سرقة متحف وحريق خلال أسبوعين.. ماذا يحدث في جامعة سوهاج؟

سوهاج- عمار عبدالواحد:

شهدت جامعة سوهاج خلال الأسبوعين الماضيين واقعتين شغلتا الرأي العام، خاصة واقعة سرقة متحف الآثار الخاص بكلية الآثار بمقر الجامعة القديم، والتي كشفت تحريات الأجهزة الأمنية بالمحافظة أن ورائها ثلاثة طلاب ووالد أحدهم وصديقه.

الواقعة الأولى، كانت في 22 من شهر أكتوبر الماضي، عندما أبلغ اللواء حاتم صادق، مدير عام الأمن بجامعة سوهاج باكتشاف أفراد الأمن الإداري بالجامعة بمقرها القديم بمدينة سوهاج الأم وجود باب مخزن القطع التعليمية التابع لكلية الآثار مفتوحًا.

وتبين أن مخزن كلية الآثار المشار إليه تعرض للسرقة، واتُهم في الواقعة ثلاثة طلاب بالفرقة الثالثة بكلية التربية النوعية قسم التربية الفنية جامعة سوهاج ووالد أحدهم وصديقه، جرى ضبطهم واستعادة المسروقات التي بلغت 59 قطعة أثرية من 674 قطعة أثرية "تعليمية" تنتمي للعديد من العصور الإسلامية والفرعونية كانت موجودة بالمخزن.

وأن المتهمين استخدموا حيلة استطاعوا من خلالها الدخول لمقر مخزن كلية الآثار والكائن بالطابق الرابع بمبنى كلية التربية النوعية بالمبنىالقديم، وأن الطالبين دخول من الباب الرئيسي للجامعة في الساعة 7.5 من صباح الخميس الماضي، وكان بحوزة أحدهم سجادة صلاة أخفى بين طياتها أجنة حديدية يضعها تحت إبطه، وعند سؤال فرد الأمن الإداري على باب الجامعة عنها أفادا بأنهما في كلية التربية النوعية ويستخدمونها في تجسيد أشكال ورسومات مماثلة، وهو ما طمأن فرد الأمن وسمح لهما بالدخول الجامعة رغم كون التوقيت مبكرًا عن موعد حضور الطلاب للحرم الجامعي.

ورصدت كاميرات المراقبة المثبتة في الجامعة ارتباك الطالبين فور دخولها الحرم الجامعي، حتى دلفا إلى مبنى كلية التربية النوعية وصعدا إلى الطابق الأخير حيث مخزن كلية الآثار وعندها حجب أحدهما رؤية كاميرا المراقبة دقيقة واحدة حتى مرور زميله للمكان المستهدف دون رصده وتصويره، ورصدا المكان وعايناه، وخرجا من ذلك المبنى وظلا في الجامعة حتى الساعة 5.5 مساء الخميس، وعند تأكدهما من خلو المبنى من الموظفين والطلاب بعد انتهاء أوقات العمل الرسمية وانتهاء، وحجب أحدهما رؤية كاميرا المراقبة مرة أخرى دقيقة واحدة حتى مر زميله من أمامها دون أن ترصده، وكسرا مستخدمين الأجنة الحديدة الباب والأقفال الموجودة عليه.

وعن كيفية معرفة المتهمين بمخزن آثار كلية الآثار ومحتوياته قال رئيس جامعة سوهاج إن المتهمين رصدا المكان نهاية شهر يونيو الماضي عندما كان أمين العهدة يجرى أعمال الجرد الثانوية للمكان كما هو متعارف، خاصة أن كليتهم "التربية النوعية" في نفس المبنى بل أن محاضراتهم في نفس الطابق، فشاهد المتهمين القطع الأثرية في الفاترين الزجاجية وفكرا في جريمتهم التي نفذوها الخميس الماضي.

وأضاف "عبدالخالق" أنه بعد دخول المتهمين مخزن الآثار حطما زجاج أو فاترينة عرض مستخدمين الأجنة الحديدة التي كانت بحوزتهما واستولوا على محتوياتها ذات القيمة الدفترية القليلة، ووضعاها في جوال وحقيبة ظهر وبعد ذلك تواصل أحدهما مع زميلة لهما بنفس الفرقة والقِسم لديها سيارة ملاكي وطلب منها الحضور لمقر الكلية لنقل أشياء ومواد خام خاصة به، فحضرت زميلتهما ووضع المسروقات في شنطة السيارة، وفور وضع شاهد الرخام الخاص بالعصر والحقبة التي تشير للأثار استشعرت الطالبة شيئًا ما ثقيلًا وضع في سيارتها، فقالت له العربية هبطت على الأرض هو أنت وضعت أيه فيها، فمزح ضاحكًا وقال لها هكون حطتلك آثار يعني، وطلب من زميلته أن تسبقه بسيارتها إلى كورنيش النيل الشرقي وأنهما نسيا شيئًا آخر في الكلية سيحضرانه ويلحقا بها بواسطة سيارة أجرة "تاكسي".

وأشار رئيس جامعة سوهاج إلى أن الطالبة حضرت لزميليها بحسن نية لا تعلم شيئًا عن جريمتهما، وأنه فور انتشار واقعة السرقة على المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي تذكرت الطالبة ما قاله لها زميلها "هكون حطتلك آثار يعني"، وتوجهت لقسم شرطة ثان سوهاج وأدلت بأقوالها حول الواقعة، حتى جرى ضبط المتهمين.

والواقعة الثانية، كانت أمس الخميس، باندلع حريق في معمل للحاسب الآلي بكلية الآداب جامعة سوهاج بالمقر الجديد بالكوامل، جرت السيطرة على الحريق وإخماده دون حدوث أي خسائر أو إصابات بشرية بأحد.

وأعلن المركز الإعلامي لجامعة سوهاج عن عدم وجود أي إصابات نتيجة اشتعال الحريق المحدود الذي نشب بمعمل الحاسب الآلي لتعلم اللغة الفرنسية (معمل اللغويات)، والذي يوجد ببدروم مبنى كلية الآداب بالمقر الجديد للجامعة، والذي نتج بسبب ماس كهربائي، وجرت السيطرة عليه فور نشوبه من أفراد الحماية المدنية وسيارات الإطفاء التي دفعت بها قوات الحماية المدنية.

وأوضح المركز الإعلامي في بيانه أن المعمل يضم 30 جهاز حاسب آلي، ويستخدم لتطبيق النظام الرقمي لتعلم اللغات، وقد تسبب الحريق نتيجة تشغيل الأجهزة على مستوى مشترك كهربائي واحد ما أدى إلى زيادة الضغط وحدوث الماس الكهربائي واشتعال النيران، والذي نتج عنه تلف 5 أجهزة حاسب آلي.

وأكد المركز الاعلامي للجامعة أنه على الفور جرى التحكم في مصدر النيران، الذي نشب في الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم، عن طريق قوات الحماية المدنية، من خلال سيارة الإطفاء المتواجدة على مدار الساعة بمقر الجامعة الجديد، بالإضافة إلى التعزيز بسيارات أخرى من مقر الإدارة.

من جهته توجه الدكتور مصطفى عبدالخالق، رئيس الجامعة على الفور لمقر الجامعة الجديد فور علمه بنشوب النيران بالمعمل، وتابع لحظه بلحظه تداعيات الأمر، وبناءً عليه أصدر رئيس الجامعة قراراً بإحالة أمين المعمل إلى التحقيق فيما نسب إليه من الإهمال والتقصير في عمله، بسبب توصيل الأجهزة على مشترك واحد ما أدى إلى اشتعال النيران.

شاهد البث المباشر:

اقرأ أيضًا:

بعد عودة الآثار المسروقة.. تحرك رسمي لرئيس جامعة سوهاج في مخزن الكلية

الآثار المسروقة رجعت للمتحف.. ماذا يحدث داخل جامعة سوهاج؟

بعد اقتحام متحف كلية الآثار وسرقة محتوياته.. ماذا حدث في جامعة سوهاج؟

جامعة سوهاج تكشف حقيقة سرقة متحف كلية الآثار