متحف "الجاولي".. حكاية أكبر تابوت فرعوني حديث من خشب الجميز (فيديو وصور)

المنيا - جمال محمد:

للوهلة الأولى، فور دخولك منزله المتواضع تشعر بأنك قد دخلت متحفًا تاريخيًا يضم عشرات القطع الفرعونية القيمة، فباب المنزل عليه جداريات فرعونية منحوتة بدقة، وجدار الشقة تملأه التماثيل واللوحات المختلفة، وعلى الأرض منحوتات أخرى لجميع ملوك الفراعنة، ويتوسطها تابوتًا ضخمًا نسخة طبق الأصل من آخر موضوع في المتحف المصري، حينها ستعلم أنك في منزل الدكتور "جرجس الجاولي".

بات الدكتور جرجس الجاولي أستاذ النحت ورئيس القسم السابق بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، حديث مواقع التواصل الاجتماعي، فلم يمر على ترديد اسمه عالميًا عندما نحت أكبر تمثال للسيدة العذراء من البرونز وتم وضعه بدير جبل درنكه في أسيوط، سوى شهرين، إلا وعاد مجددًا بالكشف عن أكبر تابوت فرعوني من خشب الجميز، ليُبهر الجميع بدقة تفاصيل التابوت.

يقول الجاولي خلال بث مباشر أجراه "مصراوي" معه في منزله بالمنيا، إن التابوت استغرق منه عمل لمدة شهر كامل، فهو بطول 2 متر ونصف وتم نحته من خشب الجميز الذي يتميز بالقوة والصلابة ويشابه العديد من توابيت الفراعنة، وتم كذلك تفريغه من الداخل على جزئين، فهو نموذج لتقليد تابوت شخصية أحمس مريت آمون، وكانت تلك الشخصية لها دور عظيم في النضال وتحرير مصر من الهكسوس، وموجود التابوت الأصلي في المتحف المصري، وبدوري للحفاظ على التراث قررت أعيد نحت نسخة طبق الأصل منه.

"أنا بعشق الفرعوني وبعتبر نفسي منهم لدرجة إني قلدت المئات من القطع الفرعونية الشهيرة، وقمت منذ تسعينات القرن الماضي بتقليد قطع مقبرة توت عنخ آمون بالكامل، وكذلك مقبرة تويا ويويا، ومجموعة حتشبسوت ومجموعة امنحوتب الثالث وغيرها وفي منزلي أحب العيش معهم".. كذلك يستكمل الجاولي حديثه، مشيرًا إلى أنه كان مندهشًا بالمتحف المصري ومحتوياته في فترة الشباب، وكان يقوم بزياراته بشكل شبه يومي وهو طالب، وأدرس وكان يقرأ الأشكال والمنحوتات هناك، إلى أن قرر العمل في هذا المجال، حتى أن أعماله الحديثة مستوحاه من المصري القديم.

أكد صاحب أكبر تابوت فرعوني من خشب الجميز بالمنيا أنه حافظ على ألوان الأزرق والبني الموجودة في التابوت الحقيقي، وكذلك عدد الفراغات والوحدات الزخرفية وحجمها، مما أكسب العمل غنى فني كبير.

وعن أشهر أعماله قال الجاولي أنه استكمل تمثال ميريت آمون من خامة الجرانيت في الزقازيق والذي كان طوله 9 متر ومفقود منه جزء بطول 3 متر، ويعتز كثيرا بالمجموعات الكاملة التي قلدها للمقابر الأثرية الشهية وعلى رأسها مجموعة الملك توت عنخ آمون، فضلا عن تمثال السيدة العذراء من البرونز والذي يعد أكبر تماثيل مصر والشرق الأوسط.

اختتم الجاولي حديثه قائلًا: "المنيا بيئة خصبة للفن ونتذكر منهم شيخ النحاتين الفنان عبدالبديع عبدالحي، ونرى كل عام عشرات الشباب المتميزين في مجال النحت، فتلك المحافظة غنية بالأعمال الفنية المنحوتة، ولذلك أحلم بأن نرى قرية ثقافية فنية تستوعب أعمال الشباب، وقمت في السابق باقتراح لنقيب الفنانين التشكيليين لعمل قرية للفنانين، ونتمنى تدعيم الفن واستثمار طاقات الفنانين الذي يمثل رسالة ومصدر دخل كذلك للدولة والفنانين".