انتظروه طبيبًا فعاد جثة من روسيا.. نهاية حزينة لحلم "رامي" وأسرته البسيطة في كفر الشيخ - فيديو صور
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كفر الشيخ - إسلام عمار:
قبل 7 أعوام مضت، ودع "رامي" أسرته، وأهله في قرية محلة مالك التابعة لمركز دسوق في كفر الشيخ، متجهًا إلى روسيا للالتحاق بإحدى الجامعات هناك ودراسة طب الأسنان في مدينة نيجني نوفو جورود الروسية، إلا أن الحلم انتهى بفاجعة.
"كنت بشتغل ليل ونهار في بيع الأسماك عشان أوفر له قرشين وهو في روسيا.. كان باقي له شهرين ويتخرج رسمي بعد 7 سنين كفاح، لكن إرادة الله فوق كل شئ"، بتلك الكلمات تحدثت سعدية الغمري سلامة، بائعة أسماك تقيم بقرية محلة مالك التابعة لمركز دسوق لـ"مصراوي" معبرة عن حزنها بعد الوفاة المفاجئة وفاة ابنها رامي شعبان منصور، طالب الطب بإحدى الجامعات الروسية.
قالت الأم المكلومة إن ابنها رامي، 26 عامًا، التحق بإحدى كليات الطب في روسيا منذ 7 أعوام لدراسة طب الأسنان هناك، بعدما دخل في حالة حزن لعدم حصوله على مجموع في الثانوية العامة يؤهله للالتحاق بكلية الطب في أي جامعة مصرية.
أوضحت الأم أنه رغم مرورهم بظروف مادية صعبة والاعتماد الكلي في مصدر الدخل كان من بيعها للأسماك أو من خلال مركبة "توكتوك" يقودها الأب، فكانت تقود الأسرة بكل قوة لتوفير الأموال بشأن إرسالها إلى نجلها لإتمام تعليمه هناك.
ولفتت إلى أن الابن الثاني "مؤمن" كان يسير على نهجها في مساعدة شقيقه لإتمام دراسته الجامعية في روسيا وذلك بتأجيل دراسته أكثر من مرة في كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر من أجل المساهمة في توفير تكاليف نفقات شقيقه في الخارج.
كشفت الأم عن تلقي ابنها مؤمن اتصالا عبر الانترنت يوم 3 مايو من زملاء شقيقه في روسيا أخبروه بوفاة ابنها طالب الطب بأزمة قلبية مفاجئة أثناء استغراقه في النوم، وثبت ذلك من خلال الفحوصات الطبية التي أجراها أطباء روس هناك وبالرغم من ذلك أخفوا عنها خبر وفاته خوفًا عليها.
"لما لقيتهم مخبيين عني خبر وفاة رامي حسيت"، تقول الأم: "أنا حسيت أنه جرى له حاجة فقلت لهم رامي مات"، موضحة أنها أصيبت بصدمة قوية بوفاة ابنها.
وكشفت الأم عن حرمانها من ابنها طيلة 7 أعوام من أجل تلقيه العلم في روسيا، إذ رأته مرة واحدة فقط، ومع اقتراب موعد تخرجه المحدد له بعد شهرين كانت تستعد لاستقباله بفرحة تختلف عن سابقتها.
وقالت: "كان نفسي استقبل رامي بزفة كبيرة عشان فرحانة بابني لأنه وعدني وقال لي هخليكي يا أمي تفتخري بأولادك وتقولي أنا أم الدكتور رامي، لكن استقبلته جثة في كفن، ولما فتحولي الكفن عشان اشوفه لقيته تبارك الخالق ووجه مبتسم شعرت أنه ليس رامي ابني.. الله يرحمه وينور قبره".
وأضافت أن نجلها رامي كان يخطط لمستقبله واتفقا، عند افتتاحه عيادة، سوف يقضي حوائج الناس الأولى بالرعاية بعلاجهم مجانًا لأنه ولد بين أسرة بسيطة تعمل وتكافح، وبعد ذلك سوف يغادر إلى أمريكا للعمل هناك والاستفادة من خبراء طب الأسنان في الجامعات الأمريكية من خلال العمل معهم، لكن إرادة الله كانت فوق كل شئ والحمد لله.
وفي السياق أكد شعبان منصور، سائق توك توك، والد رامي أن نجله الراحل تواصل معه عبر التواصل الاجتماعي قبل وفاته بساعات قليلة أوصاه على أمه بالوقوف جوارها ومساندتها في أي عواقب تواجهها وبعد ساعات في صباح اليوم التالي من التواصل تلقى خبر وفاته بأزمة قلبية مفاجئة خلال نومه.
وأوضح أن قرية محلة مالك شهدت تشييع جثمان نجله وسط جنازة مهيبة جعلت كثيرون يبكون عليه بعد إنهاء إجراءات أوراق شحن الجثة من العاصمة الروسية موسكو إلى القاهرة، عقب تدخل النائب محمد عبد العليم داود.
ولفت "مؤمن" شقيق "رامي"، الطالب بكلية الشريعة والقانون إلى أن الراحل ليس شقيقه فقط بل كان له بمثابة الصديق والأب وكل شئ في الدنيا، إذ كان كثير التواصل معه ويشجعه على التفوق في حالة عودته إلى دراسته التي أجلها مؤقتًا توفيرًا للنفقات من أجل مساهمته في تعليمه.
وقال: "رامي أخويا الله يرحمه كان نفسه يعمل حاجة لأهل بلده خاصة من الأولى بالرعاية من واقع دوره كطبيب صاحب رسالة لكن إرادة الله كانت أسرع من تحقيق حلمه فاسترد الله أمانته قبل تخرجه بشهرين".
فيديو قد يعجبك: