دشنها عبد الناصر وأغلقت 25 عامًا.. سينما "هيبس" في انتظار قبلة الحياة بالوادي الجديد (صور)

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

محافظة الوادي الجديد الصحراوية من المحافظات شاسعة المساحة صاحبة العدد القليل من السكان، لكنها اهتمت بالجانب الثقافي والترفيهي للسكان فجرى إنشاء سينما ومسرح في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1963 تحت مسمى سينما "هيبس" نسبة لمعبد هيبس الأثري بالخارجة وذلك أثناء فترة وجود هيئة تعمير الصحاري بالمحافظة والتي اهتمت بإعمار المحافظة وإنشاء بنية أساسية ومبان في مجالات مختلفة كانت السينما من ضمنها.

استمرت السينما التي تحمل مسمى سينما "هيبس" والتي تتبع هيئة قصور الثقافة ووزارة الثقافة بشكل عام تعمل على مدار السنوات السابقة منذ إنشائها وكانت متنفس للأهالي خلال فترة الصيف وأقبل الأهالي على مشاهدة الأفلام المتنوعة بدور العرض الوحيدة بالمحافظة، استمرت السينما في عرض الأفلام خلال فترة الصيف فقط كونها سينما صيفي إلى أن جرى إنشاء دور عرض آخر بمدينة "موط" بالداخلة عام 1981 على غرار سينما الخارجة، ومع مرور الأيام والسنوات اغلقت ابواب دور عرض السينما بالخارجة والداخلة منذ أكثر من 25 عاما.

وبدأت مباني السينما بمركزي الخارجة والداخلة في التصدع و تهالكت الكراسي وماكينات عرض الأفلام القديمة، وتحول مدخل السينما بالخارجة إلى جراج للسيارات، وفي عام 2003 توقف عمل السينما وكان آخر عرض هو فيلم "عايز حقي" لهاني رمزي.

يقول إبراهيم خليل، مدير قطاع الثقافة الأسبق بالوادي الجديد، وأحد المؤرخين لتاريخ الواحات، لمصراوي، إنه يسجل التاريخ أن السينما دخلت للمحافظة قبل دخول التليفزيون الذي بدأ ارساله في عام 1982م بدائرة مغلقة، ثم جرى التحول للبث المباشر بعد عام، ولكن بمرور الوقت ومع ضعف إيرادات السينما قررت وزارة الثقافة منذ 23 عامًا، غلق سينما هيبس وسينما موط، وأصبحت المحافظة بلا متنفس ثقافي حتى الآن.

يؤكد إبراهيم، أنه أثناء فترة وجود هيئة تعمير الصحاري المحافظة، كان هناك تشييد للبنية الأساسية الأولى والمباني الحكومية والدواوين بالمحافظة، وكان منها سينما هيبس، والتي تبعت هيئة قصور الثقافة ووزارة الثقافة بشكل عام، وظلت تعمل على مدار عدة سنوات، منذ إنشائها باعتبارها متنفس وحيد للأهالي خلال فترة الصيف، وكانت سينما هيبس حينها المتنفس الوحيد للأهالي لمشاهدة الأفلام المتنوعة بدور العرض الوحيدة بالمحافظة.

وأضاف، أن سينما "هيبس" استمرت في عرض الأفلام خلال فترة الصيف فقط كونها سينما صيفية تفتح أبوابها في فصل الصيف فقط، وتغلق أبوابها أمام الأهالي في فصل الشتاء، وجرى إنشاء دور عرض أخرى بمدينة موط بالداخلة عام 1981، على غرار سينما الخارجة.

ويضيف مصطفى معاذ، شاعر من أبناء مدينة الخارجة، أنه وبدون مقدمات أغلقت سينما هيبس أبوابها أمام المتفرجين وهي دور العرض الوحيد ليس بمدينة الخارجة فقط، ولكنها تخدم مركزي الخارجة وباريس وكل القرى التابعة لهم، وبدأ المبني في التصدع، و تهالكت الكراسي وتدهورت حالتها، واتلفت ماكينات عرض الأفلام القديمة، وأصبح الشباب والأهالي في عزلة ثقافية تامة منذ أكثر من 22 عاما.

وأوضح أحمد زكي، من أبناء مركز الداخلة، أن ما حدث لسينما "هيبس" هو نفسه ما حدث لسينما "موط"، ولم يكن الحال بأحسن منها، وأصبحت الداخلة كلها بلا متنفس ثقافي، بل أن حتى أهالي الفرافرة الذين كانوا يحضرون في صورة رحلات لدخول السينما عزفوا عن ذلك.

من جانبه قال محسن حسب، مدير عام الثقافة بالوادي الجديد، لمصراوي، إن السينما بمركزي الخارجة والداخلة متوقفة منذ أكثر من 25 عامًا، في ظل تهالك المقاعد وتهالك ماكينات عرض الأفلام القديمة بدور العرض الصيفي بالخارجة والتي تعمل بالكربون والفحم منذ عام 1963.
وأضاف حسب، أن السينما كانت تقدم أحدث الأفلام، ولكن العائد المادي كان ضعيفا للغاية، وأصبحت السينما غير قادرة على سداد أسعار الأفلام، وكان ذلك أحد الأسباب المهمة لتوقف السينما، ولكن مؤخرا شكلت هيئة قصور الثقافة لجنة تفقدت دوري العرض بالخارجة والداخلة، وأعدت تقريرا عن السينما واحتياجاتها، ثم جرى اعتماد مبلغ 17 مليون جنيه لتطوير سينما "هيبس" وسينما "موط"، وتجديدها بالكامل.

وأوضح حسب، أن سينما موط عبارة عن سينما وقصر ثقافة، أما سينما هيبس فهي سينما منفصلة، وجرى تجديدها لتكون سينما ومسرح لخدمة أعمال المؤتمرات بالمحافظة والمهرجانات وأعمال المسرح والعروض السينمائية.
أشار حسب، الي أن وزارة الثقافة انتهت بشكل نهائي من تطوير سينما هيبس بالخارجة وسيما موط، بمركز الداخلة، وبصدد زيارة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة لافتتاح سينما هيبس بمدينة الخارجة، خلال الفترة القليلة المقبلة، لتدخل السينما الخدمة مرة اخرى بـ 200 مقعد كسينما صيفي لخدمة أبناء الوادي الجديد وفي نفس الإطار سينما موط بمركز الداخلة.