"وش السعد على أبوهم".. آية وزينب كفيفتان قهرتا الظلام بحفظ القرآن في كفر الشيخ - صور

كفر الشيخ - إسلام عمار:

باتقانهما حفظ القرآن الكريم وبإرادة وعزيمة في قهر الظلام تواصل الطفلتين المكفوفتين "آية وزينب" تفوقهما في حفظ القرآن بدعم من الأب والأم التي لم تفارقهما لحظة واحدة بما فيها فترة دراستهما في إحدى مدارس المكفوفين بالإسكندرية.

"الحمد لله ربنا أكرمني بآية وزينب دول وش السعد علي.. وحسيت بكرم ربنا لما لقيت الناس كلها قريت مني وبتحبني بسببهم"، تلك كانت كلمات عبدالمنعم عشيبة، ميكانيكي آلات زراعية ويقيم بمركز مطوبس في كفر الشيخ لمصراوي راصدًا قصة تفوق طفلتيه المكفوفتين في حفظ القرآن الكريم، والدراسة.

أكد والد الطفلتين "آيه"، 12 عامًا، و"زينب"، 11 عامًا، أنهما حفظتا القرآن الكريم في عمر 6 أعوام على يد أحد محفظي القرآن الكريم يدعى الشيخ رشيد عبده عطية، من أبناء القرى المجاورة للقرية التي يقيم فيها، والتحقتا بعد ذلك إلى مدرسة النور للمكفوفين بالإسكندرية إكمالا لرسالة تعليمهم في ظل حفظهما للقرآن الكريم.

وأوضح أن ابنتيه شاركتا في العديد من المسابقات الدينية الخاصة بحفظ القرآن الكريم سواء على مستوى الإدارة التعليمية التي تتبعها مدرستهما، أو التي تنظمها الجمعيات طوال أيام شهر رمضان، وكلتاهما متفوقتان ودائمًا ما يكونا في أول مركزين لأوائل كل مستوى تشاركان فيه.

وكشف أنه أنجب الطفلتين مكفوفتين دون أن يحزن على حالتهما لكن كثيرون من أبناء القرية نصحوه بالتوجه إلى الأطباء والمختصين لعلاجهما، وعلى الرغم من محاولاته المتكررة في البحث عن علاج ارتضى في النهاية بقضاء الله وحكمته.

ولفت إلى أن ابنتيه بالرغم من فقدانهما نعمة البصر منذ ولادتهما لكن مع مرور الأعوام وفي ظل تقدمهما في مرحلتهما العمرية بصيرتهما أصبحت أقوى من البصر فأحيانا يدلان على مكان وجود مفقودات مقتنيات يجرى استعمالها مثل مفاتيح الأبواب في ظل تعثر غيرهما في الحصول عليها.

وأكمل عن دور زوجته المهم للغاية في تفوق طفلتيه فتلازمهما وترافقهما طوال فترة دراستهما من خلال شقة يقيمن فيها بالإسكندرية بالإيجار ويغادر الثلاثة الإسكندرية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع يومي "الخميس والجمعة" بمسقط رأسهن مع الأسرة بمركز مطوبس بجانب تحملها معاناة ومشقة السفر من إسكندرية لمطوبس وبحثها الدائم العمل على راحتهم.

وأكد والد الطفلتين لمصراوي أن طفلتيه مكملتين بحثًا عن العلم في أي مكان في العالم وليس في مصر فقط مهما كلفه الأمر حجم مصروفاتهما سيرًا على نهج عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي أعطى درسًا واقعيًا في المثابرة والكفاح وقهره الظلام.

واختتم قائلا: "أتمنى أخد آية وزينب وأمهم ونعمل عمرة ونزور قبر الرسول وبيت الله الحرام وأشكر ربنا مثلما أشكره في كل وقت أنه منحني الطفلتين دول اللي بقوا وش السعد علي وفأل الحسن في حياتي العملية منذ ولادتهما وربنا أكرمني بيهم بجانب رغبتهما في مقابلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف".