سر الألوان دُفن معه.. أسرة الفنان العالمى حسن الشرق تكشف مصير متحفه بالمنيا
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
المنيا- جمال محمد:
مر عامان على وفاة الفنان التشكيلي العالمي حسن الشرق ابن قرية زاوية سلطان التابعة لمركز المنيا، تاركاً عشرات اللوحات التي تملأ المتاحف والمعارض العالمية، وعلى رأسها لوحتين في قاعة الفن الحديث بمتحف اللوڤر بفرنسا، ومئات اللوحات في متحفه الخاص بمسقط رأسه.
وكانت عشرات التساؤلات دارت في أذهان عشاق "الشرق" حول متحفه الفريد ولوحاته ومقتنياته، وما آخر أوضاعها الآن، وهل ينوي أبناؤه التخلي عن البعض منها، أم سيكملون المسيرة.
وصية مُسجلة بالصوت والصورة
"مصراوي" أجرى بثاً مباشراً مع أسرة الفنان الراحل حسن الشرق للتعرف عن حالة المتحف الحالية ولوحاته، وقال شادي حسن، الابن الأكبر للفنان، إنه منذ أن توفي والده والأسرة تُنفذ وصيته التي سجلها بالصوت والصورة وأعطاها لهم، ويأتي في مقدمتها الحفاظ على المتحف ولوحاته، وفتح أبوابه لجميع الزائرين بالمجان، سواء كانوا مصريين أو أجانب، مؤكداً أن المتحف لازال يستقبل من حين لآخر عشرات السائحين أثناء عودتهم من زيارة منطقة بني حسن الشروق الأثرية، وفقاً لبرنامج زيارة المحافظة الذي يتضمن لهم زيارة المتحف.
الأبنودي ومحمد منير أشهر زوار المتحف
أضاف نجل حسن الشرق أن المتحف تم إنشاؤه بالجهود الذاتية على يد والده منذ 25 عاماً تقريباً، ونجح الفنان في تحقيق حلمه حتى أصبح المتحف علامة مميزة في المحافظة، واستقبل عشرات الفنانين والمشهورين، وعلى رأسهم الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي والذي قام "الشرق" برسم جميع صور قصصه في كتاب "السيرة الهلالية" ، وكان من أصدقائه المقربين، وكذلك زار المتحف الفنان محمد منير، والعديد من الممثلين على هامش زياراتهم للمنيا، فضلاً عن بعض السياسيين.
أهالي قريته يتفاخرون بسيرته
وأكد شادي حسن الشرق أنه رغم وفاة أبيه، إلا أن جميع محبيه لازالوا يتحاكون بقصته وتاريخه الفني، وكيف جاب العالم مرتديا جلبابه الصعيدي، ومحافظًا على هويته، حتى أن التليفزيون الألماني يعرض قصة حياته كل عام في يوم مولده الموافق 25 مايو من كل عام، نظراً لمعيشته هناك لأكثر من 20عاما وتنفيذه مئات اللوحات في جميع المدن الألمانية.
مشروع مع الصين أوقفه الرحيل
وعن سر الألوان التي كان يصنعها بنفسه حسن الشرق حتى تعيش لوحاته لمئات السنين، أسوة بالفراعنة، أكد نجل الفنان أن أبيهم لم يفصح لهم عن هذا السر حتى وفاته، ولم يكتبها لهم، رغم أن إحدى الجهات الصينية حاولت التعاقد معه لشراء الفكرة والمكونات الخاصة بالألوان منه قبل وفاته بعدة أشهر ولكنه توفي قبل إتمام التعاقد.
لوحاته تُكمل مسيرته بعد وفاته..
وأكد شادي حسن أن معرض "المحطة الأخيرة" الذي أقامه لوالده بعد وفاته بثلاثة أسابيع تقريبا، كان يضم نحو 45 لوحة عن رحلة العائلة المقدسة، وأصرت الأسرة على إقامته تخليداً لذكرى والدهم الذي رسم تلك اللوحات ولم يلحق مشاهدة عرضها في القاهرة، وتم نجاح المعرض بحضور أحد نواب البابا تواضروس ، والسفير الأمريكي وبعض الشخصيات العامة، مستنكراً عدم تكريم والده من قبل وزارة الثقافة بشكل يليق باسمه وتاريخه حتى الآن.
