حادث الأتوبيس السياحي ليس الأول.. هل يوقف الازدواج نزيف الدماء على طريق أبو سمبل؟

أسوان – إيهاب عمران:

طريق الموت هو المسمى الذي يطلقه الكثير من أهالي قري ومدن محافظة أسوان على الطريق الصحراوي "أسوان - أبوسمبل"، بسبب كثرة الحوادث التي يشهدها الطريق والتي تخلف الكثير من الضحايا، فلا يكاد يمر أسبوع إلا ويشهد الطريق حادثًا مروعًا ما جعل الكثير من الركاب يفكر أكثر من مرة قبل استقلال سيارة والسير على هذا الطريق.

مصدر بصحة أسوان أن طريق أسوان أبو سمبل شهد العام الماضي 2021 أكثر من 16 حادثة راح ضحيتها 18 قتيلا وحوالى 203 مصاب.

"طرق الصعيد حالتها مؤسفة ولا تتناسب مع الوضع السياحي والاستثماري"، بهذه العبارة بدأ عبد الناصر صابر مرشد سياحى حديثه لمصراوى، وأضاف أنه على الرغم من الطفرة الكبرى التى شهدتها معظم الطرق الرئيسية في مصر بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، إلا أن الصعيد مازال يعاني ويكفي أن نشير إلى أن طريق "أسوان - أبو سمبل" السياحي، و"أسوان - الأقصر" الصحراوي الغربي حتى الآن لم يتم ازدواجهما رغم أن الطريقين يشهدان كثافة مرورية كبيرة بعد عودة السياحة لمعدلاتها الطبيعية، وبعد فتح الطريق البري بين مصر والسودان، وأدى ذلك الى وقوع العديد من الحوادث التي راح ضحيتها أعداد كبيرة من المصريين أو من الأخوة السودانيين والسياح الأجانب.

وناشد صابر الرئيس عبد الفتاح السيسى، والذى يولى اهتماما خاصا بالصعيد بشكل عام وبأسوان بشكل خاص حتى أنه أعلنها عاصمة للثقافة والاقتصاد والشباب فى إفريقيا، بسرعة ازدواج الطرق الصحراوية وخاصة طريق "أبو سمبل - أسوان"، والذى يعد طريقا دوليا لأنه يربط بين أسوان والسودان، مطالبا بأن يشمل الطريق حارات أو طريق جانبى لسيارات النقل بكل أنواعها منفصلة عن طريق الأتوبيسات السياحية والملاكى على غرار طريق "مصر - الإسكندرية" الصحراوى، وتزويدها بكافة الخدمات، واستغلال وجود أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم بأسوان فى إنارة الطرق الصحراوية بالطاقة الشمسية.

وأضاف شكرى سيف الدين نقيب المرشدين السياحيين بأسوان، أن حادث أمس بالكيلو 43 طريق "أسوان - أبو سمبل"، والذى راح ضحيته 5 سائحين أجانب و5 مصريين وأصيب 14 سائحا أجنبيا آخرين، لن يكون الأخير، في حالة عدم ازدواج الطريق.

وتساءل نقيب المرشدين عن سبب البطء الشديد في أعمال ازدواج الطريق والتى بدأت منذ أكثر من عام ولكن بدون إنجاز حقيقي فخلال هذا العام ما جرى ازدواجه أقل من 15% من الطريق، فهل ننتظر سنوات لإنجاز هذا المشروع المهم؟ فى حين أن مشروعات الطرق والإنجازات الكبرى التي يوجه بها الرئيس لا تأخذ أكثر من عام أو عدة شهور.

محمود عبد السلام من أهالي أسوان أكد أنه يجب زيادة الأكمنة الأمنية والمرورية بطول الطريق للتصدي لرعونة السائقين وعمليات تهريب الأسماك فضلا عن منع السائقين غير المؤهلين من السير على هذا الطريق لعدم تعريض حياة الركاب للخطر بجانب زيادة الإشارات المرورية والتحذيرية بطول الطريق.

وقال إن الأكمنة المرورية المتحركة هي الأفضل لأنها تجعل السائقين في حالة حذر دائم بجانب الكشف الدائم على السائقين لضبط الذين يقودون تحت تأثير المخدرات ومعاقبتهم ومنعهم من القيادة.

على الجانب الآخر، تفقد اللواء أشرف عطية اليوم الخميس، معدلات التنفيذ لمشروع ازدواج طريق أسوان / أبو سمبل البري بطول 215 كم أسوان / توشكى بتكلفة تقديرية 1,6 مليار جنيه وبنسبة تنفيذ 20 % ، ومن المقرر الانتهاء منه نهاية شهر أكتوبر 2022، ليمتد بعد ذلك إلى مدينة أبو سمبل السياحية، وأيضا توشكى / أرقين بطول 100 كم ضمن مخطط وزارة النقل بإنشاء الطريق الدولى الإسكندرية / كيب تاون.

وأعطى اللواء أشرف عطية توجيهاته بضرورة تشديد الرقابة المرورية على الطرق الصحراوية، مع ربطها بمنظومة الرادارات للحد من السرعات الجنونية لبعض قائدى السيارات والمركبات سواء الميكروباص أو الملاكى والنقل العادي أو النقل الثقيل وذلك تمهيداً لتطبيق منظومة النقل الذكي في إطار رؤية مصر 2030.

مؤكدا على تكثيف نشر العلامات الإرشادية، والمطبات الصوتية، والعواكس الأرضية بطول طريق أسوان / أبو سمبل، وخاصة في المسافات الساخنة التى تشهد تكرار الحوادث المرورية، بجانب العمل على تلافى أى ملاحظات فى المسار الحالي للطريق، وإعادة تخطيطه، بالإضافة إلى طرح المزيد من الخدمات من استراحات ومحطات وقود وغيرها ضمن مشروع إزدواج الطريق، فضلا عن التخطيط لإنشاء عدد 2 نقطة إسعاف إضافية لتصل نقاط الإسعاف إلى 11 نقطة إسعاف بالطريق.