طفل بعين واحدة وآخر مذبوح.. طبيب يوضح أسباب حالات الولادة المشوهة في الأقصر

الأقصر - محمد محروس:

شهدت محافظة الأقصر خلال الشهر الجاري عدة حالات ولادة نادرة لأطفال بتشوهات خلقية، بينها طفل بعين واحدة في منتصف الجبهة، وآخر غير مكتمل النمو وبه تشققات بجميع أنحاء جسده، بدا وكأنه مذبوح الرقبة.

الحالتان الأولى والثانية وقعتا في مستشفى أرمنت التخصصي؛ ففي 26 أغسطس الماضى شهد المستشفى حالة ولادة نادرة لسيدة وضعت مولودها الأول مصابًا بعيوب خلقية في المخ والقلب والرئة وبعين واحدة، وهو ما فسره الطبيب بأنه عيب جنيني في التكوين.

وفي السابع عشر من شهر سبتمبر الجاري وضعت سيدة مولودًا في شهره الثامن بسبب فتح كيس الجنين، تبينت إصابته بتشوهات خلقية، تمثلت في تشققات بجميع أنحاء جسده، وأن أي حركة له كانت تظهر أن الجلد مقطوع بآلة حادة، وبدا وكأنه مذبوحًا.

من جانبه، قال الدكتور أحمد حمزة، استشاري النساء والولادة ورئيس المجالس الطبية المتخصصة في الأقصر، لمصراوي، إن هناك أسبابًا عديدة لتفسير ولادة أجنة بعيوب خلقية وتشوهات، لعل أهمها الأمراض الوراثية في شجرة العائلة، والتي تزيد نسبة حدوثها في حالة زواج الأقارب، بالإضافة إلى الأسباب المكتسبة ومنها تعرض الأم للأشعة أو تناول عقاقير طبية بعينها، أو إصاباتها بأمراض مثل السكري، أو إصابتها بعدوى وأشهرها داء القطط، أو إصابتها بالفيروسات مثل الحصبة الألمانية والجديري المائي.

وأضاف استشاري النساء والولادة أن التدخين المباشر والسلبي وإدمان المخدرات وتناول الخمور والكحوليات كلها أسبابًا قد تؤدي لولادة أطفال بتشوهات خلقية.

وعن سبب تكرار حالات ولادة أطفال بتشوهات خلقية في الأقصر تحديدًا، قال: "هذه حالات رغم ندرتها تحدث بشكل مستمر ولكن تسليط الإعلام الضوء عليها مؤخرًا جعل منها أمرًا غريبًا"، مؤكدًا أن أسباب هذه الحالات لن تخرج عن الأسباب العلمية المعروفة.

وقال الدكتور محمد عز الدين، أخصائي نساء وتوليد ورئيس قسم النساء بمستشفى أرمنت، إن المستشفى شهد حالتي ولادة نادرة خلال الشهر الحالي، كانت الأولى لسيدة لديها ولدين، ولدت الثالث بجراحة قيصرية، حيث تلاحظ وجود تشوهات الرئتين والقلب وبعين واحدة تحمل "حدقتين" أو ما يسمى بسواد العين، ما أدى لوفاة الطفل بعد ولادته بساعات، مؤكدًا أن استمرار حالة الطفل على قيد الحياة كانت شبه مستحيلة، وأنه لأول مرة يشاهد مثل هذه الحالة.

وفيما يخص الحالة الثانية للطفل مذبوح الرقبة، أشار عز الدين إلى أن المستشفى استقبل والدته حاملةً في الشهر الثامن، وتعاني من حالة إعياء شديدة، وأنه مع فتح كيس الجنين خضعت لإجراء جراحة عاجل، حيث ولدت طفلاً بتشققات في أنحاء جسده، بدا وكأنه مذبوحًا بآلة حادة في منطقة الرقبة.

وقد أعلن المستشفى وفاته أيضًا بعد 24 ساعة من ولادته في عملية قيصرية، استغرقت 45 دقيقة، بينما اتهمت أسرة الطفل المستشفى والأطباء بالتسبب في ولادته بالتشوه، بسبب الإهمال والتأخير وعدم الاهتمام بالحالة.