"شد الشبك يا مراكبي".. رحلة "الرزق وسط الصقيع" على "فلوكة في نيل سوهاج" - صور

سوهاج - عمار عبد الواحد:

في الوقت الذي يتهرب فيه الجميع من برد الشتاء القارس، خوفًا من الإصابة بنزلة برد أو غيرها من أمراض الشتاء، يخرج "أحمد مخلوف" في العقد الخامس من العمر صياد، من منزله الكائن على الحافة الغربية لنهر النيل بمدينة طهطا شمالي محافظة سوهاج في الخامسة من صباح كل يوم، وبيده قفة متوسطة الحجم من البلاستيك، ليسير في مياه النهر مستقلًا مركبه الصغير "الفلوكة"، ورفقته نجله في العقد الثاني من العمر.

يجلس الابن على لوح خشبي مُثبت في منتصف القارب، ويمد يديه ليمسك بالمجداف ويجلس الأب أعلى مقدمة المركب التي تشبه رأس المثلث، يرتب في الشباك التي يسميها الصيادين "الغزل"، وعند وصول الفلوكة إلى نقطة معينة في المياه يقف عم "أحمد مخلوف" وفي يده طرف الشِباك مرددًا "بسم الله الرحمن الرحيم، ارزقنا يا رب"، ويستمر في نصب الشِباك حتى ينتهي منها، وبعد ذلك يمسك في يده فرع شجرة يقارب طوله الثلاثة أمتار ويقرع به سطح المياه بالقرب من الشِباك تارة ويضرب قدمه أعلى سطح مقدمة المركب تارة أخرى، لتتجه الأسماك نحو شِباكه ليعود مجبور الخاطر.

"بَنْزِل النيل بالفلوكة قبل الشمس وبشد الشبك والرزق على الله".. بهذه الكلمات بدأ "أحمد مخلوف" حديثه مع "مصراوي"، مضيفًا اعتمادي الرئيسي في دخل أسرتي على حرفة الصيد التي ورثتها عن أجدادي بحكم قرب منزلنا من مجرى نهر النيل، موضحًا أنه يبيع السمك الذي يصطاده في حلقة السمك أو للمواطنين على النيل بسعر 25 جنيهًا للكبير، و10 جنيهات للصغير.

وعن أنواع الأسماك التي يصطادها من النيل بسوهاج قال "مخلوف" أن نهر النيل مشهور بأسماك البلطي التي يُطلق عليها الصيادين "المشط"، مضيفًا أنه يوجد أنواع أخرى من الأسماك مثل الرعيد والقرموط والبويز والبياض، موضحًا أن أفضل شهور السنة لصيد الأسماك هي أغسطس وسبتمبر وأكتوبر والتي يكون فيها السمك بكثرة في مياه النيل، وأن وقت الصباح وتحديدًا قبل شروق الشمس هو أفضل وقت لصيد السمك.