لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"فتوى أزهرية ومفاجأة".. "صانع الأمل" يروي قصة الـ30 عامًا قبل "تكريم الإمارات"

03:44 م الأحد 23 فبراير 2020

الدكتور مجاهد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بني سويف - حمدي سليمان:

30 عامًا قضاها "الدكتور مجاهد" يخفف آلام المرضى، دون البحث عن مال أو شهرة، حيث بدأ بمقابل تذكرة كشف بمبلغ جنيهان ارتفع مع الوقت إلى 10 جنيهات، ما دفع أحد مرضاه للتقديم باسمه في مسابقة "صناع الأمل" دون علمه، ليحصل بعدها على التكريم.

"مصراوي" انتقل إلى منزل الدكتور مجاهد مصطفى معوض، الذي ولد في قرية طلا التابعة لمركز الفشن جنوب بني سويف، لأسرة بسيطة مكونة من 8 أشقاء "5 رجال و3 بنات"، وحرص الأب والأم على تحفيظهم القرآن في كتاب القرية حتى حصلوا جميعهم على مؤهلات عليا، وظل الدكتور مجاهد يواصل تفوقه الدراسي حتى التحق بكلية الطب وافتتح عيادة خاصة في مدينة سمسطا المجاورة لقريتهم، فأوصاه والده بأن يكون قيمة الكشف في متناول البسطاء فكان كشفه جنيهان ثم 4 جنيهات حتى وصل إلى 10 جنيهات فقط حتى الآن، إلا أن أعماله الخيرية لم تتوقف عند قيمة الكشف فقط بل شارك في جميع المشروعات الخيرية التي أقيمت بالقرية وعلى رأسها المعهد الأزهري الذي تكفل بـ50% من إنشائه فضلا عن كفالة الأيتام ومساعدة الفقراء وتوقيع الكشف عليهم ومنحهم العلاج وإجراء العمليات الجراحية بالمجان.

يقول الدكتور مجاهد مصطفى في حديثه لمصراوي": "فوجئت بترشيحي في مسابقة الإمارات لصناع الأمل، وعندما تلقيت اتصالا منهم عدة مرات ولم استجيب للمشاركة معهم إلا بعد فتوى من الأزهر الشريف بعدم وجود مانع شرعي في عرض ما أقوم به، وأحاول إخفائه منذ سنوات خوفًا من شبهة المباهاة بعمل الخير.

وأوضح: "أحد المرضى هو من قدم لي في المسابقة دون علمي وفاجئني بعدها، ثم تلقيت عدة اتصالات من المسئولين عن المبادرة، بعدها حضر وفد وتم إبلاغي بالتقدم في التصفيات حتى وصلت للتصفيات النهائية وتلقيت دعوة حضور لإمارة دبي وفوجئت أثناء الحفل الختامي أنني أجلس بين الدكتور مجدي يعقوب، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وتابع ابن قرية طلا بمركز الفشن بمحافظة بني سويف، والذي تم اختياره كـ"صانع أمل" رفضت تعييني في القصر العيني وفضلت العمل في قريتي ومدينة سمسطا، من أجل رفع المعاناة على الفقراء، ولمدة 30 عاما، وكرست حياتي لمساعدتهم حتى بلغ عدد الذين يتم توقيع الكشف الطبي عليهم ما بين 200 إلى 250 حالة يوميًا، بأجر رمزي وصل الآن إلى 10 جنيهات، مضيفًا: "سعادتي الأكبر حينما يدخل مريض غير قادر على العشر جنيهات، وساعتها بمنجهه علاج وأشاعات وتحاليل، لأن دا مش مني دا من عند ربنا ودا بعتبره الأجر".

وأضاف: "مستمر في خدمة المرضى والعمل الخيري لنهاية حياتي لأني أرى بعيني يوميًا ثمرة جهدي وتعبي وأسعد دائما عندما أرى شخص ساعدته أو طفل عالجته وأجده سعيدًا ووصل لمكانة مرموقة، متابعا: "ربنا عوضني في أبنائي حيث أنني لدي 7 أبناء 6 منهم من الإناث وذكر، 6 منهم بين أطباء وصيادلة، وأساتذة جامعات، ووصلوا لمكانة مرموقة في المجال الطبي، لكن كشفهم غالي إلا أنهم يشاركونني في عملي الخيري".

"وصية والدي كانت رعاية الغلابة والمحتاجين وفي إحدى المرات قال لي، وأنت طالع من بيتك لعيادتك لا تكذب ولا تسرق حد عشان أنت دكتور، المريض بيعطيك نفسه وماله فلابد أن تكون على قدر المسؤولية"، متابعًا: "أمنيتي وأملي في الله أن استكمل مشروع المستشفى الخاص بي، وذرع أمل في الناس اللي معندهاش أمل".

وعبر الدكتور مجاهد عن سعادته البالغة برفع اسم مصر في سماء الإمارات، مؤكدًا أنه شعر بالفخر والاعتزاز وأنه في بلده الثاني خاصة بعدما رأى أعلام مصر مرفوعة في شوارع دبي تكريمًا له، قائلا "لا أخفيك سرًا أنني شعرت بالسعادة والفخر حينما رأيت عالمًا كبيرًا بحجم وقيمة الدكتور مجدي يعقوب ذلك الطبيب الانسان الذي ما يزال يُعطي ويخدم الإنسانية دون كلل أو ملل يجلس بجواري أثناء التكريم وفوجئت به يشد على يدي معبرًا عن سعادته لكوني مصريًا مثله، لافتًا إلى أنه كان من ضمن أحلامه أن يُقابل الدكتور مجدي لما لمسه فيه من إنسانية وحب للوطن وأضاف لحظة سقوط الدكتور مجدي على منصة التتويج أثناء تكريمه أسرعت تاركًا موقعي لمساعدته على النهوض لأنني اعتبره رمزًا لمصر والمصريين".

فيديو قد يعجبك: