افترشت حقيبتها وسادة ونامت.. حكاية عجوز مشردة تركها أبناؤها لشوارع المنوفية (صور)

المنوفية - أحمد الباهي:

كان الطريق موحشًا في ظلامه، يشبه في سواده قلب ابنتها، وقد تخلت في جنح الليل عنها، وارتضت لها التشرد مصيرًا، تاركةً أمها على جانب الطريق الزراعي في مركز الباجور بمحافظة المنوفية، تفترش حقيبتها وسادة، مهدتها ثم نامت.

عثر الأهالي على السيدة "صابرين" قبل يومين، وحاول الوصول إلى ذويها. يقول "ثروت": "أخبرتنا بقصتها وكيف لفظها أبناؤها فحاولنا مساعدتها بأن تواصلنا معهم، فلم يستجب سوى واحد منهم طلب مني إحضار أمه إلى محل سكنه في منطقة شبرا بالقاهرة، إلا أننا حينما وصلنا إلى العنوان المطلوب رفض استقبالنا وأغلق هاتفه".

لمصراوي، حكت العجوز شيئًا عن حكايتها، فقالت: "في البحيرة كنت أعيش رفقة ابنتي وزوجها، لكنهما قررا التخلي عني ضيقًا من رعايتي".

أقلت الابنة وزوجها الأم عائدين بها إلى مسقط رأسها في المنوفية، حيث خططا لتركها في الشارع. "أخدوني بتوكتوك للطريق الزراعي وسابوني.. مش عايزني أعيش معاهم، وأنا ما ليش مكان أروحه".

أكملت السيدة "صابرين" عامها السادس والستين، وقد بدا الإعياء على ملامحها، واستسلمت للشارع منزلًا بعد هجرانها ممن ربتهم صغارًا. إلا أن "مصراوي" تلقى وعودًا من إيناس محيي الدين، مدير إدارة شؤون المرأة بمحافظة المنوفية، ببحث حالتها واتخاذ اللازم بشأن نقلها إلى أحد دور رعاية المسنين المناسبة لحالتها. بينما من المقرر أن يزورها فريق من التضامن الاجتماعي لتحديد احتياجاتها وإغاثتها في أقرب وقت ممكن.