تطوير متحف حسن الشرق ..
في السياق قال زين العابدين حسن الشرق، الإبن الأصغر للفنان، إن الأسرة الآن بصدد عمل تجديدات بالمتحف على عدة خطوات لتطويره وللحفاظ عليه، مشيراً إلى أن المتحف يضم حالياً 6 صالات عرض، من بينها 4 صالات للوحات والدهم، و2 لمقتنياته ولوحات لفنانين آخرين تبادل مهم "الشرق" لوحاته.
وعن أقدم لوحة في المتحف أوضح زين العابدين أن لوحة مذبحة بحر البقر تعد أقدم لوحات أبيهم، وهي التي حققت شهرته الأولى ، وفاز حينها بالمركز الأول على مستوى الجمهورية والشرق الأوسط وبعدها بدأت خطواته نحو العالمية.
وكان توفي الفنان التشكيلي العالمي حسن الشرق، ابن قرية زاوية سلطان بمحافظة المنيا، مساء يوم 23 نوفمبر 2022 عن عمر يناهز 73 عامًا، بعد مسيرة فنية أبهرت فناني العالم التشكيليين شرقًا وغربًا، إذ وصلت لوحات "الشرق" لجميع متاحف العالم رغم أنه لم يحصل من التعليم سوى شهادته الابتدائية، حتى لقبوه بـ"الفرعون الهارب".
ويُعد الفنان حسن عبد الرحمن، الشهير بـ"حسن الشرق" أحد أهم الفنانين التشكيليين في مصر والعالم، إذ تم تصنيفه في المرتبة التاسعة عالميًا ضمن كوكبة من الرسامين، رغم أنه لم يكمل تعليمه منذ الابتدائية، وباتت "شخابيطه" على الجدران وأوراق اللحمة التي كان يبيع فيها والده الجزار اللحوم، هي مرسمه الأول وخطوته نحو العالمية بريشة صنعها من جريد النخل وألوان صنعها بيده من العطارين حينذاك وباتت يجري عليها الأبحاث العالمية لثبات ألوانها، وأكثر من 16 رسالة ماجستير ودكتوراه تمت عن لوحاته الدقيقة وصناعة ألوانه وعن موهبته الفطرية.
"الشرق" حصل على لقبه هذا من الفنانين الألمان بعدما اكتشفته مستشرقة ألمانية وتعاقدت معه لشراء لوحاته لعدة سنوات ونقله للعيش في ألمانيا، ولقب بالشرق بعد أن فازت لوحته بجائزة أفضل لوحه بالشرق الأوسط منذ 45 عامًا تقريبًا عن لوحته الشهيرة عن مذبحة بحر البقر، وانطلقت أعماله فيما بعد إلى العديد من المتاحف العالمية أبرزها قاعة الفن الحديث بمتحف اللوڤر، ومتاحف الولايات المتحدة، وجناح خاص به في متحف كولومبيا وألمانيا والأكاديمية المصرية في روما، بالإضافة إلى أن رسوماته تزين العديد من كتب وقصائد عبد الرحمن الأبنودي، وغيره من الكتاب.
حُلم حسن الشرق ذاك الفتى الصغير الذي بات عالميًا وبلغ من العمر أكثر من سبعين عامًا، والذي رفضه أهله في الصغر وظنوا أنه مضطرب نفسيًا أو ملبوسًا وكانوا يلبسونه "الحجاب" أو كما يطلق عليها في الصعيد "التعويذة"، قد بات الحلم حقيقيًا بعد أن شيّد متحفه العملاق على بعد خطوات قليلة من أكبر منطقة قبور بالمحافظة، غير أنه كان يأتيه المئات من السائحين كل عام، مؤكدًا أن عبقرية المكان ومسقط رأسه لا يمكنه التخلي عنها، وهي منبع فكره وريشته، ويصر على أن يصول ويجول في العالم بجلبابه البسيط
رابط البث المباشر..
اقرأ أيضاً..
وداعًا "حسن الشرق".. الجزار الصغير الذي أبهر المتاحف العالمية بريشته وجلبابه - صور
وصية مسجلة بالصوت والصورة.. ماذا طلب حسن الشرق من أبنائه قبل وفاته؟
فيديو قد يعجبك: