القاتل والقتيل في ثلاجة الموتى.. ماذا حدث في "بهجورة" قنا؟

قنا - عبدالرحمن القرشي:

لعل التفسير الشعبي المتداول للجريمة التي شهدتها قرية بهجورة في محافظة قنا، اليوم الأحد، أن "مكبرات الصوت قتلت محسن وقناوي". هكذا قد يلقي الأهالي باللائمة على الجماد الأصم، فهذا أسهل من الاعتراف بحقيقة ما تغير في طبيعتهم المجتمعية، إذ لم تمنع الجيرة وحقها دينيًا وعرفيًا على القاتل والقتيل دمائهما، حتى استقرت أجسادهما ثلاجة الموتى، في انتظار إفراج حزين إلى المثوى الأخير.

الأمر كله بدأ بمشاجرة بين عائلتين في قرية بهجورة التابعة لمركز نجع حمادي شمالي محافظة قنا، حيث تلقى اللواء إيهاب طه، مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، إخطارًا من مركز شرطة نجع حمادي بورود بلاغ بمقتل العامل محسن محمد أمين أبوالحسن، يبلغ من العمر 50 عامًا، بطلق ناري بالرأس على يد جاره قناوي أحمد وزيري.

مكبرات الصوت الصادرة من منزل "محسن" كانت تؤرق "قناوي"، الذي ضج منها فهم إلى منزل جاره ينهره. لم يرض الأول رد فعل الثاني فاشتبكا كلاميًا، قبل أن يفرغ الثاني غضبه بطلقة سكنت جبهة الأول مرديًا إياه قتيلًا.

فر "قناوي" هاربًا، أو هكذا ظن، قبل أن تتمكن أسرة جاره القتيل من اللحاق به، وتبدأ حفلة تقطيع بالأسلحة البيضاء لجسده، أنهت هذه المشاجرة التي بدأت بمكبرات صوت علت أصواتها إلى صرخات دوت في أرجاء الحي الريفي، عنوانها "القاتل والقتيل في ثلاجة الموتى".

وقد فرضت قوات الأمن كردونًا بمحيط القرية، لمنع تجدد الاشتباكات بين العائلتين، فيما نقل الجثمانين إلى مشرحة مستشفى نجع حمادي العام، تحت تصرف النيابة، التي بدأت تحقيقاتها، وأمرت بالقبض على أطراف الواقعة.

اقرأ أيضًا:
معركة بالأسلحة النارية.. ارتفاع عدد ضحايا اشتباكات قرية بهجورة في قنا