لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"علبة كشري مسمومة والضحية معاق".. قصة "القاتل الغادر" في سوهاج

06:56 م السبت 21 أغسطس 2021

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سوهاج – عمار عبدالواحد:

يخرج من منزله بقرية الإصلاح في الساعة الرابعة عصرًا متوجهًا لعمله حارسًا ليليًا في أحد المدارس الخاصة بالبلينا جنوبي محافظة سوهاج، جالسًا في غرفة الحراسة الخاصة به على يمين المدخل الرئيسي لباب المدرسة، لا يخرج منها إلا لدخول الحمام أو لتفقد المدرسة عند سماعه صوت من شأنه تكدير أمن وسِلم المدرسة، وفي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الماضي، طرق الباب الرئيسي للمدرسة، ليردد الحارس "من على الباب.. من يطرق الباب"، فلم يجيبه أحد فيفتح الباب الصغير المخصص لدخول الأفراد، وإذ به يجد أحد أبناء العاملين بالمدرسة يقف منتظرًا الدخول وفي يديه كيس بلاستيك به علبة كشري.

اطمأن حارس المدرسة لِطارق الباب لمعرفته الشخصية به كونه أحد أبناء العاملين بالمدرسة، ويتردد على المكان ويشاهده تارة في مكتب والده الذي يعمل المدير المالي للمدرسة وتارة في مكتب والدته التي تعمل مديرة حضانة المدرسة أيضًا، وذلك عندما يكون عمله بالنهار، خاصة أن عمله بالتناوب ما بين الليل والنهار.

استضاف حارس المدرسة "أ.ت" 29 عامًا، ضيفه "م.خ" 18 عامًا طالب بالصف الثالث الثانوي الصناعي في غرفته المخصصة لعمله، وتبادلا الحديث، ويخرج الثاني علبة كشري أحضرها معه للأول ليس مجاملة أو تقربًا وإنما للغدر به، إذ وضع بها سم فئران لارتكاب مخطط إجرامي، للتخلص من العامل البسيط الذي يقتات طعامه بالكاد، وينجح في تنفيذ جريمته، غير عابئ ولو ثانية واحدة لما سيترتب على فعلته.

تناول العامل المعاق اليدين والقدمين وجبة الطعام التي أحضرها له طارق الباب، وقبل انتهائه من تناولها أصيب بإعياء شديد وسقط على الأريكة المتواجدة بغرفة الحراسة، وبعدها مباشرة فقد الوعي، ثم فارق الحياة.

عند ذلك خرج "مروان" من غرفة المجني عليه إلى المكاتب التي يعلمها جيدًا أنها أماكن حفظ الأموال، لتردده على والديه بالمدرسة، ونجح في تنفيذ مخططه، وسرق 300 ألف جنيه من مكتب والده وخزينة كانت بنفس المكتب بداخلها 650 ألف جنيه، وجهازي D V R الخاصين بكاميرات المراقبة لمحاولته إخفاء جريمته، وعدد 2 كيسة كمبيوتر، واستقل توك توك من أمام المدرسة، ووضع مسروقاته أعلى سطح منزل تحت الإنشاء لوالده دائرة مركز البلينا.

وفي صباح الأربعاء الماضي وهو اليوم التالي لارتكاب الجريمة حضر العاملون صباحًا لعملهم في المواعيد المحددة ليفاجئوا بالواقعة أمامهم، ويتوجه رئيس مجلس إدارة المدرسة لإبلاغ مركز الشرطة.

وسرعان ما انتشر خبر الواقعة وتداوله أهالي مركز ومدينة البلينا، ليصل أهالي وأقارب المجني عليه للمكان في دقائق معدودة بعدما استيقظوا مفزوعين من النوم، ليجدوا ويشاهدوا العامل المعاق اليدين والقدمين، والذي سعى بعد وفاة والده ليعول والدته و5 أشقائه بينهم 3 من ذوي الإعاقة.

تلقى اللواء محمد شرباش، مدير أمن سوهاج إخطارًا من مركز شرطة البلينا بورود بلاغ من "ج" 51 عامًا رئيس مجلس إدارة إحدى المدارس الخاصة دائرة المركز باكتشافه سرقة خزينة من داخل المدرسة ومقتل حارس أمن المدرسة.

انتقل إلى مكان الواقعة قيادات مديرية أمن سوهاج وفرع بحث الجنوب ومأمور وضباط مباحث المركز، وتبين من المعاينة أن الباب الخارجي للمدرسة مفتوح ولا توجد به آثار عنف، وعثر على جثة حارس المدرسة "أ" 29 عامًا عامل بالمدرسة ويقيم دائرة مركز البلينا يرتدي كامل ملابسه داخل غرفة الحراسة، ولا توجد به أي إصابات ظاهرية، ووجود كسر بزجاج الباب الخاص بغرفة المدير المالي والكائنة بالطابق الأرضي، وبعثرة بمحتوياتها وفتح باب الغرفة المقابلة لها ووجود تلفيات بالخزينة المتواجدة بداخلها دون فتحها.

وأفاد المبلغ بسرقة خزينة حديدية من غرفة المدير المالي بداخلها مبلغ 650 ألف جنيه، وكذلك سرقة مبلغ 300 ألف جنيه من داخل درج مكتب الغرفة وجهاز D V R الخاص بكاميرات المراقبة وعدد 2 كيسة كمبيوتر، وجهاز آخر D V R من مكتبه.

جرى تشكيل فريق بحث من إدارة البحث الجنائي بالتنسيق مع فرع الأمن العام، وأسفرت الجهود أن وراء الواقعة "م" 18 عامًا طالب بالصف الثالث الثانوي الصناعي ويقيم بندر البلينا.

جرى ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وحُرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.

اقرأ أيضًا:

"قتلته وسرقت مليون جنيه".. اعترافات الطالب المتهم بقتل حارس مدرسة في سوهاج

48 ساعة تحقيقات.. حبس المتهم بقتل حارس مدرسة وسرقة مليون جنيه بسوهاج

التحريات تكشف مفاجأة في واقعة سرقة مليون جنيه وقتل حارس مدرسة بسوهاج

فيديو قد يعجبك: