لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور| المحمل المصري استمر 7 قرون.. رحلة كسوة الكعبة من القاهرة إلى مكة

04:37 م الإثنين 15 يوليو 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس - حسام الدين أحمد:

مع بداية العام الهجري الجديد، استبدلت الهيئة العامة للعناية بشئون المسجد الحرام كسوة الكعبة القديمة بأخرى جديدة، تصنع في دار مخصصة لها ويشارك فيها نحو 100 عامل من المهرة وتزين الكسوة المصنوعة من الحرير الطبيعي بخيوط من الذهب والفضة.

يوم التروية

كان المتبع حتى قبل عامين أن يجري تغيير الكسوة يوم التروية الموافق 8 من شهر ذي الحجة، والذي يسبق الوقوف بعرفة خلال موسم الحج، إلا أن القائمين على شؤون الحرم المكي غيروا التوقيت لتكتسي الكعبة حلة جديدة في غرة شهر محرم، مع بداية كل عام هجري جديد.

يحتفي متحف السويس القومي في قسم خاص بآخر كسوة للكعبة ومقتنياتها، وكذلك المقتنيات والحلى الخاصة بـجمل المحمل الذي كان يحمل كسوة الكعبة، تلك الكسوة التي ظلت تصنع في مصر لقرون، حتى ستينات القرن الماضي.

الحرير المصري

اشتهرت مصر في القرن السادس الميلادي بصناعة الحرير، لفت ذلك أنظار القائد عمرو بن العاص عقب الفتح الإسلامي لمصر، وأدرك مهارة أهلها في صناعة الحرير، خاصة النسيج القباطي، ذلك الحرير الذي عرفه العرب من الصين، أدركوا متانته وقوته وجماله أيضا.

من أمير المؤمنين لوالي مصر

تقول دينا السيد مدير متحف السويس القومي،: "إن أول كسوة للكعبة تم حياكتها في مصر، كانت في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، والذي كتب إلى عمرو بن العاص والي مصر لصناعتها، وكانت تصنع في الفيوم لوجود صناع مهرة هناك، واستمر ذلك الوضع في عهد الدولة الأموية والفاطمية والمملوكية".

تضيف مدير متحف السويس،: "أن محمد على باشا أمر بإنشاء دار الخرنفش عام 1233 هجرية، لتصنيع الكسوة، ويتولى عملية صناعة النسيج القباطي من الحرير أمهر العمال بعد اختبار صنعتهم".

وضوء ودعاء

"استن العمال عادة حسنة وهي الوضوء قبل العمل في نسيج الكسوة، ثم يتلو كل عامل أذكار ودعاء".. تخبرنا مديرة المتحف بما أقره العمال وأصبح سنة متبعة لمن يشارك في صناعة الكسوة، يتبع ذلك ترديد الصلاة الابراهيمية والدعاء وكأن طهارة الجسم وصفاء القلب شرطا قبل أن تمس أيديهم أطهر قماش يصنع لكسوة بيت الله الحرام.

ويبدأ في غزل الكسوة بطريقة التقطيب والسرما، مع تطعيم الحرير بخيوط من الذهب والفضة لكتابة آيات من القرآن الكريم والأدعية النبوية، وبعد الانتهاء من عملية التصنيع التي كانت تتم بمشاركة 100 فني وعامل ماهر لصناعة الكسوة ومقتنياتها يتم اختيار جمل المحمل.

جمل قوي

وكان له صفات معينة كأن يكون قويا قادر على قطع المسافة من مصر للأراضي الحجازية والتي كانت تستغرق نحو 10 أيام، وكان يشترط ألا يعمل الجمل في حمل أي متاع آخر.

كان جمل المحمل يتقدم قافلة الحجاج، يخرج من مدينة الفسطاط يمسك أقدم قائد في الجيش المصري بالرسن ويقوده وكانت القافلة تخرج من أماكن مختلفة، أبرزها مصر القديمة وذلك بعد احتفال بهيج، واحتفاء المصريين بالكسوة باعتبارها مباركة.

آخر كسوة

وتخبرنا مديرة المتحف، أن تصنيع كسوة توقف عام 1962، بعدما أنشأت السعودية أول دار لصناعة الكسوة، ونالت شرف صناعته، وتحتفظ السويس بآخر كسوة للكعبة بالمتحف وهي آخر كسوة خرجت، وعليها اسم الملك أحمد فؤاد الثاني الذي كان ملك شرفي حتى إعلان الجمهورية.

بيت الضيافة في عجرود

وفي رحلة القافلة بعد خروجها من القاهرة، كانت تنزل بقلعة عجرود الكائنة بطريق السويس – القاهرة، وعلى مسافة 20 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة السويس، لتزويد الحجاج بالمؤن، ولحمايتهم، حتى خروجهم من السويس عتبة الحجاج إلى سيناء، ومنها إلى العقبة بالأردن، ثم ينبع بالأراضي السعودية.

وظلت قلعة عجرود نقطة مهمة على طريق الحجاج من القاهرة إلى السويس، أو كما عرفها اهل مصر قديما باسم القلزم، وظل تردد قوافل الحجاج والمعتمرين على القلعة حتى جرى إنشاء ثاني خط سكة حديد في العالم عام 1882، وكان يمتد من القاهرة للسويس، حيث كانت قوافل الحجاج تستقل القطار مع تخصيص عربة بضائع مفتوحة لجمل المحمل.

استقبال رسمي وشعبي

كان لقوافل الحج استقبال خاص في السويس، يتحدث عنه الحاج عبدالله حسن غريب يقول إنه يتذكر مشاهد الاحتفال حينما كان طفلا، كان لوصول القافلة التي يتقدمها جمل المحمل استقبال مهيب وحدث هام لأهل السويس لا يقل عن استقبال العيد.

يروي غريب أن للقافلة والمحمل استقبال رسمي عقب وصوله لمحطة القطار، حيث كان يحضر الاستقبال محافظ السويس ورجال الدولة والازهر الشريف ومعه أعيان المدينة والتجار، وبعد وصوله يطوف المحمل شوارع المدينة ويمر على مسجد الأربعين بشارع الجيش، ومسجد الغريب.

صلى واقرأ الفاتحة

وكان الحجاج حريصون على الصلاة في مسجد الغريب، وقراءة الفاتحة للشهيد يعقوب بن يوسف الذي خاض أول حرب ضد القرامطة الذين قطعوا طريق الحج، عقب ذلك كان أهل السويس يمدون الحجاج بالمؤن والزاد والخبز واللحم المقدد، ثم يغادر الحجاج في قوارب عبر ميناء السويس القديم، متجهين إلى الأراضي الحجازية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان