"الصديري" كلمة السر.. قصة ذبح مزارع بسبب 100 جنيه في سوهاج
سوهاج – عمار عبدالواحد:
يرتدي الجلباب الصعيدي والعمامة والشال الصوف على رقبته والعصا في يده، يتجول في حقله صباحًا أو مساءًا حسب ما يتوجه لحقله المزروع بمحصول القمح، بناحية نجع فاضل بمركز أخميم في سوهاج، ليظنهُ الغالبية في القرية أنه ثري ويملك الكثير من الأموال في حافظة نقوده التي يضعها فيما يعرف بين أبناء المحافظة بـ"السديري".
أناقته المميزة بين أقرانه من المزارعين بالقرية، لما يرتديه من ثياب فصلها خصيصًا كما هو عادة أهالي الصعيد لحضور المناسبات المميزة كانت سببًا في إنهاء حياته ذبحًا على يد أحد أبناء القرية.
وفي اليوم الموعود، خرج "خلف" من منزله ليتفقد حقلهالسبت الماضي، قرب غروب الشمس ليفاجئ بـ"ع" أحد أبناء القرية يحاول تثبيته وسرقته بالقوة والإكراه، إلا أنه قاوم ذلك اللص محاولًا الإفلات منه والتوجه إلى الطريق الرئيسي على رؤوس الحقول لينقذه أحد المارة من بطش اللص، وإذ بالأخير يُخرج سلاحًا أبيض "سكين" ويسدد للمجني عليه عدة ضربات متفرقة بالجسد.
لم يستسلم المزارع الذي لطالما كان يهابه البعض من أناقته وجمال ثيابه لتلك الطعنات التي غيرت لون ثيابه إلى اللون الأحمر من كثرة الدماء، وحاول مرة أخرى الفرار إلا أن اللص بخسة ودم بارد ذبحه بالسكين.
ظلام الليل حلَّ ليجلس المتهم دقائق لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة بجوار جثة المجني عليه يستريح من عناء مقاومة ضحيته، لينهض مرة أخرى ويفتش بين طيات ملابس المجني عليه ليعثر على حافظة نقوده داخل "السديري"، ليأخذها ويضعها في "جيبه".
يحاول المتهم بسرعة مغادرة مكان الواقعة، من طريق خلفي حتى لا يشاهده أحد ويكون سبب في كشف غموض الجريمة، ظنًا منه أن الشرطة لن تتوصل إليه خاصة أن ارتكاب الواقعة كان قد حل الظلام عليه.
ليفاجئ المتهم أن حافظة نقود المجني عليه بها 100 جنيه فقط، لينطبق عليه المثل "نقبه طلع على شونة"، معترفًا في تحقيقات وتحريات ضباط المباحث أنه اعتقد أن ضحيته بحوزته أموالًا كثيرة لما يظهر على ثيابه وعمامته ناصعة البياض.
مؤكدًا أنه لو كان يعلم إفلاس ضحيته لما أقدم على ارتكاب الجريمة خاصة أنه يمر بضائقة مالية، مضيفًا: "قتلت الراجل علشان 100 جنيه".
فيديو قد يعجبك: