لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"رزق الليالي المظلمة".. تعرف على طريقة عمل "مراكب الشانشولا" في السويس - صور

11:13 م الجمعة 22 أكتوبر 2021

السويس - حسام الدين أحمد:

تتعدد طرق صيد الأسماك، بين استخدام الشباك والسنانير، وأحد أشهر تلك الطرق تلك التي تعتمد على الضوء في جزء الأسماك، سواء بالطُعوم الصناعية الفسفورية، أو بأضواء المصابيح، ويعرفها الصيادين باسم الصيد بحرفة" الشانشولا"

أضواء كاشفة

يقول عمرو عمارة شيخ الصيادين في السويس، إن من بين الحرف التي يعتمد عليها الصيادين على متن المراكب بخليج السويس هي حرفة الشانشولا، إذ يصطادوا ليلا باستخدام الأضواء الكاشفة يسلطها البحارة على سطح المياه.

"يستغل الصيادين الأيام التي يظلم فيها القمر، مدتها 20 يوم، بينما تتوقف الحرفة 10 أيام قمرية" يقول شيخ الصيادين ويوضح أن الفترة من يوم 20 في الشهر العربي إلى يوم 10 في الشهر الذي يليه وهي 20 ليلة لا يكون فيها ضوء القمر قويا، فيسلط الصيادين والبحارة على المراكب أضواء من مصابيح قوية على المياه فتتجمع الأسماك.

أسماك سطحية

يذكر عمارة، أن الأسماك السطحية أو "العايمة" تنجذب إلى ضوء المصابيح القوي في الليالي المظلمة وتتجمع أسفل بقعة الضوء فيفرد الصيادون شباكهم ويحيطون تجمع الأسماك بالفُلك الصغيرة المعاونة للمركب في شكل حلقة تضيق مع حصار الأسماك في الشباك حتى يتم رفعها بونش المركب وتفريغ الشباك.

الشانشولا أفضل

وأشار شيخ الصيادين أن السمك المصيد بحرفة الشانشولا هو أفضل جودة من الأسماك المصيدة بحرفة الجر، وذلك بسبب طريقة جمع الأسماك.

ويقول إن حرفة الضوء تجمع الأسماك وترفع مباشرة للمركب، بينما في حرفة الجر فإن المركب تسحب ورائها الشباك طويلة تصل إلى 2000 متر، لمسافة تعادل أضعاف طول الشباك لتجمع ما تجده في طريقها من أسماك، ويؤثر عامل السحب على درجة جودة الأسماك حتى أن البعض يعرف سمك بالجر بوجود قشور أقل على عليها.

"تفقد السمكة جزء من قشورها خلال عملية السحب وجرها في البحر حتى ترفع على المركب وتفرز في طاولات السمك، بينما سمكة الشانشولا تكون في حال أفضل ولحمها أكثر تماسكا" يشرح الفرق بينهما.

مياه "زفره"

يشرح محمد غريب بحري على مركب صيد، أن الأسماك السطحية والفضية تنجذب للضوء، وفي بعض الأحيان يستعين بعض الصيادين بماء يسلق فيها مسبقا أسماك صغيرة أو سمك "البلاميطة" باعتبارها منخفضة السعر ورائحتها "زفرة" تجذب الأسماك.

وتابع غريب أن مياه سلق السمك بما تحمله من بقايا تلقى في البحر حول المركب، تجذب الأسماك وتتغذى ويسهل جمعها وتستخدم تلك الطريقة لتجميع الأسماك في ليالي الشتاء الباردة، وإلى جانب الأسماك فهناك رخويات أخرى تنجذب للضوء والرائحة مثل السوبيا والكاليمري وهي ذات قيمة اقتصادية مرتفعة.

" الشانشولا تشتغل 20 وتريح 10 " يقول مختار حميدو وكيل مراكب صيد، ويوضح أن الحرفة تعمل 20 يوم متصلة، بينما تتوقف 10 أيام فقط في الفترة من يوم 10 إلى يوم 20 بالشهر العربي وهي الأيام التي يتوسطها القمر في طور البدر، فتكون الأسماك منتشرة في البحر حيث يضئ القمر خليج السويس، ولا يمكن جمعها بضوء المصابيح.

وأضاف أن الصيادين قبل قرن كانوا يسرحون في الليالي القمرية لمدة 10 أيام فقط، ويستخدمون "المياه الزفرة" لجمع الأسماك، لكن مع تطور المراكب وتوافر مصدر قوي للطاقة باتوا يستخدمون المصابين القوية ويعتمدون عليها في جذب الأسماك فباتوا يخرجون في الليالي المظلمة واستمروا على ذلك الحال منذ عشرات السنين وحتى اليوم.

سمك شعبي

"لما الشانشولا تسرح السمك سعره يقل" يقول محمد زغلول تاجر بحلقة السمك بسوق الأنصاري، ويشرح أن سروح مراكب الشانشولا مع يوم 20 كل شهر عربي يوفر كمية من الأسماك الشعبية، ومع زيادة الكمية المعروضة تنخفض أسعار الأسماك حيث يتحكم قانون العرض والطلب في السعر بشكل مباشر.

وتابع زغلول أن أشهر أنواع الأسماك المصيدة بتلك الحرفة هي الباغة والحفارة والكسكمري والبلاميطة والخرمان والزرقان والحارت، والصرع والنفارة والبُطيط، وهي أسماك يتراوح سعرها من 30 إلى 70 جنيها للكيلو حسب الحجم والجودة وهي من الأسماك الفضية ولها قشور لامعة، وتصنف من الأسماك الشعبية وتلقى اقبال من المواطنين عليها بالحلقة.

في الوقت الذي يعتمد فيه صيادي المراكب على الأضواء الكاشفة، فإن الصيادين المحترفين بالسنانير يعتمدون على طًعم مضي، أو " اللبارة" وهي قطعة بلاستيك مجسم السمكة داخلها قطعة فسفورية تضئ بعد شحنها من أي مصدر ضوء، وتلقى في المياه ويسحبها الصياد الخيط ببطئ، فتنجذب ورائها الأسماك وبشكل خاص السوبيا وتحاول تناولها فتقع في سن السنارة وتصبح في يد الصياد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان