لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

6 طوابق تحت الأرض.. لماذا أثار تطوير ميدان فيكتور عمانويل الجدل؟ -فيديو وصور

03:17 م الإثنين 04 نوفمبر 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد عامر:

جدل وانتقادات ومقارنات، هكذا تحول ميدان فيكتور عمانويل في سموحة شرقي الإسكندرية إلى "ترند" مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول نشطاء صوره عبر نطاق واسع دون توقف منذ افتتحه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يوم الخميس الماضي.

وانقسم المواطنون بين مؤيد ومعارض لأعمال التطوير التي شهدها الميدان، إلا أن الانتقادات الكبيرة تركزت على تقلص المساحات الخضراء ووجود منشآت خرسانية وسط الميدان.

ما مر به ميدان فيكتور عمانويل ليس مجرد تطوير لميدان بل أكثر من ذلك بكثير إذ أن الإنشاءات التي توجد في أعماق الأرض أسفله تفوق بكثير ما يظهر على السطح، فما سببها؟ ولماذا أثارت الجدل؟ .. "مصراوي" يكشف التفاصيل الكاملة في السطور التالية:

من هو فيكتور عمانويل؟

يسمى الميدان – الذي يعد واحد من أشهر ميادين عروس البحر المتوسط – تخليدًا لاسم فيكتور عمانويل أو فيكتور إيمانويل الثالث، آخر ملوك إيطاليا، والذي دام حكمه لمدة 43 عامًا في الفترة من 1900 إلى 1943.

وانتهى حكم "إيمانويل" لإيطاليا باستفتاء شعبي – وقتها- صوت خلاله 54% لصالح تحويل إيطاليا إلى جمهورية، ليجري نفيه إلى الإسكندرية حيث استقبله الملك فاروق في قصر رأس التين.

وعاش عمانويل في فيلا "أمبرون " في محرم بك وسط الإسكندرية حتى توفي عام 1947 ودفن خلف مذبح كاتدرائية سانت كاترين في المنشية قبل أن تنقل رفاته إلى إيطاليا عام 2017.

وضع كارثي

وفي شهري مارس ونوفمبر من العام 2020، أغرقت الأمطار التي وصلت حد السيول ميدان فيكتور عمانويل وحولته إلى بحيرة إذ ارتفع منسوبها بالميدان والشوارع المحيطة به لأكثر من مترين.

وتسببت الأمطار التي استمرت لنحو 8 ساعات – وقتها – في شلل لحركة المرور والحياة بالميدان ومنطقة سموحة بالكامل، فيما وصف المواطنين الوضع في شوارع سموحة بـ"الكارثي".

وحذرت محافظة الإسكندرية في بيان عاجل – وقتها-المواطنين من النزول إلى الشوارع إلا في حالة الضرورة القصوى، بسبب الأحوال الجوية السيئة التي وصفتها بـ "غير العادية".

إدارة الأمطار

ولكون سموحة تأتي ضمن عدة مناطق ساخنة تتراكم بها مياه الأمطار شتاًء، جاءت كواحدة من المناطق المستهدفة ضمن ما يعرف بمشروع "الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار بمدينة الإسكندرية"، والذي يستهدف الفصل التام لشبكات الأمطار والصرف الصحي.

ويقسم المشروع على 3 مراحل، الأولى انتهت في أكتوبر 2022 وتضم 3 مشروعات بمناطق "مكتبة الإسكندرية ومبنى إدارة الجامعة وطريق الجيش)، و"شارع شعراوي ولوران طريق الجيش"، و"منطقة كيلو باترا، أمام مكتب المرور، طريق الجيش".

وساهمت المرحلة الأولى في حل مشكلة 14 نقطة ساخنة وخدمة مساحة 1,059,321 م2 بشبكة منفصلة لمياه الأمطار، وتشمل 10 مصبات على البحر، وذلك خلال 3 أشهر.

المرحلة الثانية

واكتملت المرحلة الثانية في أكتوبر المنقضي، وتضم 3 مشروعات هي "منطقة ميدان فيكتور عمانويل وسموحة"، و"شارع النقل والهندسة وسموحة"، و" شارع محمد نجيب وطريق الجيش"، فضلًا عن إعادة استخدام وتأهيل محطتي رفع 3 و 5.

ونجحت المرحلة الثانية في حل مشكلة 14 نقطة ساخنة وخدمة مساحة تبلغ 3,529,390 م2 بشبكة منفصلة لمياه الأمطار، وتنفيذ 2 مصب على البحر، فيما بلغت مدة تنفيذ المشروع 5 أشهر.

بينما من المقرر أن تنتهي المرحلة الثالثة في نوفمبر 2024، وتضم مشروعين هما "منطقة سيدي جابر" و"شارع عمر لطفي بسبورتنج"، ومن المخطط أن تحل مشكلة 14 نقطة ساخنة وخدمة مساحة 973,070 م2 بشبكة منفصلة لمياه الأمطار.

وظيفة الميدان

وكشف الدكتور وليد عبد العظيم، وكيل كلية الهندسة جامعة الإسكندرية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، واستشاري مشروعات الإستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار بالإسكندرية، تفاصيل تطوير الميدان، قائلًا:" ده مش مشروع تطوير ميدان فقط.. ولكن تغيير وظيفته أيضًا".

وأشار وكيل كلية هندسة الإسكندرية إلى أن منطقة سموحة تعتبر واحدة من المناطق الساخنة التي يتراكم بها مياه الأمطار شتاءً لكونها أرض منخفضة، خاصة في ظل التغيرات المناخية، ما استدعى التدخل لحل المشكلة بوضعها ضمن استراتيجية إدارة مياه الأمطار.

وأضاف أن الميدان هو المكان الوحيد الذي يصلح لإنشاء بيارة تجميع مياه الأمطار وغرفة طلمبات تحت أرض الميدان عن طريق عمل حائط من الخوازيق الساندة بعمق يصل إلى 24 مترًا، فضلاً عن عمل 3 مبان على سطح الأرض بالميدان تشمل "غرفة مولدات كهرباء، غرفة محولات، محطة رفع".

الشكل الجمالي

وأوضح عبد العزيز أنه جرى مراعاة الشكل الجمالي والحضاري للميدان الذي يغلب عليه الطابع اليوناني الروماني من خلال ترميم 4 تماثيل تراثية من خلال مصمميها بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية وإعادة وضعها بالميدان مع الحفاظ على أكبر عدد من الأشجار.

ولفت إلى أنه جرى استخدام نباتات وأشجار أقل استهلاكًا للمياه، وعمل جدارية "قارئ التاريخ" وأماكن لجلوس المواطنين، فضلًا عن مظلات للحماية من الشمس"، وذلك خلال مدة لم تتجاوز الـ 3 أشهر.

تحديات بالجملة

وحول التحديات التي واجهت المشروع، كشف الدكتور وليد عبد العزيز، أن الإسكندرية مدينة قديمة وبها شبكات ومرافق معقدة وميدان فيكتور عمانويل ملتقى العديد من شبكات المرافق، وجرى تنفيذ شبكات خارج الميدان بأطوال 25 كيلو متر في منطقة سموحة فقط، قائلًا:" البيارة التي تم إنشائها أسفل الميدان يقارب عمقها الـ 6 طوابق تحت الأرض".

وأضاف أن المشروع عمل به ما لا يقل عن 400 فرد يوميًا من مهندسين ومشرفين وفنيين وعمالة ماهرة؛ بجانب 120 معدة يوميًا بين حفار، ولودر، وونش، وسيارة نقل مخلفات، وهراس، وجريدر، وكساحة ومكشطة، لإنجازه في الوقت المناسب وبجودة ملائمة.

قارئ التاريخ

وحول الجدارية المقامة في الميدان، أوضح الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، أنها تحمل عنوان "قارئ التاريخ"، وتشير إلى أن الاسكندرية تعتبر أقدم مدن البحر المتوسط، وهي عروس الماء ومهد وملتقى الحضارات ومنبع الثقافات والعلوم والفن والجمال.

وأشار إلى أنها تعبر عن مكانة الاسكندرية؛ قديمًا وحديثًا، حيث أقيمت بها أكبر مكتبة في التاريخ القديم وظلت من أهم سكندريات العالم حتى الآن مع تقدم العلوم وازدهار الفنون، حيث تستمد من تاريخ تراثها أصالة الحاضر وتطلعات المستقبل .

وأضاف المحافظ أن مشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار يهدف إلى الفصل الجزئي لشبكات الأمطار والصرف الصحي في بعض المناطق المتضررة من تداعيات التغيرات المناخية في موسم نوات الشتاء على أقرب مسطح مائي مباشر.

الدلتا الجديدة

ومن جانبها، قالت المهندسة أميرة صلاح، نائب محافظ الإسكندرية، إن مشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار والذي وضعت أسسه كلية الهندسة جامعة الإسكندرية يستهدف تجميع مياه الأمطار بمناطق وسط وجنوب المدينة على محطات الرفع، ثم نقلها إلى ترعة المحمودية وبحيرة خلف المطار لإعادة استخدامها في أراضي الدلتا الجديدة.

فيديو قد يعجبك: