إعلان

علماء وباشوات وأولياء.. "زاوية سلطان" بالمنيا ليست مقابر عادية -صور

02:49 م الثلاثاء 20 أغسطس 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

المنيا- جمال محمد:

لازالت تحتفظ مقابر قرية "زاوية سلطان" التي تقع بمركز المنيا، بمكانة كبيرة على كافة المستويات الاجتماعية والدينية والسياحية، إذ تضم تلك المنطقة الواسعة أكثر من 50 ألف جبانة لدفن الموتى، ويعلو كل منها قباب كبيرة تكسبها طابعًا خاصًا، وتجعلها محط أنظار الكثير من الزائرين والباحثين كذلك، نظرًا لتنوع الحكايات والأساطير فيها.

وما بين القبور المتلاصقة التي لا تخلو فيها الجنائز ساعة تلو الأخرى، تجد العديد من القبور التي تميز المنطقة عن غيرها من عشرات المناطق المخصصة لدفن الموتى في المحافظة ذات المدن التسع التي تتجاوز 1000 قرية وعزبة ونجع، فعندما تخطو قدماك هناك تجد في البداية ساحات أولياء الله الصالحين للشيخ عبد الفتاح، وفي منتصف الجبانات ضريح شيخ مفسرين الإسلام الإمام القرطبي، وفي النهاية تجد منطقة أثرية فريدة من نوعها عمرها 7000 آلاف سنة، فضلا عن بعض القبور الأثرية للباشوات وأبنائهم.

"مصراوي" يرصد لكم أبرز من دفنوا بمنطقة "زاوية سلطان" وتجعلها منطقة جذب للكثير من المواطنين سواء للزيارات أو التبرك، فضلا عن محط أنظار سائحي جنوب شرق آسيا لزيارة ضريح القرطبي.

الإمام القرطبي

أبرز الأضرحة وممن دفنوا بمنطقة زاوية سلطان هو الإمام القرطبي شيخ مفسري الإسلام، والذي ولد في قرطبة الإسبانية، وجاء لمصر وعاش في المنيا ودفن فيها، واسمه كاملًا "شمس الدين محمد ابن أحمد ابن فرح الخزرجي الأنصاري" والذي ولد في وقت من 600 : 610 وتوفي عام 671 هجريًا، وكان والده يعمل في الخزف وتوفي حينما كان الإمام يبلغ من العمر17 عامًا، فتوجه بعدها إلى تعلم وتفقه الدين، وهاجر للعديد من البلاد بعد خروجه من إسبانيا "الأندلس وقرطبة في ذلك الوقت"، حتى وصل إلى مصر ومنها إلى "منية ابن خصيب" وهي محافظة المنيا، وبدأ ينشر علمه وكتبه المعروف عنها العلم الغزير.

وللقرطبي عدة كتب هامة أبرزها والتي لازالت مرجعًا للعلماء حتى الآن كتاب "الجامع لأحكام القرآن" والذي ظل الإمام نحو 30 عامًا يفسر القرآن وينقحه حتى انتهى منه، وكذلك كتاب "التذكرة في أمور الموتى وأحوال الآخرة"، و"قمع الحرص بالزهد والقناعة ورد ذل السؤال بالكسب والصناعة" .

ويأتي لضريح القرطبي كل عام مئات السائحين لحضور المولد الكبير الذي يتم عمله في وسط المقابر هناك يوم عاشوراء من كل عام، ويشهد توافد آلاف المواطنين من كافة المحافظات وبعض الدول الأسيوية خاصة أندونيسيا.

محمد سلطان وابنته هدى شعراوي

من جانب آخر نجد أن قبر محمد سلطان باشا ومجموعته الجنائزية تقع في وسط المقابر هناك، والتي دفن فيها كذلك ابنته المناضلة الوطنية هدى شعراوي، وسُجلت تلك المجموعة الجنائزية أثريًا منذ عدة سنوات.

وتعد هذه المقابر الأثرية لمحمد باشا سلطان ابن السلطان أغا بن أحمد، الذي قدم أهله من بلاد الحجاز، وعُرف عن محمد باشا الكرم وسماحة الوجه والذكاء، ولُقب بملك الصعيد، فقد شغل منصب حاكم صعيد مصر، وله سلطة واسعة، إلى أن صدر قرار الخديوي توفيق في 18 ديسمبر 1881 بتنصيبه رئيسًا لمجلس شورى النواب، وأنجب ابنته "هدى" التي تزوجت فيما بعد ابن عمتها "علي شعراوي"، وبعد وفاتهم أطلق على قبورهم "مجموعة جنائزية" لأنها لم تقتصر على قبور العائلة فقط بل ظهرت بها مظاهر العمارة المدنية بقوة، إّذ يوجد بها "سلاملك" وهو جناح خاص بجلسات الرجال، و"حرملك" وهو قسم خاص للسيدات، بجانب وجود بئر، والكثير من الزخارف المميزة بالحوائط، ما يؤكد أن المكان كان خاصا بالمعيشة وليس الدفن فقط.

كما أن المكان له قيمة تاريخية كبيرة، لدفن حاكم الصعيد به "محمد باشا سلطان" والمناضلة الوطنية "هدى شعراوي"، و"عمر باشا سلطان"، بجانب قيمته المعمارية الفريدة ووجود عدد من القباب الضريحية، والحجرات الخاصة، والنقوش الفريدة على الأبواب، وزخارف الارابيسك.

يذكر أن المناضلة الوطنية "هدى شعراوي" شاركت بقيادة مظاهرات للنساء عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها، وخرجت على رأس مظاهرة نسائية مكونة من 300 امرأة للمطالبة بالإفراج عن سعد زغلول و رفاقه، كما ساهمت في تشكيل اتحاد المرأة المصرية المتعلمة عام 1914 وتأسيس جمعية الإتحاد النسائي عام 1927 بهدف رفع مستوى المرأة الأدبى و الإجتماعى, و ظلت تدافع عن العديد من القضايا الوطنية و النسائية إلى أن تُوفيت عام 1947 .

ساحة الشيخ عبدالفتاح و4 أولياء

نجد كذلك في زاوية سلطان ملتقى لأولياء الله الصالحين، إذ تضم ساحة الشيخ عبدالفتاح أضرحة 4 من أشهر المشايخ بالمحافظة وله قيمة كبيرة لدى الزائرين خاصة في كل يوم جمعة،

وتلك الساحة تضم قبور كل من : الشيخ عبدالفتاح الرفاعي، والشيخ ناجي علي منصور الرفاعي، الشيخ محمود عنتر الرفاعي، الشيخ محمود الدماريسي.

وتشهد الساحة في كل يوم جمعة توافد المئات للتبرك بالأضرحة الأربعة، وتوزيع النذور والصدقات، ولها مولد كبير تم تنظيمه الأسبوع الماضي.

هرم حبنو الأثري

الأمر لا يقتصر على الأولياء والمفسرين والسياسيين، بل نجد كذلك منطق الكوم الأحمر الأثرية، وهي منطقة تضم بقايا هرم يطلق عليه "حبنو" وبحسب دراسات الأثريين فإنه أقدم من أهرامات الجيزة، ويأتي إليه بعض الزيارات من حين لآخر خاصة أنه في طريق قرية بني حسن الشروق الأثرية.

وسميت المنطقة باسم الكوم الأحمر لوجود كميات كبيرة من فتات الفخار الأحمر والذي تراكم على مدار العصور، وتبين من الدراسات أن المنطقة كانت تمثل عاصمة الإقليم السادس عشر والذي كان يرمز له بحيوان يسمى " الوعل " وهو أحد فصائل الغزلان، وسميت تلك المنطقة في مصر القديمة باسم "حبنو "، وفي منتصف القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1845 تم اكتشاف أحد الأهرامات بها، على يد عالم الأثريات "بسليوس"، ونجح في كشف الهرم الذي كان تغطيه الرمال، وبمرور الأعوام دفن مرة أخرى بفعل العوامل الجوية، إلى أن أعيد اكتشافه مرة أخرى عام 1912 على يد بعثة ألمانية.

متحف حسن الشرق

وفي الجهة الملاصقة لقبور زاوية سلطان تجد كذلك أحد أكبر متاحف الفن في صعيد مصر للفنان العالمي حسن الشرق، والذي يعد من أبناء القرية وجرى تصنيفه أفضل تاسع فنان تشكيلي حول العالم، وطاف بلدان العالم أجمع بجلبابه البسيط، وحقق حلمه بإنشاء متحفه الخاص في القرية نفسها وأمام أبواب القبور، حتى وافته المنية العام الماضي عن عمر ناهز 73 عامًا، ودفن في المدافن ذاتها.

وزار متحف الفنان حسن الشرق مئات السائحون والفنانون وفي مقدمتهم الفنان محمد منير، والشاعر عبدالرحمن الأبنودي، خاصة أن الفنان حسن الشرق قام برسم الرسومات الخاصة بكتاب السيرة الهلالية والعديد من أعمال الأبنودي.

اقرأ أيضًا:

ضريح القرطبي في المنيا.. هنا يرقد شيخ المفسرين وإمام المالكية- صور

أهالي "زاوية سلطان" يحتفلون بمولد سيدي عبدالفتاح في المنيا (فيديو وصور)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان