مبتور الساق بلا مأوى.. "العم ناجي" معاناة لا تنتهي في شوارع المنيا

المنيا-جمال محمد:

سنوات طويلة مرت، ولم يخلُ يوم من شوارع مدينة المنيا إلا ويجد المارة الرجل المسن، العم ناجي، جالسًا أو نائمًا على رصيف شارع طه حسين، لا يبالي بحرارة الشمس الحارقة في الصيف أو قسوة برد الشتاء القارس، يتلقى تعاطفًا من الكثيرين الذين يمدونه بالطعام أو الملابس، لكن معاناته تستمر دون أن تجد نهايتها.

اليوم، تصادف مرورنا أمامه، لنجد العم ناجي ملقى على الأرض، محاطًا بغطاء قديم متهالك يحاول أن يحتمي به من البرد، وكرسي متحرك بجواره، وفي صمتٍ شديد، نادانا قائلاً: "ارفعوني يرحمكم الله عالكرسي".

ساعدنا أحد المارة في رفعه على كرسيه المتحرك، لنكتشف حقيقة مريرة: ساقه اليمنى مبتورة، والقدم اليسرى تعاني من تورمات شديدة قد تهددها بمصير مشابه، وعلى الرغم من ضعفه الشديد وذاكرته الضعيفة، فقد تحدث بلغة مليئة بالمرارة قائلاً: "بقالي 8 سنين هنا في الشارع.. نفسي اتستر ورجلي مقطوعة والتانية وجعاني".

العم ناجي، الذي تجاوز عمره الخمسين عامًا ولم يسبق له الزواج، يعيش في ظروف صحية صعبة في الشارع منذ سنوات طويلة، لا يعرف كيف وصل إلى هذه الحال، لكنه يناشد "ولاد الحلال" بتوفير مأوى له ومساعدته في ما تبقى من عمره، ليعيش بكرامة.

وقال "محمد"، رجل مسن يعمل في محل بقالة مجاور، إن العم ناجي قد أصبح جزءًا من المكان، حالته الصحية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وأملنا جميعًا في تدخل اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، ومسؤولي التضامن الاجتماعي لتوفير مسكن ومساعدات لهذا الرجل الذي عانى ما عانى من قسوة الحياة.