إعلان

عبد حبشي أم تاجر مخدرات.. أساطير وحكايات بئر مسعود في الإسكندرية - (صور)

10:48 ص الأربعاء 25 سبتمبر 2019

الإسكندرية – محمد عامر:

من قديم الزمن قصت الحكايات والروايات الأسطورية عن بئر مسعود القابع أعلى ربوة من الصخور الجيرية على شط البحر، ما جعله أكثر معالم الإسكندرية شهرة وغموضا، ويقصده كثيرون اعتقادا منهم ببركته وجلبه للحظ.

"كتل من الأحجار الجيرية.. غاية في الروعة".. يصف الروائي البريطاني إدوارد مورغان فورستر، الربوة التي يعلوها بئر مسعود، بعمق 5 أمتار وعرض 3 أمتار، ويصل بينه وبين البحر مجرى مائي تحت الصخور بطول 5 أمتار.

مقبرة الرومان

الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية ومدرس التاريخ الحديث والمعاصر، يوضح أن موقع بئر مسعود كان عبارة عن يابسة وطغى عليها البحر بسبب الزلازل والنحر.

وكشف عاصم، إن البئر كان عبارة عن مقابر قديمة في العصر اليوناني الروماني، قائلا:" الرومان اشتهروا بحفر مقابرهم وسط الصخور بالقرب من البحر..مثلما يوجد في مقابر القباري وكوم الشقافة".

ويؤكد مدرس التاريخ الحديث والمعاصر، عدم وجود تاريخ محدد لوجود البئر بشكله الحالي، لافتا إلى أن لا يؤكد معلومات مؤكدة حول سبب تسميته باسم "بئر مسعود".

سر مسعود

روايات عديدة نسجت حول سر بئر مسعود، يرويها أحمد عبد الفتاح، مستشار المجلس الأعلى للآثار سابقا، قائلا أن أشهرها هو ما نسب اسم البئر إلى الشيخ مسعود، أحد أولياء الله الصالحين، كان يتردد على البئر والجلوس عنده للتأمل والذكر ووافته المنية بجوار البئر وعندما غرقت منطقة سيدي بشر اعتقد البعض أنها غضب من الشيخ وأطلقوا على البئر اسمه.

رواية أخرى ترجع إلى عصر الدولة الفاطمية، تقول أنه كان يوجد رجل ثري يمتلك عبد حبشي يسمى مسعود وكان الثري يعذب العبد ما دفعه للهرب إلى الإسكندرية ونام بجانب البئر ثم توفي فاعتبر الناس أن هذا البئر بئر السعد لأنه أراح الحبشي من التعذيب.

وذهب البعض إلى أن سر الاسم يرجع إلى أول صعيدي عمر المنطقة وشيد بها المنازل – كانت وقتها منطقة قاحلة- وأطلق اسمه على البئر، وآخرون يؤكدون أن مسعود هو تاجر مخدرات حاول الهروب من الشرطة وسقط في البئر ولقي حتفه.

النقود المعدنية

"فتاة تأخر زواجها، زوجة تبحث عن الإنجاب، شاب يريد المال والنجاح"، غابت الحقيقة مع تعدد الروايات وبقى اعتقاد واحد سائد حتى الآن، وهو أن بئر مسعود يحقق الأمنيات من خلال إلقاء قطعة أو أكثر من النقود المعدنية بداخله.

وترجع فكرة إلقاء النقود المعدنية ببئر مسعود لتحقيق الأمنية، إلى الأساطير اليونانية التي كانت تمجد البحر حتى يحقق لهم أمنياتهم المطلوبة.

بينما يري الدكتور إسلام عاصم، أن السر يرجع إلى عصر الرومان- وقتها استخدمت المنطقة كمقابر- كان يوضع بعض العملات في يد المتوفى أو تحت لسانه، انطلاقا من العقيدة الرومانية التي يتطلب من المتوفى دفع مبلغ لصاحب المعدية التي ستنقله للبر الآخر.

ويضيف عاصم:" في العصر الحديث اعتاد البعض النزول للبئر بحثا عن هذه العملات الأثرية.. وقام البعض مؤخرا بإلقائها بهدف جلب الحظ.. هكذا ربط الناس بين القديم والحديث".

مليون جنيه

ورغم تعدد الأساطير والخرافات حول بئر مسعود إلا أنه يظل أحد أهم المعالم والمقاصد السياحية في عروس البحر المتوسط، والتي اعتنت به محافظ الإسكندرية مؤخرا بخطة تطوير هي الأكبر في تاريخه بتكلفة مليون جنيه.

وتشير اللوحة التذكارية بجانب البئر، إلى افتتاحه كمزار سياحي للزوار بعد تطويره في عهد المهندس محمد عبد الظاهر، محافظ الإسكندرية الأسبق، وتحديدا في 30 يونيو 2016.

ووفقا للإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، شملت عملية تطوير بئر مسعود التي نفذتها شركة المقاولون العرب تطهير المجرى المائي الرابط بين البحر والبئر بعدما منعت حواجز الأمواج وصول مياه البحر إليه.

وتضمن تطوير المنطقة بعد الإهمال الذي لحق بها خلال الفترة الماضية تخصيص أماكن لجلوس الزوار وتدشين ممشى سياحي، وإنارة المنطقة بالكامل بأعمدة زخرفية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان