بين النعوش الطائرة وجشع مقاولي الأنفار.. الدماء تعانق عرق الشقيانين على طرق الموت بالبحيرة- فيديو وصور

البحيرة - أحمد نصرة:

"مقاول الأنفار عاوز يوفر فبيجيبلهم تروسيكل ينقلهم بدل ما يجيب ميكروباص"، بهذه العبارة روى عم أحد ضحايا تروسيكل البحيرة الغارق والذي راح ضحيته 8 أطفال أثناء عودتهم من العمل بإحدى المحطات الزراعية، في رمضان الماضي.

كلمات بسيطة تحمل تفسيرًا واضحًا لسبب تكرار الحوادث الدامية التي يتعرض لها أفراد العمالة الزراعية بصفة شبه يومية والتي كان آخرها 3 حوادث بالأمس أسفرت عن 3 وفيات و23 مصابًا، بينهم عدد كبير من الأطفال.

يقول عبد الفتاح حسن - سائق: "بحكم سفري يوميًا بشوف مهازل على الطرق خصوصًا في مناطق الصحراوي، عمال متكومين فوق بعضهم في صناديق العربيات النقل، عربية زي دي لو عملت حادثة بسيطة، كل إللي فيها أرواحهم هتبقى معرضة للخطر".

ويتفق محمود الشحات - مزارع: "منتهى الاستهانة بحياة الناس مش عارفين يجيبوا للعمال ميكروباص محترم مقفول ينقلهم، وعشان يوفروا بيشحنوهم زي البضايع في نص نقل ولا تروسيكل وطبعًا بتكون النتيجة الحوادث اللي بنشوفها يوميًا".

ويقول عادل السلاموني - تاجر: "حل المشكلة دي مش هيحصل غير بفرض رقابة شديدة على أصحاب المزارع ومقاولين الأنفار، وفرض عقوبات قاسية على أي حد مش بيوفر وسيلة آمنة لنقل العمال".

ويعتقد منصور البابلي - مزارع إن جشع مقاولي الأنفار هو السبب في هذه المشكلة "لو افترضنا إن صاحب مزرعة عاوز 20 عامل بيحاسب مقاول الأنفار على 150 جنيه مثلا للفرد، لو المقاول بيدي للعامل مثلا 100 جنيه الباقي بيدفع منه تمن العربية، وكل جنيه بعدها مكسب المقاول، فعشان كده الجشع بيخليه يحاول يقلل مصاريف الانتقال عشان تزيد مكاسبه، ومن هنا بتحصل المشكلة".

ويدافع "س.ر" مقاول أنفار عن أبناء مهنته: "إحنا بنلم الأنفار من العزب، وفيه ميكروباصات مبترضاش تدخل بعض الأماكن، فبنضطر نجيب المتوفر، إذا كان عربية نص نقل أو تروسيكل، كمان إحنا محكومين بميزانية، ولو جيبنا ميكروباص بيبقى غالي وبيحمل عدد أقل، فساعتها ده هيأثر أجرة العامل وهيقلل منها".

ويقول زكريا سعدون - عامل زراعي: "حياتنا كلها شقا، مش هتفرق نركب نقل من ميكروباص الشغل في الأرض تحت الشمس أصعب ومش بيشغلنا غير نوصل الشغل ونقبض أجرتنا آخر اليوم".

ويرى مرزوق الضبع - عامل زراعي: إن المشكلة لا تتعلق بشكل وسيلة الانتقال فقط ولكن هناك عوامل أخرى فيقول: " أحبانًا كتيرة بيسوق بينا أطفال أو ناس مش معاهم رخصة، كمان بعض الطرق محتاجة تتظبط".