أسرت كتيبته شارون ونجا من الموت 3 مرات.. حكاية بطل من أكتوبر 73 (فيديو)
المنيا - محمد النادي:
تحتفل مصر غدًا بالذكرى الـ 48 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، والتي هزم فيها الجيش المصري قوات الاحتلال الإسرائيلي، تمهيدًا لتحرير سيناء الغالية.
"مصراوي"، أجرى بثًا مباشرًا بهذه المناسبة مع عبدالرحمن صادق عبدالغني حسن، مُجند قوات خاصة في الكتيبة 603 وقت حرب أكتوبر، وأحد أبطال الحرب الذي تمكن وزملاؤه من أسر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "أرئيل شارون"، والذي كان يشغل منصب قيادي في الجيش الإسرائيلي.
خدمة "عبد الرحمن" في قوات الصاعقة بدأت في سبتمبر 1970، وفي عام 1973 كانت في منطقة العامرية بمحافظة الإسكندرية.
هناك وفي مقر كتيبته وقبل اندلاع الحرب بنحو 10 أيام، أخبر قائد الكتيبة الشهيد "إبراهيم عبدالتواب" المجند عبدالرحمن وزملاءه بالانتقال إلى منطقة السويس لمزيد من التدريبات، ولم يكن يعلم أحدهم أن الحرب قد آنت.
"بعد 10 أيام داخل السويس، أخبرنا القائد بالاستعداد للعودة إلى مقر الكتيبة في الإسكندرية، وعقب الانتهاء من الاستعدادات، أبلغونا ببدء الحرب"؛ هكذا بدأت الحرب بالنسبة لعبد الرحمن وزملائه في كتيبتهم.
يحكي "عبد الرحمن" عن هذه الأيام، فيقول: "ركبنا جميعًا السيارات البرمائية، وخلال عبور القناة كان الطيران المصري قد انتهى من ضربته الأولى، وعبرت السيارات البرمائية القناة حتى وصلت منطقة جنيف في السويس واشتبكنا مع العدو وتفوقنا عليه وتقدمنا لمسافة نحو 12 كيلو متر.. كانت قوات المُشاة تتبعنا، حتى تم التمركز داخل منطقة كانت نقطة انطلاق أفراد الكتيبة في مهاجمة العدو الإسرائلي ليلاً.. كبدناهم خسائر فادحة".
بعد مرور ما يقرب من 10 أيام على الحرب، توجهت كتيبة الصاعقة التي تضم المقاتل عبدالرحمن إلى منطقة كبريت وتمت السيطرة عليها وأسرت عددًا من الجنود الإسرائليين,
"تمركزنا في تلك المنطقة، حتى كانت نقطة انطلاقنا لاستهداف العدو ليلاً واستمر ذلك لمدة 4 أيام حتى تم تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة"؛ يقول لمصراوي.
في تمام الساعة 7:30 من صباح 20 أكتوبر، اقترب قول من سيارات الجيش الإسرائيلي إلى مقر الكتيبة، وتم التصدي له، وكانت سيارة جيب تتقدم هذا القول، نزل منها 3 جنود إسرائلين فور مهاجمتهم، وتم أسرهم. "انهار اثنان منهم بالبكاء، باستثناء ثالثهم كان صامتًا، وعندما تم تسليمه إلى قائد الكتيبة الشهيد إبراهيم عبدالتواب، وسألنا عن سبب صموده دون غيره علمنا أنه جنرال كبير في الجيش الإسرائيلي.. لم يكن أحد منا يعلم أنه أرئيل شارون، الذي تولى منصب رئيس وزراء إسرائيل"؛ يقول عبدالرحمن.
"عبدالرحمن" أخبر مصراوي أنه رغم كون شارون قائدًا كبيرًا في الجيش الإسرائيلي وقت الحرب، وموقعه في مناطق القيادة؛ إلّا أنه أصر على المشراكة في الحرب في أرض الميدان بسبب الخسائر التي لحقت بجنوده في منطقة كبريت.
أثناء ترحيل "شارون" إلى القيادة المركزية للقوات المسلحة، هاجم الطيران الإسرائيلي الكتيبة، حتى نجح في تحرير "شارون"، واستمر الطيران في الهجوم حتى أُصيب "عبدالرحمن" بشظايا في الرأس، عاقت حركته حتى تدخل أحد زملاء كتيبته "مصطفى عبدالفتاح مبارك" ابن عم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وحمله وأدخله إلى مقر الكتيبة.
بعد إصابته نجا "عبدالرحمن" من الأسر، بعدما فاته اللنش الأول لنقل المصابين من الضفة الشرقية إلى الغربية، والذي هاجمته القوات الإسرائيلية وأسرت من يستقلونه.
نُقل "عبدالرحمن" إلى إحدى المدارس في الضفة الغربية من القناة بمدينة السويس، ومكث هناك فترة الليل حتى وصلت إليه سيارات الإسعاف لنقله هو وزملاء كتيبته إلى مستشفى السويس، وخلال التوجه إلى المستشفى هاجمهم العدو الإسرائيلي مجددًا ونجا للمرة الثالثة ووصل إلى مستشفى السويس، ومنه إلى مستشفى المعادي العسكري، وأٌجريت له جراحة في الرأس لاستخراج شظايا كانت مستقرة فيه.
فيديو قد يعجبك: