مجموعة رائعة من الحُلي.. كشف أسرار كنوز ملكة مصرية في معبد دوش بالوادي الجديد" -صور
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
على بُعد حوالي 23 كيلومترًا جنوب مدينة باريس بمحافظة الوادي الجديد، تقع قرية "دوش" الأثرية، التي حملت على مدار قرون من الزمن إرثًا تاريخيًا وثقافيًا عظيمًا.
الاسم "دوش" هو النسخة المحرفة من اسم "كوش"، الذي ارتبط بآلهة مصرية قديمة، وعلى أراضي هذه القرية، شُيّد معبد دوش في عهد الأباطرة الرومان "دوميتيان" و"هادريان" و"تراجان".
بُني المعبد في عام 117 ميلادية، من الحجر الجيري، بينما شُيدت الأسوار المحيطة والمباني الإضافية بالطوب اللبن. الموقع الأثري، الذي يقع على ملتقى طريق "درب الأربعين" المؤدي إلى السودان وطريق "إسنا" الذي يربط مركز باريس بمنطقة إسنا، كان بمثابة محطة مهمة للتجارة والقوافل في العصور القديمة.
تاريخ المعبد
يرجع تاريخ معبد دوش إلى العصر الروماني، حيث كان مخصصًا لعبادة "الثالوث العام" (أوزيريس - حورس - إيزيس) لكن بصفاتهم الرومانية المعروفة بـ(سرابيس - حربوقراطيس - إيزيس).
ويتميز المعبد بتصميمه المميز، الذي يشبه المعابد المصرية القديمة، حيث يبدأ ببوابات تؤدي إلى صالات ذات أعمدة موزعة على ثلاثة صفوف، وتنتهي في "قدس الأقداس".
وأكد الباحث الأثري محمد محسن جابر، بمنطقة آثار الوادي الجديد، أن المعبد يضم نقوشًا بارزة على جدرانه، تُظهر الأباطرة وهم يقدمون القرابين للمعبودات المصرية، هذه النقوش كانت تهدف إلى تقريب المعبودات الرومانية من المصرية، إرضاءً للكهنة وسكان المنطقة، وقد جرى نقش النص التأسيسي للمعبد على بوابته الرئيسية في عهد الإمبراطور "تراجان"، وهو دليل على سيطرة الرومان على الواحات حينها.
اكتشاف الكنز
وأكد جابر، أنه في عام 1989، وخلال أعمال التنقيب التي أجرتها بعثة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، جرى العثور على "كنز دوش" في إحدى غرف الحصن المجاور للمعبد، الحصن الذي يضم أربعة طوابق كان يُستخدم كحصن عسكري يطل على طرق القوافل القديمة، وداخل إحدى الغرف، عُثر على إناء فخاري معلّق في الهواء، وُجد بداخله الكنز الذي أبهر العالم.
وقال إنه جرى نقل الكنز إلى المتحف المصري، حيث عُرض لأول مرة عام 2005. يتألف الكنز من مجموعة رائعة من الحُلي والقطع الذهبية التي تعود إلى العصر اليوناني الروماني.
تفاصيل كنز دوش
أكد الأثري محمد إبراهيم، مدير منطقة الآثار المصرية بالوادي الجديد، أن الكنز يضم تاجًا ذهبيًا مصنوعًا من صفائح الذهب على شكل أوراق عنب، تتوسطها سبيكة ذهبية تحمل تمثالًا للمعبود سرابيس داخل واجهة معبد صغير، التاج مزين من الجانبين بأوراق العنب وأزهار الخشخاش، التي كانت رمزًا للخصوبة، والطوق الحامل لكل العناصر مصمم على هيئة ثعبان.
وأضاف إبراهيم، إنه عُثر على قلادة ذهبية بوزن 493 غرامًا، مصنوعة من سلك ذهبي على شكل ثعبان. أما الأساور الذهبية، فهي مزينة بأوراق الشجر الذهبية، ويبرز في إحداها فص من العقيق البرتقالي، وفي الأخرى فص زجاجي أخضر، يُرجح الأثريون أن الأساور كانت تُستخدم لتزيين أعلى الذراعين أو أنها كانت تخص امرأة بدينة.
أشار إلى، أن الكنز يضم أيضًا 212 سبيكة ذهبية، أعيد تجميعها في قلادتين (واحدة كبيرة وأخرى صغيرة)، ولوحتين فضيتين نُقشت على إحداهما صورة الملكة "واجت" وهي ترتدي تاج مصر العليا، وعلى الأخرى نفس الملكة بتاج مصر السفلى.
وقال إبراهيم، إنه من أبرز القطع الأخرى في الكنز رأس صقر ذهبي، عيناه مصنوعتان من حجر الأوبسيديان الأسود، وعدد من التيجان الذهبية، والسلاسل الذهبية المزينة بحُليات صدر، والعقود والخواتم والخلاخيل. تصميمات هذه الحلي ما زالت تُلهم مصممي المجوهرات المعاصرين، الذين يستوحون منها تصميمات ترتديها النساء اليوم.
تحفة معمارية
أكد الخبير الأثري بهجت أبو صديرة، مدير الآثار بالوادي الجديد سابقا، أن المعبد يتميز بمحوره الممتد من الشمال إلى الجنوب، مع نقوش للإمبراطور "هادريان" على جدرانه الداخلية والخارجية، وفي صالاته، السلالم المؤدية للطوابق العليا تتيح رؤية بانورامية للموقع، الذي يعكس التمازج بين الطابع الروماني والمصري في فن العمارة.
وأضاف بهجت، أنه قرب المعبد، توجد منطقة "عين مناور"، التي تحتوي على معبد آخر مخصص للمعبود "آمون رع" وثالوثه، كانت "المناور" مصدرًا رئيسيًا للمياه والري في المنطقة، مما يبرز أهمية الزراعة في الصحراء والواحات خلال الحقبة الرومانية.
عرض لأول مرة
أكد الأثري محمد إبراهيم، مدير منطقة الآثار المصرية بالوادي الجديد، أنه بعد قرابة 16 عامًا من اكتشافه، جرى عرض الكنز لأول مرة في عام 2005 داخل المتحف المصري، حيث لاقى إعجابًا عالميًا كبيرًا، عرضت القطع ضمن معرض باريس للحلي، وكان من بين أبرز القطع المعروضة سواران مذهبان، يزين أحدهما فص عقيق برتقالي، والآخر فص زجاجي أخضر.
دلالة الكنز
أضاف إبراهيم، أن "كنز دوش" واحدًا من أهم الكنوز المكتشفة في مصر، ليس فقط لقيمته المادية المتمثلة في الذهب والأحجار الكريمة، ولكن أيضًا لما يحمله من تفاصيل دقيقة تُظهر براعة الحرفيين في العصر اليوناني الروماني، الكنز يعكس التداخل بين الثقافتين المصرية والرومانية، كما يعطينا لمحة عن حياة النخب التي كانت تعيش في الواحات خلال تلك الفترة.
أكد إبراهيم، من خلال القطع الفنية والتصميمات الفريدة، يقدم "كنز دوش" رسالة أبدية عن الإبداع والفن في الحضارات القديمة، ما زالت تلك القطع تلهم الفنانين والمصممين حتى يومنا هذا، لتبقى شاهدة على حضارة لا تُنسى.
فيديو قد يعجبك: