كان بيجيب الكرة.. "عُدي" أبكى أهالي البحيرة بعد حادث قطار مفجع

البحيرة - أحمد نصرة:

بفرحة وسعادة كان عدي يزود عن مرماه ويتناقل الكرة مع زملائه داخل ملعب خماسي خاص مواز لشريط السكة الحديد، بمدينة دمنهور، في محافظة البحيرة.

تجاوزت الكرة السياج، فذهب بتلقائية لاستعادتها سريعًا كي لا تنقطع متعة اللعب، ربما شرد ذهنه قليلًا مع أحلام يريد تحقيقها ليصبح حارس مرمى محترفًا فلم ينتبه للقطار القادم ليصطدم به في حادث أفجع قلوب أهالي البحيرة.

"رجليك وإيديك فاضل إيه فيك يا قلب أبوك"، كتب خالد والد عدي هذه الكلمات الحزينة عقب بتر ساقي وذراع ابنه راضيًا بقضاء الله راجيًا شفاءه إلا أن القدر لم يكتف كتب فاجعة أكبر بوفاة عدي في اليوم التالي، متأثرًا بإصاباته، بعدما لم يحتمل جسده الواهن هذه الآلام الهائلة.

وعاد الأب لينعى ابنه بكلمات أكثر مرارة زادها عدم تواجده لحضور الجنازة بسبب ظروف سفره والتلاحق السريع للأحداث فكتب:
معقوله جنازتك يا عدعود.. تكون من غير ما أكون موجود
مات الحلم ومش حيعود .. يا اغلى ابن فى أغبى وجود

وأدمى الحادث قلوب العديدين ليس فقط المقربين من عدي وأسرته، ولكن كل من علم بتفاصيله يقول محمد فتح الله: "بجد الواحد مش قادر يصدق يا عدي أنا شفت صورك حبيتك وقلبي مقهور عليك من ساعة الحادثة وكم الناس اللي بتحبك اللي بتبعت لينا وتدعيلك من كل حتة في مصر ده مش أنا لوحدي اللي حبك واتقهر عليك النهاردة منشنات للصفحة من كل حتة في مصر بيعزونا فيك يا (عدي) والناس كلها بتدعيلك النهاردة أول ليلة في قبرك وإن شاء الله أي حد هيشوف البوست ده هيدعيلك".

كما أعلن عدد من الأشخاص عن أداء عمرة لعدي وتنظيم حلقات لختم القرآن صدقة على روح الطفل البريء.

وتعالت أصوات عديدة تنادي بمراجعة ملاعب الكرة الخماسية للتأكد من اشتراطات الأمان والسلامة بها.

تقول إيناس الوكيل: "نفسى اعرف هي الملاعب اللى بيعملها الأشخاص للعب الكورة بالإيجار دى، مش المفروض يكون فيها معايير للأمن والسلامة؟ والمفروض يكون لها رخصة ولجنة تشوف هل هي مناسبه ولا ايه؟ ولا هو أي حاجة سمك لبن تمرهندي".

ويقول أحمد الرفاعي: " وهو ده ينفع ؟ يعنى أرواح ولادنا رخيصة كده ، العيل يروح يلعب علشان يتبسط مش علشان يموت ، لازم نظرة للملاعب دى وخصوصا ملعب الموت اللى جنب شريط القطر ده ، انا أصلا كنت من الأول مستغرب وجوده فى المكان ده".