لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شقيقة محمود ياسين تروي أسرارًا من حياة الراحل وتفاصيل المكالمة الأخيرة

01:37 م الخميس 15 أكتوبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بورسعيد- طارق الرفاعي:

داخل منزل قديم بحي الشرق في محافظة بورسعيد، قضى الفنان الراحل محمود ياسين، فترات طويلة من حياته، وشهدت جدران المنزل العتيق ذكريات الفنان الراحل ومواقفه مع عائلته، وتفاصيل علاقته بشقيقته وبناتها الذين ما زالوا يشغلون المكان ذاته.

انتقل "مصراوي" إلى منزل الأسرة ببورسعيد، لإلقاء الضوء على مقتطفات من حياة "فتى الشاشة الأول" الفنان الراحل محمود ياسين.

"عاشق بورسعيد محب المصري"

بوجه شاحب وجسد واهن، جلست "الحاجة آمال" شقيقة الفنان الراحل تتذكر رحلته، وقالت: "محمود عاشق لبورسعيد ومحبوب من الجميع، وقضى المرحلة الأولى من تعليمه حتى المرحلة الثانوية بمدارس بورسعيد، وذلك قبل أن يلتحق بكلية الحقوق ويصبح شغله الشاغل التمثيل ومسرح الجامعة، وعقب تخرجه توجه للتمثيل مباشرة، واستقر بالقاهرة وبدأ مسيرته الفنية الناجحة، وقدم أعمالًا متميزة أثرت في الحياة الفنية والثقافية في مصر، وما زالت حديث الجميع حتى الوقت الحاضر".

صمتت الشقيقة الصغرى للفنان الراحل لحظات، وعادت بنبرة حزينة، لتكمل قائلة: "محمود كان طيبًا ومحبوبًا جدًا، وكذا كان يحب بلده وإخوته والناس، وترك فراغًا كبيرًا لدينا كعائلته بشكل خاص، وله ذكريات عديدة معي، فلقد كنت مقربة منه وسره كان معي منذ طفولتنا".

واستكملت "الحاجة آمال" قائلة: "كنا نلعب سويا في إحدى فيلات هيئة قناة السويس التي كنا نسكن بها خلال فترة طفولتنا نظرًا لعمل والدي فؤاد ياسين بالهيئة وقتها، وكان حريصًا على التواجد في نادي المسرح ببورسعيد وقصر الثقافة والمسرح الصيفي، وكنا نحضر دائمًا مسرحيات شقيقي ونحن في شدة الفخر بنجاحه وموهبته، وعندما كان ينزل بورسعيد عقب شهرته كانت المنطقة كلها تأتي للحديث والتصوير معه، وكان يتعامل مع الكبير والصغير، ويحب الناس وبورسعيد والنادي المصري، حتى وهو جالس مع أولاده كان يحب الحديث عن بورسعيد وجمالها وتاريخها، وكان حريصًا على حضور احتفالات العيد القومي للمحافظة في 23 ديسمبر، وبعد الاحتفال كان يأتي إلي ويجلس مع أولادي وأحفادي ويحكي لهم عن بورسعيد وعن حياته".

بيحب السمك والبط والجلوس مع والدته

وعن علاقته بأسرته وذكرياته ومواقفه، تابعت شقيقة الفنان الراحل محمود ياسين حديثها قائلة: "كان دائم التواجد في كل المناسبات، ويتواصل معنا باستمرار لمعرفة كل شيء عنا وعن أحوالنا، وكان يستغل أي إجازة لقضائها مع والدتي، ويكون سعيدًا للغاية بالجلوس معها، وكان محبًا لأكلها خاصة الأسماك والبط في أول أيام شهر رمضان.. كان طيبًا وحنينًا، وقف جانبي في زواج بناتي وكان يحضر حفل زفافهن، ويتابع كل شيء بنفسه وسط الناس في سعادة غامرة".

وعن أحب أعماله الفنية إلى قلبها قالت: "أحب مسلسل أخو البنات، وكنت أشاهده أكثر من مرة، وفيلم (نحن لا نزرع الشوك)، وفيلم (الخيط الرفيع) وأتذكر عند عرضه كنت متزوجة حديثًا، واصطحبني أنا وزوجي لمشاهدته في السينما وبعدها عزمنا على العشاء".

المكالمة الأخيرة

اشتدت نبرة الحزن عند الحديث عن أيامه الأخيرة، واستطردت شقيقته قائله: "كان دائم التواصل معي تليفونيًا خلال تواجده بالقاهرة حتى خلال مرضه كانت الحاجة شهيرة تجعلني أتحدث معه للاطمئنان عليه، وفي آخر مكالمة ناداني باسم الدلع (مول) الذي كان يناديني به ونحن صغار"، مختتمة حديثها قائلة: "افتقدناك يا محمود، ألف رحمة ونور عليك يا حبيبي، ربنا يصبرنا على فراقك وغيابك، تركت فراغًا كبيرًا، ولكن أعمالك ستخلد اسمك وحب الناس سيظل تتناقله الأجيال".

أما ابنة شقيقته منى فكري "مدرسة" فقالت وهي تحاول أن تمنع دموعها من النزول: "الموقف بالنسبة لي مختلف، أنا السنة دي فقدت ابني وخالي، هذا أمر صعب، فلقد كان خالي محمود متواضعًا ويحترم الصغير قبل الكبير، ويشارك الناس في حزنها وفرحها، وكان بيفرح بلمة العيلة، ويفرح أكتر بالأحفاد ويجلس يحكي معهم بحب ومتعة، ويرفض أن يقاطعه أحد وهو يتحدث معهم".

أما شقيقتها "نجلاء" مدير حسابات بوزارة المالية، فقالت: "خالي محمود لا يعوض، فلقد كان جميلًا وعظيمًا في كل شيء، وعندما كنت طفلة كنت أجلس على رجله ويلعب ويتحدث معي ويناديني بـ(نوجه)، وكنت أفتخر أمام زملائي بالمدرسة أن خالي محمود ياسين من شدة تعلقي به وحبي لأفلام حرب أكتوبر، واللي عرفت من خلالها أنا وجيلي والأجيال الجديدة البطولات التي سطرها الجندي المصري في حرب أكتوبر وتضحيات جيشنا".

عاشق لبورسعيد.. وأكملت حديثها: "كان يعشق بورسعيد لدرجة كبيرة وكان يأتي إليها باستمرار، والفترة الوحيدة التي غاب عنا كانت بسبب مرضه خلال السبع سنوات الماضية، وكان يحبني جدًا وكنت أحب الحديث معه؛ لأنه كان مثقفًا بدرجة غير عادية، وحضرنا معه مسرحيات له في القاهرة وكنت ألعب مع أولاده خاصة رانيا؛ لأنها في سني، وكان بيحب أهله جدًا وإخوته فهو حنون".

واستكملت نجلاء، كان بيحب النادي المصري وشغله، وأكثر ما كان يحزنه عندما يتحدث أحد بطريقة سيئة عن بورسعيد".. واختتمت حديثها: "هتوحشني قوي يا خالي يا أطيب وأحن قلب".

فيديو قد يعجبك: