لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"وهبت حياتها للفقراء".. حكاية "زينب ومطبخ الخير" في الوادي الجديد - صور

05:11 م الإثنين 22 فبراير 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

شابات وشباب، أطفال ورجال، خلية نحل تتسابق على عمل الخير، اجتمعوا على هدف واحد وهو إدخال الفرحة والسرور على الأسر الفقيرة لتبني فكرة مطعم الخير تحت مسمى "سواعد الإطعام" لتقديم وجبات يومية طوال العام للأهالي من الأسر الأكثر احتياجًا والفقراء.

زينب مرزوق، واحاتية في مقتبل العمر، من واحة الخارجة بعد أن حصلت على بكالوريوس التربية قسم اللغة الإنجليزية، لم تجد نفسها في التدريس، فهي تحب الطبخ، ولما لا تسعى لفعل الخير باستغلال كل طاقتها فيما تحب " الطبخ".

زينب صاحبة فكرة مطبخ الخير بمدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، تروي قصتها لـ"مصراوي" وتقول بدأت الفكرة بفرخة وكيس أرز من منزلي ووزعت 4 وجبات على الفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام في شهر رمضان تحت شعار "فطر صائم" حيث لفتت انتباه وأنظار أهل منطقتها بهذا العمل الخيري الذي نال أعجاب الجميع، حيث شارك الجيران وبعض أصدقائها بجمع مواد غذائية لمطبخ الخير وطهيها وتوزيعها على المحتاجين والأرامل والأيتام بصفة مستمرة بمساعدة الجميع في أعمال الخير ليتم توزيعها أسبوعية بصفة دائمة.

تحكى "زيزي" عن مبادرة الإطعام: "وجدنا أن أفضل الطرق لمساعدة الأهالي هو توزيع طعام مجانى، وافتتحنا مطبخاً لأول مرة في دسوق، هدفه تخفيف العبء عن الأسر الفقيرة، التي لا تجد ما يُطعمها، وبدأنا في جمع التبرعات وإعداد الوجبات وتغليفها وتوزيعها في سرية تامة، ويعمل في المطبخ شباب متطوع، هدفه التجارة مع الله، وتوظيف وقته في عمل الخير.

وأوضحت "زيزي" أن المطبخ غير مقتصر على خروج الطعام في رمضان فقط وإنما هو مستمر طوال العام، وبدأنا في إفطار صائمي شهر رجب، بالإضافة إلى الاستعدادات الكاملة بمرافقة الفريق التطوعي لشهر رمضان لتوزيع أكبر عدد من الوجبات اليومية للصائمين، حيث تحلم بإنتاج ١٠٠٠ وجبة يوميًا، كما يجري الاستعداد لعمل كراتين بسكوت وبيتيفور لتوزيعها حال قرب عيد الفطر المبارك لغير القادرين على الشراء لتزيد الفرحة في أعينهم ويهنئوا ويفرحوا بالعيد المبارك.

وعن الوجبات الغذائية التي تعمل "زيزي" وأصدقائها وعائلتها على تجهيزها وتوزيعها على المحتاجين والمرضى، قالت: "إحنا بنعمل كل الأكلات، زى مكرونة بشاميل ولحمة وفراخ وكفتة وبانيه ومحشى وبيتزا وكريب، وحلويات وفاكهة، وبنوزع الأكل على الفقراء والأيتام والمرضى، والمسنين اللى عايشين لوحدهم".

وأضافت صاحبة مطبخ الخير أنه تم توزيع 3150 وجبة في شهر رمضان بعد أن جرى ذبح 3 عجول من أهل الخير وتوزيع 300 شنطة بها مواد غذائية على الفقراء والمحتاجين، وفي عيد الأضحى ووقفة عرفات جرى توزيع 615 وجبة لحم بلدي وفراخ من هذا المطبخ الصغير بعد استلامي شعلة وفرن وبعض الأواني المنزلية لمطبخ الخير وتم تطوع فريق كبير لمساعدة زينب في أعمال الخير.

وعن المعوقات التي واجهت "زيزي مرزوق" قالت: "تعرضنا للعديد من المضايقات من خلال ادعاءات كاذبة بغرض هدم الفكرة ووقف المشروع، فنحن نرحب بجميع الأجهزة المعنية لزيارة المطبخ وفحص خامات التصنيع".واختتمت زيزي حديثها "لمصرواي" قائلة: "سعادتي لا توصف عندما أوزع الوجبات وأعلم أن هناك من ينتظرها، لذا أتمنى أن يدعونا أي فرد يحتاج فعلا للوجبات ويتواصل معنا واحنا على أتم استعداد لتوصيلها لحد مكانه".

أضافت "زيزي"، الفكرة بعد ماكانت صغيرة بقت كبيرة وتسع كل كبار السن والأسر الفقيرة والأيتام والمرضى بالمدينة، بالإضافة إلى تنافس الناس في الخير خاصة في شهر رمضان، ووقفة عرفات، وفي شباب كتير يساهموا بمجهودهم متطوعين لوجه الله، بقينا بنوزع وجبات في المستشفيات والطرق وعلى العمال، وطوال رمضان الماضي كنا بنُطعم مرضى، كل ما أتمناه أن يستمر عمل المطبخ لإطعام الناس، وبدل ما نوزع مرة واحدة أسبوعياً نوزع كل يوم".

أما عن المتطوعين؛ فيتنافس كل فرد على تقديم أشهى الأطباق داخل المطبخ الخيري، حيث يتبرع كل منهم بأدوات الطعام أو بمبلغ مالي محدد للمشاركة في الوجبات التي يجري طهيها وتوزيعها داخل أطباق بلاستيكية على المساكين، إما كنوع من الرغبة في فعل الخير، أو أحيانًا لقضاء كفارة عليهم.

محمد عبد المنعم حسن، أحد الشباب المتطوعين، يشارك في مطلع سواعد إطعام منذ رمضان الماضي، محمد لديه نشاط خارجي بمطعم كبده، أحب الانضمام لفريق متطوعي مطبخ الخارجة، في حال ما كان الإطعام كبده فهي تخصصه، وواصل مع فريق المتطوعين في كل أصناف وأشكال الطعام إلى الآن.

وقالت "حنان عطيه سعيد دياب"، أحد متطوعات مطبخ سواعد في حديثها لـ " مصراوي "، يحثنا دين الإسلام على فعل الخير وتقديم العون وكل من لديه قدره في إسعاد غيره فليفعل فابتسامتك في وجه أخيك صدقة.. فمن يجاهد لإدخال السرور لغيره فليجازيه الله خير الجزاء، مشيرًة إلى أن فلسفة المطعم تقوم على توفير الطعام بشكل كريم للجميع دون إحراج، مطالبة كل أهل الخير المشاركة معهم بأي شكل من أشكال الخير.

"عبدالله حازم"، أصغر متطوع في مطبخ سواعد، عبدالله في الصف الثاني الابتدائي يشارك كمتطوع بمساعدة فريق العمل، سواء بالتغليف أو تعبئة السلطات والوجبات وتجهيزها لتوزيعها على أهل الخير على حد قوله.

عبدالرحمن وهوازن حازم، أطفال متطوعين بمطبخ سواعد، يملؤهم روح الخير وحب مساعدة الفقراء، يعملون بمنتهى الهمة والنشاط في مساعدة فريق العمل، في تعبئة وتغليف وتوزيع وجبات الطعام.

أسماك، ولحوم، وحمام وفراخ وأنواع مختلفة من الحلويات والطعام يتفنن الفريق التطوعي في طهيها للفقراء، فهم يحرصون على التنويع في الوجبات وتزيين شكلها الخارجي، بما يخلق شعورًا لدى البسطاء بعدم وجود فرق بين غني وفقير، ليتحول الأمر إلى عمل إنساني يهدف للمساعدة الخيرية، وإدخال السرور إلى نفوس الجميع بلا مقابل.

فيديو قد يعجبك: