لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ممرضة بـ"عزل الشرقية" تروي لحظات الفرح والألم في مواجهة كورونا (صور)

11:09 م الأربعاء 20 مايو 2020

الشرقية – فاطمة الديب:

منذ بدء العمل بمبنى "الأمومة والطفولة" التابع لجمعية الهلال الأحمر بقرية "شيبة" بمدينة الزقازيق في الشرقية، والذي جرى تخصيصه ليكون أول مستشفى لعزل الحالات المصابة بفيرس كورونا المُستجد، تغيرت نظرة الجميع للأزمة، خاصة أهل المدينة، لما يسمعونه كل بضع ساعات من "زغاريد" ابتهاجًا بتعافي عدد من الحالات المصابة.

"أية حسن محمد" البالغة من العمر 23 عامًا، كانت أحد أعضاء الفريق الطبي الأول بالمستشفى، والتي تحدثت لـ"مصراوي" حول كواليس 14 يومًا قضتها داخل المستشفى تتنقل بين المصابين والمُشتبه في إصابتهم.

"كنا خايفين من الوضع في البداية وأهالينا كانوا مترددين، لكن اقتنعوا لما قولنا لهم إن الكل معرض يبقى في الموقف دا".. بدأت آية حديثها لـ"مصراوي" حول اللحظات الأولى لعملها ضمن الفريق الطبي الأول بالمستشفى، مضيفة:"الحالات اللي في المستشفى كلها كانت خايفة لكن كنا بنتعامل معاهم وكأنهم حد من أهلنا، خصوصًا الأطفال، واللي كنا متعاطفين معاهم أكتر، حتى الدكتور هشام مسعود وكيل الوزارة كان دايمًا بيجيب عصاير وشيكولاتة لهم".

وعن أكثر حالات الأطفال التي واجهتها بالمستشفى، تقول أية:"طبعًا رقية.. كانت بنت صغيرة أصيبت بالفيروس هي و35 من أهل والدها ووالدتها، وجت المستشفى مع عدد قليل منهم، وبينهم أسرتها، والباقي اتوزعوا على مستشفيات عزل خارج المحافظة، والبنت كانت في البداية عينتها إيجابية، لكن اتحولت لسلبية، وكانت خايفة أوي في البداية علشان كانت هتتعزل لوحدها، لكن بالصدفة كانت في حالة لسيدة كبيرة اتعزلت معاها وبقينا نطمن عليها باستمرار، وكان أصعب حاجة على والدتها إنها معاها في نفس المبنى ومش عارفة تشوفها، لكن اللي كان بيصبرها إن ربنا عافاها والحمد لله خرجت بعد 5 أيام قبل أهلها، واللي حصلوها بعدها بكام يوم".

من الألم إلى الأفراح، تحولت دفة حديث الممرضة لتسرد أكثر المواقف المُبهجة:"لما المصابين بيتحولوا من إيجابي لسلبي بتبقى حاجة حلوة أوي وكأنه فرح، زغاريد وفرحة كبيرة، ولما جينا ماشيين بعد نهاية الـ 14 يوم لينا، المصابين الموجودين لسه في المستشفى كانوا بيودعونا من الشبابيك ويقولوا لنا هنعمل مسحة بكرا إدعوا لنا".

وتابعت:"الأيام كانت هتبقى صعبة أوي في العزل لو مكانش فيه دعم نفسي، لكن الدكتور هشام الله يبارك له كان دايمًا معانا وبيتواصل مع الكل ويوفر لنا أي حاجة نطلبها في أي وقت، وبصراحة ماكانش بيتأخر، مرة فطر معانا وناس مننا طلبت حاجة ساقعة وشيبسي بعت جابهم، بصراحة كان أب أكتر من دكتور مهتم بالفريق وبس".

انتهت الأربعة عشر يومًا الخاصة بالفريق الطبي الأول بمبنى العزل منتصف الأسبوع الجاري، وعادت "أية" إلى منزل أسرتها بمركز ومدينة فاقوس، لكن عودتها كانت مختلفة، نظرًا لتوجيهات الوزارة وما يستوجب عزل الفريق الطبي المعالج عزلًا منزليًا لمدة 14 يومًا أخرى:"قولت لأهلي محدش هيسلم عليا، وحتى الأن ما سلمتش على والدتي ولا شوفت خطيبي، وقت ما وصلت كان الاستقبال برش هدومي بالكلور وفضلت قاعدة لوحدي في غرفتي لغاية ما الأسبوعين يعدوا علشان لا قدر الله محدش يُصاب".

ووجهت "أية" رسالة لأهل المحافظة ممن لا يلتزمون بإجراءات التباعد الاجتماعي وإجراءات الوقاية:"يا ريت يلتزموا أكتر من كده، والله الوضع صعب والناس لو شافت المرضى مش هتعمل كده، واللي يعرف خطورة الموقف مش هيخرج من البيت".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان