حاربت كورونا 65 يومًا.. "الصيدلانية شيرين" تروي قصة "الغسل والكفن" في أسيوط
أسيوط ـ محمود عجمي:
عادة ما يفر البعض من أمام المخاطر، خاصة تلك التي تهدد حياتهم، إلا أن "شيرين" رفضت أن تكتفي بواجبها فقط في مواجهة فيروس كورونا المستجد، بل تخطت ذلك، لتضرب مثلًا جديدًا في التفاني والإخلاص.
الطبيبة الصيدلانية شيرين عبد الواحد، مسئولة مكافحة العدوى بمستشفى العزل بأبوتيج في أسيوط، واحدة من بين أبطال يواصلون عملهم ليلاً ونهارًا لمساعدة المرضى المصابون بفيروس كورونا المستجد.
65 يومًا قضتها الصيدلانية داخل مستشفي الصدر بأسيوط ومستشفي أبوتيج للعزل الصحي، رغم خروج الأطباء بعد انتهاء مدتهم الأولي "14 يومًا" إلا أنها فضلت مساعدة المرضى وتركت زوجها وابنتين "دنيا وهينا" في الرابعة والسادسة من العمر، لاستكمال رسالتها الإنسانية.
الصيدلانية "شيرين" شاركت في غسل وتكفين متوفيين بكورونا في مستشفى أبوتيج للعزل، وذلك لصعوبة السماح لأي شخص بالدخول إلى المستشفى من الخارج.
قالت الصيدلانية شيرين عبد الواحد: "عملت في مستشفى الصدر بأسيوط والمخصصة للتعامل مع حالات الاشتباه بالإصابة بفيروس كورونا، ومكثت بها 30 يومًا، وبعد تجهيز مستشفى أبوتيج النموذجي وتخصيصها كمستشفى عزل، انتقلت مع الفريق الطبي للعمل هناك دون الرجوع إلى المنزل".
وتابعت "أشكر والدتي وحماتي لأنهما يتحملان مسئوليات البيت وشايلين بناتي منذ شهرين بسبب تواجدي في مستشفى العزل، وأيضا أشكر زوجي لأنه تحملني وساندني".
انتقلت "شيرين"، من عملها بمستشفى الصدر بأسيوط إلى مركز أبوتيج لتكون مسئولة عن مكافحة العدوى بمستشفى العزل، قائلة:" لم أتردد بعد تكليفي فأنا معتادة على تحمل المسؤولية وما أفعله الآن واجب وطني لن أتأخر عنه".
وأضافت: :بعد استقبال عدد من السيدات المصابات بفيروس كورونا، زاد القلق والخوف من وفاة إحداهن وذلك لعدم وجود من يقوم بالغُسل والتكفين الشرعي داخل المستشفى".
وأوضحت: "استقبل مستشفى العزل بأبوتيج سيدة مصابة بفيروس كورونا قادمة من محافظة بني سويف، وكان الطاقم الطبي بالمستشفى متعاطف معها بعد أن علمنا أنها وضعت طفلين توأم قبل دخولها مستشفى العزل بأيام قليلة، ولكن كانت حالتها متأخرة جدًا، وقبل وفاتها بـ48 ساعة أخبرنا الطبيب المعالج لها بتأخر حالتها الصحية".
واستطردت: "أخذت أفكر وأبحث عن كيفية تعلم الغسل والكفن الشرعي للموتى، فأجريت اتصالا تليفونيا بزوجة عمي لكونها أستاذ فقه في جامعة الأزهر، ووجهتني إلى معلمة بكلية البنات بالأزهر وتحدثت معي عن كيفية الغسل الشرعي للموتى".
وتابعت: "تلقيت خبر وفاة السيدة المصابة بفيروس كورونا، فقررت أن أقوم على غُسلها برفقة أسماء وهناء من هيئة التمريض وكانت المرة الأولي لنا في الغُسل، وبعد انتهاء الكفن وضعنا الجثمان في الكيس الأسود ثم صندوق وبعدها صلينا عليها في المستشفى قبل نقلها إلى مثواها الأخير بمسقط رأسها بمحافظة بني سويف.
ولفتت "شيرين"، إلى قيامها على غُسل سيدة أخرى داخل مستشفى العزل بأبوتيج، مؤكدة على أن "ذلك العمل إنساني بجانب وظيفتي الأساسية ونسعى بذلك إلى التقرب من الله بعمل الخير".
فيديو قد يعجبك: