رحلة بلا عودة والناجية طفلة صغيرة.. حزن في السويس لوفاة 6 أشخاص في حادث

السويس - حسام الدين أحمد:

وحيدة لا تدري ما حل بها أو بأفراد أسرتها، تقضى الطفلة ريتال ساعاتها داخل غرفة العناية المركزة، بمستشفى التأمين الصحي في السويس، قدر الله لها أن تنجو وحدها وتخرج مصابة من حادث بسيارة والدها وهم على طريق العودة للسويس، بعد زيارة جدها.

عرف الحزن طريقه إلى بيوت السويس، إذ انتشر نبأ وفاة 6 من أسرة واحدة وإصابة الابنة الصغرى في حادث اصطدام سيارة ملاكي كان يقودها رب الأسرة مرتضى أحمد حسن 40 سنة، بالحاجز الخرساني بطريق السويس – القاهرة، أثناء عودته من العاصمة.

في مقابر الروض الجديد بالسويس شرق المحافظة، تسابق أبناء السويس لأداء صلاة الجنازة على أفراد الأسرة، والمشاركة في التشييع، مع مراعاة التباعد الاجتماعي بين المصلين كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

تقدم المشيعين اللواء رجب عبد العال مدير أمن السويس ونائبه اللواء حسن ترك وعدد من القيادات الأمنية، حرص مدير الأمن في الليلة السابقة على التواجد في مشرحة السويس فور وصول جثامين المتوفين وإنهاء إجراءات وتصاريح الدفن في أقرب وقت.

كانت الصدمة أكثر وطأة من الحزن على عائلتي الأب والأم، الذين فقدوا الأبناء الأشقاء والأحفاد دفعة واحدة، خفف عنهم ولو قليل مشاركة ومواساة المشيعين والسيرة الطيبة التي أكد عليها أصدقاء وزملاء مرتضى أحمد 41 سنه، رب الأسرة في شركة الحديد التي يعمل بها بالسخنة، أما وزوجته ولاء محمود 37 سنة، اللذان اعتادا الذهاب إلى بيت الله الحرام وأداء مناسك العمرة عدة مرات كان آخرها قبل جائحة كورونا بأسابيع.

وعقب مراسم الدفن وضعت أسرة مرتضى عددًا محدودًا من المقاعد أمام المنزل بكفر العرب بحي الأربعين، ووقف حسن وأسامة وربيع أشقاء مرتضى يتقبلون العزاء من زملاء وأصدقاء أخيهم والذين حالت الظروف دون حضورهم الجنازة، وكان من بين المعزين عدد من القيادات التنفيذية والشخصيات العامة بالسويس.

كان مرتضى في زيارة عائلية لأسرة زوجته بالقاهرة، رافقه فيها أبناءه الخمسة، وزوجته، بسبب الزحام الذي يضرب شوارع العاصمة قبل تطبيق حظر التجوال، تأخر الأب بلوغ الطريق المؤدي إلى السويس.

للتعجيل والوصول قبل دقات الثامنة مساءا، زاد الأب من سرعته على الطريق الذي يشهد أعمال تطوير، ولا يعلم ما يخبئ له القدر، عند وصوله الكيلو 61 طريق القاهرة – السويس، اصطدم بقوة في حاجز خرساني، أدى إلى تهشم مقدمة السيارة وإلحاق إصابات بالغة بمن يستقلونها أدت على الفور إلى وفاة الأب والأم والأطفال عبد الرحمن 16 سنة، ويوسف 14 سنة، ورقية 11 سنه، ورينال طفلة بعمر سنتين، بينما شقيقتها التوأم ريتال لم تنالها إصابة قاتلة.

في دقائق وصلت سيارات الإسعاف لمكان الحادث قرب محطة وقود، استجابة لبلاغ قائدي السيارات على الطريق، لكن أرواح والدي ريتال وأشقائها صعدت إلى خالقها، ونقل الإسعاف الطفلة المصابة في حالة خطيرة إلى المستشفى للعلاج، بينما أسرتها اتجهت بهم الإسعاف إلى المشرحة.