زوجة "ضحية كورونا" بدمياط: "أخفيت عنه إصابتي وتمنيت أتحجز معاه"
دمياط - محمد إبراهيم:
نعت الشيماء أحمد، زوجها محمد الحطاب، مدرس اللغة الإنجليزية بدمياط، والذي رحل قبل يومين، متأثرًا بإصابته بفيروس "كورونا"، في رسالة تحمل الكثير من الحزن والشجن، خصوصًا وهي تتذكر قصة حبهما والصعوبات التي تعرضا لها، مؤكدة أنه كان وفيًا لمهنته وحريصًا على التعافي حتى يلحق بطلابه قبيل امتحانات الفصل الدراسي الأول.
وصية متبادلة بينها وبين طبيبه
وكتبت زوجة الحطاب، التي أصيبت هي الأخرى بالفيروس، أنها أخفت عنه تعرضها للمرض، تقول في تدوينة لها من داخل مستشفى العزل: "النهاردة اليوم الـ12 لإصابتي بكورونا، محمد مكنش يعرف، كانت وصية متبادلة بيني وبين طبيبه إننا نجنبه الشعور بالذنب أو أي حاجة تضايقه أو تؤثر على نفسيته، كنت بروح له كل يوم وعلى ما أقدر مكنتش ببين له تعبي".
تسرد الزوجة التفاصيل الأخيرة في حياة الحطاب بقولها: "ليلة وفاته كانت حالتي ساءت جدا، والطبيب أمرني بالراحة إلى حين تجهيز غرفة بالمستشفى أتحجز فيها مع محمد، ويخرج من العناية المركزة عليها، يوم وفاته كنت مجهزة شنطتي ومنتظرة اتصال علشان أتحجز معاه".
تفاصيل غرفة العناية المركزة
اهتم معلم اللغة الإنجليزية بعمله، حتى وهو على سرير المرض داخل غرفة العناية المركزة، تقول الشيماء "كان خايف على أولاده، والامتحانات اللي قربت وعمال يحاول بكل طاقته إنه يتعافى علشانهم.. كان بيقبل ياكل علشان يتعافى بسرعة ويكون معاهم قبل امتحاناتهم".
التزم الزوج بتعليمات زوجته التي أخفت عنه حتى وفاته إصابتها أخيرًا، "أول ما قلت له حتى بعد تعافيك لازم عشر أيام مفيش اختلاط بطلابك حفاظا عليهم ... قال لي حاضر كله إلا ضرر حد أو أكون سببًا في عدوى حد منهم، وسمع الكلام وبطل يطالب بترك العناية".
" "دايما محسسني إني بنته
في أسى ممزوجًا بالحنين إلى الزوج، تتذكر أيامهما الأولى وحياتهما التي انتهت بعد أن أثمرت عن طفلة جميلة "محمد لم يكن زوجي فقط، أنا قبلكم كلكم كنت طالبة عنده في إعدادي وثانوي، وحتى في الكلية كان هو معلمي وسندي ومرجعي في كل سؤال، كان دايما فخورًا بي وبتفوقي، دايما محسسني إني بنته".
وتتابع حديثها: "عشنا عشر سنوات محرومين من نعمة الإنجاب، لكن كنا لبعض، صبرنا واتحملنا كتير كان معايا في كل إجهاض وكل عملية المعين، ولما رزقنا بملك هو من أسماها ودللها".
أكدت الزوجة الوفية أن المتوفى، وفي بدايات تعبه أصر على رد جميع الأموال التي كان يتلقاها في عمله، واختتمت حديثها: "بنتي الوحيدة لا تعلم بوفاة والدها، بقيت مع والدتي، والله ذهابكم لتعزية والدتي يؤذيني، والله يحزنني ويؤذيني ويؤذي بنتي الصغيرة، ارحموا صغيرتي وارحموني من قلقي عليها وأنا في المستشفى بعيد عنها".
وفي وقت سابق، نشر "مصراوي" تقريرًا عن الزوج الذي تمنى اللحاق بزوجته في مستشفى العزل، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة وقت أن كان يتلقى العلاج في مبنى آخر، قبل أن يتعافى.
اقرأ ايضا:
"تمنى الإصابة بدلًًا من زوجته فلحق بها في العزل".. قصة "شادي وفاطمة" مع كورونا القاتل- صور
فيديو قد يعجبك: