لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"أموال البريد في شيكارة".. "محمود" يعيد 600 ألف جنيه مفقودة للهيئة في المنوفية

11:21 ص الإثنين 27 سبتمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

المنوفية - أحمد الباهي:

أعاد شاب في المنوفية، مبلغًا ماليًا عثر عليه أمس الأحد، داخل "شيكارة" على طريق "منوف - سرس الليان"، إلى هيئة البريد.

"أنا كنت سالف امبارح 1000 جنيه من أخويا عشان أعالج ابني.. بس عمرى ما هاخد حاجة مش بتاعتي".. بهذه الكلمات بدأ الشاب "محمود محمد محمود أبو عاشور" 31 عامًا، حديثه لموقع مصراوي، عن قصة عثوره على مبلغ 600 ألف جنيه داخل شيكارة على طريق منوف- سرس الليان بمحافظة المنوفية، في واقعة أثارت إعجاب أهالي المحافظة مُشيدين بأمانته وعِزة نفسه.

يقول "محمود": "بداية الواقعة كانت جلوسه أمس أمام معرض للسيارات على طريق مدينة سرس الليان، فسمع حوار اثنين من الشباب يقفان بجوار "شيكارة بيضاء"، ويتحدثان عن وجود أموال بها، على الفور تدخل في الحوار وأخذها منهم مؤكدًا: "أنا هخليها عند المحل هنا لحد صاحبها ما يرجع وياخدها".

تفحص "محمود" الجوال ليجده مربوطًا من أعلى وتبين أن داخله أموالاً مغلفة بـ"كيس بلاستيكي" وعليه ورقة أن المبلغ محول من بريد منوف إلى سرس الليان، فلم يقترب منه وأعاد ربط الجوال، وبعد مرور الوقت قرر نقل الجوال لداخل المعرض الذي يعمل به، وعينه لا تفارق الطريق، حتى وجد أشخاصًا بدا من زي ملابسهم الموحد أنهم موظفين تابعين لهيئة البريد، وبمحاورتهم ورؤية بطاقة الهوية لهم، تأكد من أحقيتهم في استعادة الجوال، ولزيادة الاطمئنان جلبوا الموظف الذي سقط منه المال في الحال.

وقال الشاب لـ"مصراوي" أنه وجد الموظف في حالة ذعر، فلم يتبقى على نهاية خدمته بالوظيفة سوى عام واحد، وحتمًا كانت الواقعة له بمثابة كارثة في عمله وسمعته، فأوعز للموظف بضرورة الصلاة "ركعتين شكرًا لله"، ولم يتردد الرجل وخر ساجدًا لله، ثم اصطحب موظفو البريد ذلك الجوال المعبأ بـ 600,000 جنيه ورحلوا.

علق "محمود" بأنه لم يفكر لوهلة في أخذ المال لنفسه، متابعًا: "أبويا مربنيش على كدا، ورغم إني كنت مستلف الصبح ألف جنيه من أخويا عشان علاج ابني لكن مش ممكن أقبل فلوس حرام مش بتاعتي، كانت هتدمر حياة بني آدم تاني وقعت منه، وأنا الحمد لله ماشية معايا بالستر، وتوكلي كله على الله، وحقيقي لما شوفت امتنان الناس ليا وفرحتهم باللي عملته حسيت إن دي الفرحة التانية ليا في حياتي".

في السياق، أوضح "سيد نافع" أحد أصحاب المحلات بالمنطقة، أن ظروف الشاب المادية غير جيدة، وتعرض لظروف مرضية منذ فترة أجبرته لإجراء عملية الغضروف، وتضامنًا وتشجيعًا من أصحاب المحلات هنا، حمل كل شخص بعض الهدايا وذهبنا لمنزل الشاب، تقديرًا لأمانته التي قلما يجود بها الزمان، وتكريمًا له كي يكون نموذجا يُحتذى به لكل مواطن شريف في مصر، ونأمل أن يكون التكريم من المسؤولين كذلك.

فيديو قد يعجبك: