"أنتي وشدو".. مقابر أثرية في بني سويف تبوح بأسرار حاكم المقاطعة وحاجب القصر الملكي -صور
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
بني سويف-حمدي سليمان:
وراء كل قطعة أثرية تاريخية تحدٍّ مُحيّر للعلماء والمؤرخين، للكشف عن هويتها، ولذلك يكرِّسون سنوات من حياتهم في محاولة إلقاء الضوء على أصولها، ليؤكدون بلا شك أن الحضارة المصرية القديمة ما زالت تبوح بأسرارها، وتؤكد أنه لا تزال هناك كنوز قديمة، تحتفظ بالكثير من أسرار التاريخ، وأن أرض مصر لا تزال زاخرة بالآثار ومن بين هذه المناطق الأثرية منطقة آثار دشاشة بمركز سمسطا والتي تحوي مقبرتي "أنتي وشدو".
ويعود تاريخ اكتشافهما إلى عام 1898 بعدما زار العالم الإنجليزي فلنلدر بتري المنطقة وعمل حفائر بالموقع، وقام بنشر تلك المقابر، بمساعدة شخص مصري يدعى "عمران خليل"، ثم جاءت البعثة الأسترالية في بداية التسعينات من القرن الماضي بالعمل بالمنطقة، وإعادة نشر تلك المقابر، وذلك بإشراف عالم الآثار المصري نجيب قنواتي، وفى عام 2005 قام فريق الترميم بمنطقة آثار بني سويف بإعادة عملية ترميم المقبرة، على أسس علمية حديثة وبمواد ترميم مناسبة، لتظهر في شكلها الحالي.
وذكر الدكتور محمد إبراهيم مدير عام الآثار المصرية في بني سويف، أن مقبرتي إنتي وشدو واللتان تعودان للأسرة الخامسة، وتقعان أعلى الجبل الغربي بمركز سمسطا على ارتفاع 40 متراً من سطح الأرض بمنطقة آثار دشاشة، من أهم المقابر الموجودة بالموقع، لاحتوائها على مناظر هامة تمثل الحياة اليومية، ومناظر عسكرية خاصة بالمصري القديم، ومن أشهر الشخصيات التي دُفنت بالمنطقة المدعو "أنتي" الذي كان يشغل وظيفة المشرف على مهمات إقليم "نعرت" أي إقليم الشجرة، وشغل أيضا وظيفة المشرف على كل الحصون الملكية، وشغل وظيفة حاكم المقاطعة وأخذ لقب المعروف لدى الملك" وهو لقب شرفي ساد في تلك الفترة، كما يعتبر المدعو "شدو" من الشخصيات الهامة التي دُفنت بالمنطقة، حيث تقلد وظائف هامة في نهاية عصر الدولة الحديثة منها: حاجب القصر الملكي، والمشرف على الحقول، ولقب بالسمير الوحيد للملك.
أما عن التخطيط المعماري لمقبرة «إنتي» فهي تبدو كأنها نفق أو كهف، لكونها منقورة في الصخر، وتتكون من صالة عرضية بها 3 أعمدة مربعة وأخرى طولية، بالإضافة إلى حجرة الدفن، مع إضافة مبان من الحجر في واجهة المقبرة ما يشبه المصطبة، وأشهر المناظر والنقوش المسجلة عليها، المنظر الوارد على مقصورة المقبرة الذي يمثل منظر اقتحام الجيش المصري لأحد الحصون الأجنبية الأسيوية، والتى تبدأ بحشد رماة السهام المصريين الذين لعبوا دورًا مهمًا، حيث يظهر أحد الرماة وهو يصوب قوسه على أحد الرجال فوق قمة المدينة، كما يُظهر مشهد آخر لجنود المشاة ومعهم فؤوس حربية طويلة، وهم يهاجمون أعداءهم الذين أصيبوا بالأسهم التى لم تكن كافية للإجهاز عليهم.
وأشار إلى أنه ورد على الحائط الشرقي جنوب المدخل منظر يمثل زوجة صاحب المقبرة، وعلى الحائط الجنوبي تم تمثيل صاحب المقبرة مع زوجته، وعلي الحائط الغربي تم تسجيل منظر إحضار الماشية بواسطة رجلين، ومنظر آخر لصاحب المقبرة مع زوجته وابنته، ثم منظر لصاحب المقبرة في منظر إبحار على قارب، وبالنسبة للمناظر الواردة على الجدار الشمالي فيوجد منظر صيد ثم منظر جمع نبات البردي وصناعة قارب، ثم منظر عجل صغير يرضع من أمه، ومنظر آخر لصيد الأسماك بواسطة مجموعتين من الرجال، وقد ورد على مقصورة المقبرة منظر لصاحب المقبرة وزوجته يستقبلان أفراد العائلة والقرابين المختلفة.
وتابع: "أما مقبرة شدو فهي أصغر نسبيا من مقبرة أنتي، وتتكون من صالة عرضية صغيرة ثم رواق به 4 درجات سلم، ومنه إلى الصالة الأخرى التي يحمل سقفها ثلاثة أعمدة على حوائطها كتابات، ونقوش هيروغليفية، يظهر بها صاحب المقبرة مرتدياً الشارات الرسمية والصولجان، ثم منظر صيد الأسماك بواسطة صاحب المقبرة، وجرى تسجيل منظر لإعداد الطعام على الحائط الغربي، فضلا عن قيام صاحب المقبرة بالصيد في الأحراش على الحائط الجنوبي، وفي النهاية نجد بئر الدفن".
فيديو قد يعجبك: