كل شيء يتغير.. قصة "شاب بطل" أنقذ 21 من الموت في السيول ورحل - صور

كتب - علي عبد الودود:

شاب يبلغ من العمر 32 عامًا قرر حمل حقائبه وزوجته للذهاب إلى رحلة قصيرة يقضيان فيها وقتًا سعيدًا معًا يتأمل كل منهما الطبيعة كما أحب الزوج "أحمد شعبان" وكان يهوى في مراحل عمره المختلفة.

لم يكن يعلم الشاب "أحمد شعبان"، الموهوب في الفنون القتالية أن رحلته من الإسكندرية إلى منطقة رأس الشيطان في نويبع بجنوب سيناء، من أجل الاستمتاع بجمال الطبيعة، ستكتب بطولته ونهايته.

قصة البطولة والنهاية

وصل أحمد وزوجته إلى رأس الشيطان، ليضع حقائبه ويسترح قليلا، ليقرر بدء برنامجه الذي أتى من أجله، وعندها وبمطنقة رأس الشيطان، يرفع أحمد رأسه لأعلى ليجد مياه غزيرة، تتساقط من قمة الجبل، وفي الأسفل أشخاصًا بالبحر بالقرب من الشاطئ لا يلتفتون لهذا.

شاهد أحمد السيل يتدلى من أعلى الجبل "يزلزل الصخور ويجرفها" متجهًا بقوة نحو الـ 21 شخًصًا الموجودين في البحر فقفز برشاقته المعهودة لأسفل وزوجته تهرول خلفه، لينتشل واحد تلو الآخر وينجح "البطل" في إبعادهم جميعًا عن خطر "المياه والصخور" إلا "شخص واحد"، عندها رأى زوجته وانجرفت قدميها في البحر ويهددها الموت فقفز تجاهها ليحملها إلى بر الأمان ويعود لانتشال الشخص المتبقي، حينها سقطت صخرة وسط السيل العنيف على رأسه لتسقط "البطل" في مياه البحر وتعلن حينها قصة وفاته.

"اصدقاء الشاب"

قال أصدقائه عنه:"أحمد شعبان رحل في هدوء.. عرفنا عنه بطولته وشجاعته، حتى لآخر لحظة في حياته كان كذلك.. كان يحلم أن يصبح علامة في رياضات القتال التي اشتهرت في الصين مع بداية التسعينات (التاي تشي) التي يمتزج فيها فن القتال وحب التأمل، لكن ربما لم يمهله القدر أن يكون معروفًا على مستوى عالمي فيها كما كان يسعى".

"كل شيئ يتغير"

كانت آخر كلمات كتبها الشاب صاحب الموقف "البطولي" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل وفاته بنحو ٢٤ ساعة:" إن كل شيء يتغير.. من خلاياك التي بداخلك تموت وتتجدد.. الكون من حولك يسبح في فلك بشكل مستمر ولا يعود لنفس النقطة مرتين.. محاولة أن تكون ثابتًا دائمًا في أفكارك وشخصيتك وطباعك ستقوم بإهلاكك أنت قبل أي شيء.. لأن هناك حركة وتغيير مستمر بداخلك في تكوينك وفي العالم الذي تعيش فيه فتعلّم كيف تتغير.. التغيير هو سنة الكون، اقترب لجسدك وعقلك ونفسك وافهم خصائصهم لتستطيع توجيه تغييرهم بشكل صحي نحو ما تشاء".

"كفاح البطل"

وفي تدوينة أخرى كتب الشاب قبل وفاته:" أنا كنت اشتغلت قبل كدة عامل توصيل في صيدلية شيفت ليلي كنت بقبض 250 جنيه بصرفهم على الجيم أو النادي".