغية، واستعادت وعيها بعد 3 أيام، وخضعت لبروتوكول علاج كامل يشمل اختبارات الإدراك والوعي وعلاج طبيعي، وعلاج القرح والتجمع الدموي وكذا علاج الأعصاب التي تأثرت من موضع الحقن.


غادرت آمنة المستشفى على كرسي متحرك بعد تحسن حالتها، وعقب عودتها للسويس استكملت جلسات العلاج الطبيعي، مع التردد أسبوعيا على المستشفى الخاصة بالقاهرة لاستكمال العلاج الدوائي، استبدلت الكرسي بمشاية لتساعدها على الحركة.


أنا مدمرة


رغم معاناة وآلم آمنة الذي لا تصفه الكلمات، إلا أن الأكثر قسوة هو حرمانها من صغيرها، الذي انتظرته 7 سنوات، "أنا مدمرة.. ابني عنده 88 يوما ممكن أكون شوفته 10 مرات بس"، هكذا تصف الأم حالها، وابنها بعيد عنها تتولى رعايته شقيقة زوجها، وحين ترغب في رؤيته يجب أن ينقلها زوجها ويرافقها لتذهب وترى طفلها، ورغم ذلك فإن ابسط حقوقها بأن تحمله وتحضنه بشروط.

" لو شيلته و تحركت بيه مسافة بعرق وبدوخ وممكن يقع من أيدي" ابسط طريقة للتعبير عن مشاعر الأمومة تمثل خطر على الصغير، فالأم ما زالت تخضع لبروتوكول علاجي يضم علاج للأعصاب التي أتلفها الخطأ والإهمال والطبي، وجرعات مكثفة من الكورتيزول، وعليها أن تحرم ابنها من الرضاعة الطبيعية.


ابني يتيم

"ابني عايش ما بين جدته وبين عمته، كأنه ولد يتيم بلا أم، لا طبيب التخدير ولا طبيب التوليد ولا إدارة المستشفى التي لدت فيها يشعرون بما أعاني، أنا بالنسبة لهم مجرد حالة" تصف آمنة وضعها الحالي مع أبنها كيف حرمت منه، تؤكد إنها إن أرادت أن تحمله فلابد أن تكون على السرير مستلقية، وبجوارها شخص بالغ يحسن التصرف بعد دقائق هي مدة حضن قصيرة تتحسس فيه مشاعر أمومة منقوصة، ليمسك بالطفل قبل أن تخور قوى يديها ويسقط منها أرضا.

كارثة صحية


وكأن ما تحمله آمنة من آلام وفقدان ليس كافيا، ليتسبب ذلك الخطأ والإهمال الطبي في إصابتها بخلل في الأعصاب العجزية، خلل يفقدها قدرتها على التحكم في الإخراج، أو ممارسة حياتها بشكل طبيعي كزوجة، ولا قادرة على استكمال عملها في شركتها.

كان لذلك كله أن يخلف وراءه مشكلات نفسية لا تعلم الأم الضحية كم ستحتاج من علاج وتأهيل للتعافي منها، وضعت مولودها الأول قبل نحو 3 أشهر ومحرومة منه، وتحتاج إلى من يساعدها في كل شيء من مهام البيت، لا تقدر على الوقوف، أعصابها أضعف من أن تحمل طبق طعام لزوجها، وترتدي حفاض للكبار لأنها لا تسيطر على الإخراج.

اتهام رسمي


حررت الأم محضر بقسم شرطة السويس حمل رقم 2454 إداري /2024، بتاريخ 19_6، اتهمت فيه طبيب التخدير وطبيب النساء التوليد والمركز الطبي بالخطأ والإهمال الطبي الذي تسبب فيما تعانيه.


تؤكد الأم أنها تخشى من حدوث تزوير في الأوراق والتقارير التي سيقدمها الأطباء المتهمين، إلا إنها تثق في عدالة القضاء المصري، وأنها ستنال حقها قريبا ممن حرموها من ممارسة الأمومة بشكل طبيعي مع ابنها وتدمير حياتها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان