إعلان

أضاحي العيد تنعش سوق سندبسط بالغربية.. والتجار: الموسم ضعيف بسبب الأسعار- صور

05:10 م الأحد 02 يونيو 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الغربية - مروة شاهين:

بالحيرة والضجر عاد رواد سوق سندبسط للمواشي إلى منازلهم في مركز زفتي، بعد يوم طويل قضوه بين التجار وبضاعتهم، وتركوا السوق بحركة بيع ضعيفة، تتناسب مع جودة المعروض مقابل السعر.

مع شروق الشمس يتوافد التجار ومربي الماشية من "سندبسط" إحدى قرى مركز زفتى التابع لمحافظة الغربية، يعرضون بضاعتهم من البقر والجاموس، والخراف والماعز، يختلف سعرها حسب جودتها ونسبة تصافي اللحم في كل منها.

"العلف رخص عند الكلافين.. لكن لسه غالى في الزرايب" يرى فهمي الشاعر الذي ذهب للسوق لشراء أضحية صغيرة أنه بالرغم من تراجع أسعار الأعلاف عما كانت عليه في مارس الماضي، بنسبة تصل إلى 30%، إلا أن أسعار الأغنام والعجول لم تتراجع، ويمسك مربى الماشية وأصحاب الحظائر على السعر الذي كانت تباع به الأضاحي قبل شهور.

يرد مصطفي السيد تاجر عجول على الزبون، ويخبرنا أن أصحاب الحظائر والمربين اشتروا العجول الصغيرة بسعر مرتفع، وأطعموها وحصنوها من الأمراض بتكلفة مرتفعة لمدة تتجاوز عام ونصف، خسروا خلالها قيمة ما نفق من الماشية.

وتابع التاجر أن تراجع أسعار الأعلاف قبل شهور وإن وفر لهم بعض المال، لكنه لن يغير كثيرا من تكلفة تسمين العجول "العجل أكل بالغالي سنتين مش هيرخص عشان 3 شهور أكل فيهم بالرخيص" يعلق التاجر.

تقول لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية إنه لا مانع من الاشتراك في البقرة كأضحية بشرط ألا يزيد المشتركون على سبعة، ولا يقل نصيب الواحد عن السُّبع، فلا يجزئ اشتراك أحدهم بأقل من السبع، اما الخراف والماعز فتجزئ عن واحد فقط وأسرته.

4 من هؤلاء السبعة ذهبوا للسوق، كان كامل العزيزي أحدهم يعرف كيف يشتري رؤوس الماشية مكتسبا خبرة خلال عمله قبل سنوات في مزرعة للأبقار، ذهب معه 3 ووكله 3 أخرين ليشتري له ولهم عجل للأضحية.

البحث عن عجل يزن لحم، بسعر مقبول ليس سهلا، فالبضاعة الضعيفة تخرج في المواسم كما تخرج الممتازة، لكن بعد تجول استمر نحو ساعة وجد ضالته، عجل سمين يزن 410 كيلو، سعره 70 ألف جنيه تقريبا، في البداية لم ينقص التاجر منها جنيها، وبعد فصال وسجال اتفق الطرفان، إذ باع التجار كيلو القائم من عجول البقر بسعر 170 جينها، والجاموس بسعر 150 جنيها.

عاد الأربعة وحملوا العجل على سيارة نقل، وقبل أن يغادر أخبرنا كامل أنه كان يضحي كل عام بكبش من الضأن، إلا أن ارتفاع سعر الخراف هذا العام ونسبة تصافي اللحم الٌأقل من العجول فضلا عن نسبة الدهون ورفض أهل بيته لها، دفعه للاشتراك في عجل لينال سُبع كمية اللحم، وما يحتويه من قطع أخرى من أطباق التقاطيع.

يفضل أصحاب مزارع التسمين العجول الأصناف المستوردة عن البلدي، مثل الأنجوس والهيرفورد، الشروليز، التارونتيز، الليموزين، شورتهون، والهولشتاي، والنوع الأخير يتميز بإنتاج كمية كبيرة من الألبان، وعرفت تلك العجول بالأوزان الكبيرة، تتراوح بين 600 إلى 900 كيلو ومنها ما يصل إلى وزن 1 طن، إلا أن الأفضلية في عيد الأضحى للبلدي.

رغم تميز الأنواع المستوردة والمذبوحة في مصر، باللحم الأحمر ونسبة الدهون الأقل، إلا أن تناول اللحم البلدي وتغذية العجول على البرسيم والأعلاف المتوفرة في مصر جعل المواطنين يحبون طعمها.

داخل السوق عرض بعض التجار عجول مستوردة، بسبب شكلها لا تحتاج إلى خبير في الماشية ليميزها، فهي أكبر وأضخم، تظهر العضلات وكتل اللحم على ظهرها وأطرافها، لكن لا يقبل على شرائها إلا عدد محدود من الزبائن.

يقول حسني السيد أحد رواد السوق أن مذاق اللحوم الحية الواردة من الخارج أقل جودة، خفيف الطعم، يشبهه باللحم المجمد المستورد سواء البرازيلي أو الأرجنتيتي والهندي.

" شوربتها خفيفة، النوع ده عايز زبون بيدور على قطيعات وعروق وشغل جريل وشوي وستيك، مش عايز يحضر فتة ويطبخ ويطلع ثلث نصيبه للناس المحتاجين" يعلق مراد الذي يعمل طباخ أفراح ومناسبات.

في الخراف والأغنام يختلف المشهد، الأغنام الشامي التي ترد إلينا من بلاد الشام وسوريا تحديدا، والبور التي تصل من اليونان تلقى إقبالا كبيرا، ورغم ارتفاع سعرها عن البلدي، لها زبون في الأسواق.

يقول أدهم الغرباوي تاجر أغنام أن السبب وراء ذلك هو نسبة تصافي اللحم العالية والتي تزيد عن 65% والدهون المنخفضة، مقابل 45 إلى 50% للضأن البلدي، كما أن طعمها لا يختلف عن البلدي بل أفضل في كونه أقل دسامة من البلدي والنعيمي، السر في الطعم أن تلك الأنواع تخرج من هجين في مصر بين البلدي والمستور، ويأكل نفس العلف الذي تتناوله الخراف والماعز البلدي، والدهن الأقل بسبب طبيعة السلالة، فهوي جمع ميزة الدهن الأقل واللحم الأكثر.

في سوق سندبسط باع التجار الماعز بسعر 210 إلى 230 جنيها للكيلو، والخراف البلدي بسعر 200 جنيها، في ظاهر الأمر هناك تراجع في الأسعار 20 جنيها للكيلو القائم، عما كانت عليه قبل شهر رمضان، لكن الأغنام المعروضة والتي تباع بالميزان هزيلة تحمل من الشحم ما يكافئ اللحم، يظهر ذلك من لون الفراء ورائحته.

"لما كان العلف غالي كنا بنساعد معاها بالبطاطس" يكشف تاجر أغنام بشكل صريح امام الزبائن السر وراء حالة الأغنام، يقول إن البطاطس كانت تكفي لسد جوع الأغنام وتوفر لهم من الاعلاف، لكنها مصنع للدهون، كانوا يرونها حل مؤقت امام الزيادة الكبيرة في قيمة الاعلاف، تلك الزيادة التي جعلت عدد كبير من المربين يصفي تجارته، بحسب ما ذكر التاجر.

وتابع أنه بعد انخفاض أسعار الأعلاف تراجعت أسعار الأغنام خاصة الضاني، لأن دورة تربيته قصيرة فهو يصلح للأضحية وهو بعمر 6 شهور، وبعد عامين يصل إلى أفضل حالته، بخلاف العجول التي لا تصلح للأضحية إلا إذا أتمت عامين.

في زاوية من السوق وقف تاجر يعرض ما لديه، يتباهي بوزنها لحمها، يطعمها بيديه العلف فتأكل بشراهة، أُعجب رواد السوق بالبضاعة، لكن لم يعجبهم السعر، فالتاجر الذي يفتخر بالأغنام الشامي والخراف البرقي لا يبيعها بالميزان وانما بالرأس، ويرفض الفصال، ويردد الجملة الشهيرة " مفيش حد في السوق عنده زيه، واللى عنده من ده كداب"

أمسك زبون بذكر من الماعز الشامي، وطلب وزنه بعد نقاش وافق التاجر، لكنه طلب 250 جنيها في الكيلو، رفض الزبون وحاول الفصال عسى ان يناله بسعر أقل، لكن التاجر نظر مجددا في السوق يرصد بعينيه الخراف والماعز المعروضة، ثم قال "روح خد لفه ولو لقيت زيه بسعر اقل اشتريه وأنت كسبان".

قبل غروب الشمس انفض السوق، ينتظر التجار أن يصرفوا بضاعتهم قبل العيد، ويأمل المضحين بأضحية يشترونها بسعر مناسب تجزئ عنهم وتوفي بلحم طيب لأهل بيتهم واقاربهم والمحتاجين.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان