لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عليها قسم الملك المُوحد.. أقدم لوحات لترسيم الحدود في العالم تعلو جبال المنيا -صور

03:54 م الإثنين 02 ديسمبر 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

المنيا- جمال محمد:

لوحات عظيمة منحوتة بدقة تثير الدهشة على حواف الجبلين الشرقي والغربي بالمنيا، عمرها 3300 سنة تقريبًا، كان قد أمر الملك اخناتون برفقة زوجته نفرتيتي بنقشها عقب إنشاء مدينة "تل العمارنة" – جنوبي محافظة المنيا الآن - كعاصمة جديدة لمصر بعد أن ترك مدينة طيبة "الأقصر"، لتسجل تلك اللوحات أقدم لوحات لترسيم الحدود عرفتها البشرية، وتظل شاهدة على تاريخ محافظة المنيا العريق.

وتُعد لوحات إخناتون في منطقتي تونا الجبل وتل العمارنة، من أكثر المزارات المثيرة التي يتوافد عليها السائحون بشكل دائم، ليستمعوا لقصتها وكيف عرفت مصر ترسيم الحدود في وقت حينذاك 1300 قبل الميلاد، وما سر القسم المكتوب على تلك اللوحات للملك الموحد "الملك اخناتون"، وتوحيده للآلهة، وعدم تركه لتلك المدينة الجديدة سواء كان حيًا أو ميتًا، بل وقسمه بأن يدفن فيها حتى وإن مات خارجها.

ويروي الدكتور ثروت الأزهري مدير إدارة السياحة بالمنيا، حكاية اللوحات العجيبة، قائلًا: كان اخناتون يريد أن يُعلي من قيمة عاصمته التي اختارها بعيدًا عن صراع كهنة آمون ليبدأ في نشر ديانته الجديدة ومن هذا المنطلق أراد أن يثبت وجوده في عاصمته الدينية ليسجل عليها النص التأسيسي للعمارنة، وحددها بوضع 14 لوحة أثرية أطلق عليها "لوحات الحدود"، وقام اخناتون بنفسه بالإشراف على نحتها في الصخر، وهذه اللوحات يوجد منها 11 لوحة في الجبل الشرقي بتل العمارنة والحاج قنديل و3 لوحات في الجبل الغربي ناحية تونا الجبل.

وأضاف الأزهري لـ"مصراوي"، أن لوحات اخناتون تم نحتها في فترات مختلفة، إذ تم نحت المجموعة الأولى عند إنشاء المدينة والانتقال إليها فيما بين العام الخامس والعام السادس من حكم الملك اخناتون وهو تاريخ احتفال العائلة المالكة بالذكرى الثانية لاختيار هذا الموقع وتم تكريس هذه المجموعة ( أحد عشر لوحة حدود ) لمناسبة قيام العائلة المالكة بزيارة رسمية للمدينة، ويُحدد نص الألواح بكل دقة أبعاد هذه الأملاك ويُعلن الالتزام بعدم زيادة الحدود ويقسم على ذلك، وفي العام الثامن من حكمه أمر الملك بحفر ألواح حدود المجموعة الثانية ( ثلاث لوحات حدود أخرى).

واستطرد قائًلا: على تلك لوحات ترسيم الحدود يظهر الملك اخناتون والملكة نفرتيتي وهما يتعبدان لآتون ويقدمان له القرابين ومنظر آخر لبنات اخناتون، كما نقش على هذه اللوحات قسم اخناتون بأنه لن يغادر مدينته أبدًا تحت أي ظروف وسيظل فيها ينشر ويدعو الناس إلى عبادة الإله الواحد آتون الذي رُمز له بقرص الشمس تخرج منه الأشعة، وتنتهى بكف يد بشرية لتساعد الناس وتهديهم النور والطاقة والقوة والخير، مشيرًا إلى أن أفضل لوحة من تلك اللوحات يمكن مشاهدتها عند زيارة منطقة تونا الجبل الأثرية على يمين مدخل الطريق السياحي.

واختتم مدير إدارة السياحة بالمنيا حديثه بأن منطقتي تونا الجبل وتل العمارنة، يعدان من أبرز الوجهات السياحية للسائحين على مدار العام، وتشهد مؤخرًا انتعاشة سياحية كبيرة، ويحرص جميع الزائرين على مشاهدة لوحات اخناتون العريقة لترسيم الحدود، والاستماع لقصتها وكيف صمدت طوال آلاف السنين بجودة النقش والرسومات وكأنها منذ فترة قصيرة.

اقرأ أيضًا..

من هنا سُرقت رأس نفرتيتي وهُربت لألمانيا.. حكاية "تل العمارنة" بالمنيا (صور)

مدينة تحت الأرض.. حكاية سراديب الغموض والإثارة فى المنيا – صور

فيديو قد يعجبك: