لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"المجعد والمنقد".. جلسات النار والشاي بالمرمرية عادات القبائل البدوية في ليالي الشتاء - صور

01:58 م الأربعاء 17 يناير 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

جنوب سيناء – رضا السيد:

توجد ثوابت راسخة للعادات والتقاليد الخاصة بالقبائل البدوية بجنوب سيناء، وذلك رغم التطور الشامل لكافة مناحي الحياه، ومحاولتهم للتعايش مع هذه التطورات لم تحرك ساكنًا في هذه الثوابت، بل جعلتهم يطوعون هذه المتغيرات والتطورات لخدمة تلك الثوابت.

وتعد حلقة النار اليومية "المنقد" أحد هذه الثوابت، التي يلتقي فيها مشايخ وعواقل القبيلة الواحدة لمناقشة أمورها، أو يلتف فيها شباب وأطفال القبيلة حول المشايخ للاستماع للعادات والتقاليد والأعراف السائدة لديهم لتوارثها عبر الأجيال، ويتخللها مناقشات السمر.

قال الشيخ فريج سالم، شيخ قبيلة الحويطات بمدينة طور سيناء، إن لكل قبيلة "مجعد" أي مكان خاص للتجمع به في السراء والضراء، ويلتقي فيه مشايخ القبيلة لمناقشة أمورها والمشاكل التي تواجه أبنائها، ويكون جاهزا ومعدا بشكل دائم لاستقبال أبناء القبيلة في أي وقت.

وأوضح "فريج" في تصريح اليوم، أن "المنقد" أي حلقة النار تعد جزء أساس في "المجعد"، ويجري إيقادها يوميًا في الشتاء، والتفاف مشايخ القبيلة حولها عقب صلاة المغرب يوميًا لمناقشة أمور القبيلة اليومية، والتدفئة، وتناول الشاي بالحبق، والقهوة العربية، والسمر، وتعد من أهم موروثات التراث البدوي، مؤكدًا أنه على الرغم من تطور شكل "المقعد والمنجد " مع التطورات العصرية إلا أن مضمونها يعد عادة وثوابت لن تتغير.

وأشار إلى أن "المجعد" قديمًا كان عبارة عن بيت شعر أي "خيمة" في المزرعة داخل الصحراء، ويجري إشعال "المنجد" من خلال حفر حفرة في الرمل ووضع الحطب بها واشعاله للالتفاف حوله، ولكن مع التطور أصبح المجعد جزء من المنزل البدوي لكنه منفصل عنه حفاظًا على حرمة أهل المنزل، ويستخدم فيه الأشكال الحديثة للمنقد الذي يعد مدفأة أيضًا في ليالي الشتاء الباردة، لافتًا إلى أن "المجعد والمنقد" يعدان أحد ركائز وثوابت العادات البدوية، ويتجمع حولهم الأحباب والأصدقاء يوميًا.

وأكد أن الجلوس في "المجعد" أمام "المنجد" له قواعد لدى البدو، منها أن تظل النار مشتعلة في حطب "المنجد" وعليها براد القهوة وآخر للشاي بنكهاته المختلفة حتى انتهاء الجلسة ومغادرة الجميع للمجعد، وخلال الجلسة لابد أن يقوم شيخ القبيلة أو القائمين على عملية الترحيب والمضايفة بمسك البراد باليد اليسرى، و الفنجان باليد اليمنى ليعطيه للضيف حسب رغبته إذا كان يريد شاي أم قهوة، مؤكدًا أنه عند تقديم الضيافة باليد اليسرى تعد إهانة للضيف، ولكن تقديمها باليد اليمنى يعد احترامًا وتقديرًا له.

فيديو قد يعجبك: