"المغرة الحمراء".. كيف صنع القدماء المصريين أدوات التجميل؟

جنوب سيناء – رضا السيد:

حرصت إدارة متحف شرم الشيخ بجنوب سيناء، على إبراز أدوات التجميل والزينة التي كان يستخدمها القدماء المصريين على مختلف العصور، وذلك على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، خاصة أن المتحف يعد من أهم المعالم الثقافية والتاريخية في مدينة شرم الشيخ، لكونه يعكس الجوانب المختلفة للثقافة والحضارة البشرية، بينما يلقي الضوء بشكل خاص على الحضارة المصرية القديمة، وذلك من خلال مجموعة مختارة من القطع التاريخية التي جرى اختيارها بعناية.

وقال محمد حسنين، مدير متحف شرم الشيخ، إن المصريين القدماء حرصوا على تصنيع أدوات التجميل للحفاظ على النظافة الشخصية وجمال الهندام، واهتمت بعض الفئات بالنظافة أو التطهر أكثر من غيرهم كالكهنة الذين كانوا يغتسلون مرتين نهارًا ومثلهم ليلًا، وكان من الطبيعي أن تهتم السيدات بالزينة أكثر من الرجال خاصة في الطبقات الأعلى.

وأوضح مدير المتحف في تصريح اليوم الخميس، أن لإدارة المتحف حرصت على استعراض "المغرة الحمراء" التي كانت تستخدم كلون أحمر الشفاه من خلال صلات العرض وإلقاء الضوء عليها، لافتًا إلى أن القدماء المصريين استخدموا مستحضرات التجميل في فترة ما قبل الأسرات في مصر وحتى العصر الروماني، وكانوا يقومون بطحن المعادن حتى تتحول إلى مساحيق ثم خلطها بوسيط "دهون حيوانية" لتسهيل وضعها و البقاء على الجلد.

وأكد أن المصريون القدماء استخدموا مكياج العيون للصحة و الحماية، لأسباب متنوعة منها طريقة التعبد للآلهة، و لحماية الجلد من أشعة الشمس، كما اعتقد المصري القديم أن الكحل يطرد الذباب ويدرأ العدوى، أيضًا يحمي من الشر حيث اعتقدوا أن العيون بدون مكياج عرضة للعين الشريرة لذلك أصبح المكياج مصدر القوة الشخصية ليهم.

ولفت إلى أن الطريقة الأكثر وضوحًا للتمييز بين الطبقة العليا والطبقة الفقيرة هي النظر إلى أدوات تطبيق وتخزين مساحيق التزيين، حيث كان بإمكان الجميع الوصول إلى المنتجات المستخدمة لتزيين الجلد، ولكن اعتمد الفقراء على الأواني الفخارية و الحصىى، بينما اعتمدت الطبقة الغنية على الأواني العاجية وأدوات تطبيقها المنحوتة و المرصعة بالحوار بشكل جميل.