"مكالمة هاتفية وقالب طوب".. تفاصيل مقتل سائق "توكتوك" في شبين القناطر

القليوبية - أسامة علاء الدين:

عقارب الساعة تشير إلى الساعة الواحدة ليلًا، حينما شعر "أيمن" برغبة في محادثة ابنه "السيد" هاتفيًا للاطمئنان عليه بعد تأخره في العمل، لكن عدم استجابة الابن حالت دون تحقيق تلك الرغبة، فانتظر حتى الصباح الذي حمل معه خبرًا سيئًا حينما طرق أحدهم باب المنزل في قرية الشوبك بشبين القناطر، وأخبرهم بمقتل "السيد".

"مصراوي"، انتقل لمنزل المجني عليه، والتقى بالأب الذي جلس حزينًا بعد أن فقد ابنه، الذي كان يساعده في الإنفاق على أفراد الأسرة بعد وفاة والدتهم منذ 3 سنوات بعد معاناة مع المرض.

"ابني راح في غمضة عين والي قتله صاحبه".. هكذا بدأ "أيمن"، والد المجني عليه، حديثه لمصراوي، مضيفا "ابني يبلغ من العمر 18 عامًا، وضحى بطفولته وأخذ على عاتقه مساعدتي في الإنفاق على أشقائه، من خلال عمله على توكتوك، وكان شايل حمل كبير من على كتافي وراح في غمضة عين".

وتابع والد الضحية: "في ليلة الحادث أخبرني ابني بأنه سيذهب بالتوكتوك إلى الجراج، وسيعود على الفور إلى المنزل، وعند تأخره انتابني القلق، وعند الاتصال به وجدت هاتفه مغلق، وهنا أيقنت أن أمرًا سيئًا قد حدث له، وأخبرتني شقيقته إنها قد تواصلت معه قبل ساعتين وأنه سيأتي، وفي الصباح وجدت جرس المنزل يرن، وفتحت الباب لأجد خفير تابع لمركز شبين القناطر، يخبرني بمقتل ابني، وأن أذهب معه إلى أرض زراعية بالقرية، لكي أتعرف على الجثة، ولم أصدق عيني عندما رأيت فلذة كبدي ملقى على الأرض ومقتولا بطريقة بشعة".

وطالب والد الضحية بالقصاص، قائلًا "أريد القصاص لكي تنطفئ النار المشتعلة في قلبي"، مشيرًا إلى أن ابنه قتله صديقه بدم بارد بسبب إدمانه للمخدرات، متابعًا "قتل ابني لكي يبيع التوكتوك ويشتري المخدرات، وحسبي الله ونعم الوكيل فيه حرمني من ابني".

كان ضباط مباحث شبين القناطر، كشفوا غموض جريمة مقتل "السيد. أ. ع"، 18 سنة، سائق توكتوك، ومقيم في بشبين القناطر، بعد سؤال والده الذي قرر خروج نجله "المجني عليه"، بمركبة التوك توك، التي يعمل عليها وعدم عودته، وتوصلت التحريات إلى أن "بلال. ج. م" 26 عامًا، حداد، صديق المجني عليه وراء ارتكاب الجريمة.

جرى ضبط المتهم، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة، وتبين أنه استدرج المجني عليه وقتله بـ"قالب طوب" واستولى على التوكتوك وفر هاربًا.

واعترف المتهم، أنه تصرف في "التوكتوك"، ببيعه لـ"مصطفى. ع. س"، 22 سنة، ميكانيكي، مقابل مبلغ ٣ آلاف جنيه، وجرى ضبطه، وبمواجهته أقر بصحة أقوال المتهم، وعلمه بارتكاب الواقعة.

وقال المتهم في اعترافاته، أمام جهات التحقيق، أنه مدمن على المخدرات، ولم يكن يملك أي أموال، وأن المجني عليه كان صديقه، ووسوس له الشيطان بوضع خطة للتخلص من صديقه لسرقة التوك توك الذي يعمل عليه، والتخلص منه لكي يبيعه ويحصل على الأموال.

وأضاف المتهم، في ليلة الحادث هاتفت المجني عليه، وأخبرته بأن يأتي لي على الفور للذهاب إلى مشوار ضروري، وفي الطريق غافلت المجني عليه وهشمت رأسه بحجر، وألقيت جثته في الطريق، وأخذت التوك توك، وبعته بمبلغ 3 آلاف جنيه.

تحرر المحضر رقم 1475 إداري مركز شبين القناطر لسنة 2020، وتولت النيابة التحقيق، وأمرت بحبس المتهم، وبالعرض على قاضي المعارضات أصدر قرارا بتجديد حبسه.